قيام الليل ودائمًا يحث الناس عليه، وكانت مجالسه لا تخلو من فائدة وكان مشغلا جميع أوقاته بالإفادة والاستفادة بطرح المسائل على الطلاب والأقران ويدور بينه وبينهم المحاورة في التحرير والإتقان، وكان صادعًا بالحق لا يماري فيه ولا يهاب أحدا والجميع من أعيان البلد وأمرائها يهابونه. يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر وكان ناصرًا للسنة قامعًا للبدعة، وكان خيرًا جوادًا لا يقتنى شيئًا من الأمتعة والأسباب الدنيوية سوى كتب العلم فإنه كان حريصًا على جمعها ويقول دائما: أنا فقير من الكتب العلمية، وكان كل ما يدخل إلى يده من الدنيا ينفقه وعاش مدة عمره في بلده عزيزًا موقرًا محتشمًا (١).
وفاته:
اتفقت المصادر على أنه توفي سنة ثمان وثمانين ومائة وألف.
قال الجبرتي: لا زال يملي ويفيد ويجيز من سنة ثمان وأربعين (٢) إلى أن توفى يوم الأثنين ثامن شوال من هذه السنة (٣) بنابلس وجهز وصلى عليه بالجامع الكبير ودفن بالمقبرة الزاركية وكثر الأسف عليه ولم يخلف بعده مثله ﵀ رحمة واسعة (٤).
* * *
_________
(١) النعت الأكمل (ص ٣٠٢)، السحب الوابلة (ص ٣٤١)، فهرس الفهارس (٢/ ١٠٠٢).
(٢) أي ومائة وألف.
(٣) أي سنة ثمان وثمانين ومائة وألف.
(٤) تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار للجبرتي (١/ ٤٧٠). وانظر النعت الأكمل (ص ٣٠٦)، وسلك الدرر (٤/ ٣٢).
1 / 27