============================================================
مكتبة القاهرة وأجد له ملائكته واسكنه جنته نصف يوم (خسمائة عام) ثم نزل به إلى الأرض، والله ما أنزل الله آدم إلى الأرض لينقصه، ولكن نزل به إلى الأرض ليكمله، ولقد أنزله إلى الأرض من قبل أن يخلقه بقوله بحانه إني جاعل في الأرض خليفة )(1) ما قال فى السماء، ولا فى الجنة فكان نزوله إلى الأرض نزول كرامة لا نزول إهانة فإنه كان يعبد الله في الجنة بالتعريف، فأنزله إلى الأرض ليعبده بالتكليف، فإذا توفرت فيك العبوديتان استحققت أن تكون خليفة وأخبرنى بعض أصحاب الشيخ أبو الحمن قال: قال الشيخ ليلة اجتمع بى الشرف البونى وشرف الدين بن المحلى، وأخبرانى أنهما دخلا على امرأة بغربى الأسكندرية فقالت لتا: أرونى أيداكما فشمت أيدينا وقالت: اخوان صالحون، ثم قالت: انتهيت فى المعرفة إلى بقام الحيرة، فقلت: إلهى بم يخرج العارفون من الحيرة؟ فقالت لى: بالتوحيد، فهل فيكم من يعرف هذا التوحيد الذى يخرج العارفون به من الحيرة؟ قالا فقلنا لها: إنما جثنا نلتس بركتك، ثم قال الشيخ أبو الحسن: الا دلوها على من ضيق عليه، الا دلوها على من ضيق عليه، ثم توجه إلى جهتها وقال: التوحيد الذى يخرج العارفون به من الحيرة لا إله إلا مو، يخرج العارفون من الحيرة بلا إله إلا هو، فأصبح بعض أصحاب الشيخ فذهب إليها فوجدها وهى تقول: اتغنيت اتغنيت فعلمنا أن الشيخ أمدها فى تلك الاعة وقال الشيخ أبو الحسن: كنت فى بعض سياحاتى وقد آويت إلى مغارة بالقرب من دينة السلمين فمكثت فيها ثلاثة أيام لم أذق فيها طعاما، فبعد الثلاثة أيام دخل على أناس من الروم كانت قد أرت قينتهم هنالك، فلما رأونى قالوا: قبيس من المسلمين فوضعوا عندى طعاما، وأداما كثيرا فعجبت كيف رزقت على أيدى الروم، ومنعت ذلك من السلمين؟ وإذا قاثآل يقول لى: ليس الرجل من نصر بأحبابه، وإنما الرجل من نصر بأعدائه.
وقال الشيخ أبو الحن: نمت ليلة فى باحتى على رابية من الأرض فجاءت السباع فطافت بى، فأقست إلى الصباح، فما وجدت أنسا كانس وجدته تلك الليلة فلما أصبحت خطر لى أنه حصل لى من قام الأن بالله بشىء فيبطت واديا وكان هناك طيور حجل لم أراها فلسا أحت بى طارت بمرة فخنق قلبى رعبا، فإذا على يقول لى: يامن كان البارحة يأنس بالسباع مالك توجل من خفقان الحجل، ولكن البارحة كنت بنا، والآن أنت بنفك.
(1) (البترة: 30)
पृष्ठ 55