============================================================
لطائف الفن بالمقياس بالقاهرة، فافرت إليه، فلما مثلت بين يدي قال لى: مكة والمدينة، فقلت: لأجل ذلك جثت يا يدى عزمت على الحج وما معى شىء من الدنيا، فقال لى الشيخ: أى شىء معك؟ قلت: عشرة دنانير، قال أدفعها لهذا الرجل، تدفعتها له فقال لى الشيخ: إذا كان غدا فاخرج إلى الساحل واشتر لى عشرين أرديا قمحا فأصبحت ونزلت إلى الاحل واشتريت عشرين أردبا، وحملت القمح إلى الخزن وأتيت الشيخ، فقال: لى هذا القمح، قالوا لى: إنه مسوس لا تأخذ منه شيئأ، فبقيت متحيرا لا أدرى كيف أصنع؟ فيقيت ثلاثة أيام لا يطالبنى صاحب القمح بالثمن، فلما كان اليوم الرابع وإذا برجل يطوف على فلما دآنى قال: أنت صاحب القح؟ قلت: نعم، قال: تأخذ فيه فائدة ألفت درهم، قلت: نعم، فوزن لى ألف درهم، فوضع الله لى البركة فيها، فلو قلت : إنتى أنفق منها إلى اليوم لصدقت وقال الشيخ أبو العباس سافرنا مع الشيخ طي فى السنة التى توفى فيها فلما كتا عند أخميم قال لى الشيخ: رأيت البارحة كأنى فى جلبة وأنا فى البحر والرياح قد اختلفت، والأمواج قد تلاطمت، والمراكب قد انفتحت، وأشرفتا على الغرق فأتيت إلى جاتب الركب وقلت: أيها البحر إن كنت أمرت بالممع والطاعة لى فالتة لله السيع العليم، وإن كثت أمرت بغير ذلك فالحكم لله العزيز الحكيم، فسععت البحر يقول: الطاعة الطاعة فلما سقرنا وتوفى الشيخ رفناه بحميثرا من صحراء عيداب، وزكينا فى جلبة قلما صرنا فى وسط البحر تلاطمت الأمواج واختلفت الرياح، وانفتحت الجلبة، وأشرفتا على الغرق، وأنسيت كلام الشيخ فلما اشتد الأمر، ذكرت ذلك فأتيت إلى جانب المركب، وقلت أيها البحر إن كنت قد أمرت بالسمع والطاعة لأولياء الله فالمنة لله السيع العليم، ما قلت كما قال الشيخ بالسمع والطاعة لى، وإن كنت أمرت بغير ذلك فالحكم لله العزيز الحكيم، فيمعت البحر يقول: الطاعة . الطاعة، وسكن البحر، وطاب السفر.
وقال الشيخ أبو العباس كنت مع الشيخ فى بحر عيداب وكنا فى شدة من الريح الأريب، وكان المركب قد انفتح فقال الشيخ قل: رأيت الماء قد انفتحت وتزل متها ملكان إحداهما يقول: موسى أعلم من الخضر، والآخر ينود:: الخضر أعلم من موسى، ونزل ملك آخر وهو يقول: والله ما علم الخضر فى علم موسى إلا كعلم الهدهد فى علم سليمان حين قال أحطت بما لم تحط به ) ففهمنا أن الله سلمنا فى سفرنا، فإن موسى سخر له البحر وقال أبو العباس: قال رجل للشيخ ما تقول فى الخضر أحى هو أم ميت؟ فقال
पृष्ठ 52