============================================================
مكتية القاهرة مقدمة المؤلف الحمد لله الذى فتح لأوليائه باب محبته، وأنشط نفوسنم من عقال القطيعة، فقاموا ه بوجود خدمته، واند عقولهم بنوره، فعاينت عجائب قدرته، وحرس قلويهم من الأغيار، ومحا منها صور الآثار حتى ظفرت بمعرفته، كشف لأرواحهم عن قدس كماله ونموت وجود جلاله، فهم سبايا حضرته، متع آرارهم بقربه بخطفات جذبه، فتحققوا بشهود أحديته، أخذمم منهم وأفنامم عنهم، غرقوا فى بحور هويته، فرق جيوش التفرقة بكتائب الجمع لأهل خصوصيته، وحمى حمى الأرار بعدد الأنوار أن يكون مظهرا لغير فرديته. اطلع كواكب العلوم فى سماء الفيوم تيدى الائرين لحضرة ربوبيته، وأضاء قمر التوحيد فى قيد التفريد فانطوت الكاثنات فى وجود أزليته، وما كانت معه فى أزله حتى تكون معه فى أبديته، بل هو الأول الآخر، لا بالإضافة لبريته، والظاهر الباطن كذلك، وما الكون حتى يقاس بقدوسيته.
أحمده والحمد واجب لصفات جلاله وعظمته، وأشكره والشكر مستحق له لسبوغ نعمته، وأرجود. وكيف لا أرجوه وهو الذى وع كل شيء برحمته، وغمر العباد فى الغيب والشهادة بطول منته، وأعترف له بالتقصير عن القيام بحقوق أحديته، وأعلم آنه لا يحاط بداته وصفته، ليس للعيد منه إلا ما تن به عليه ، ولا يضاف له من المحاسن إلا ما أضافه إليه، ولا ينتصر فى المصادر والموارد إلا بالتوكل عليه، العزيز، القادر الحكيم، القاهر، الرقيب على فعل كل فاعل، ونظر كل ناظر، لا يخفى عليه ما فى الضمائر، ولا يغاب عن علمه مستكنات السرائر: اظهر فى ملكه حكمته وفى ملكوته قدرته، وتعرف لكل شىء، ولا شىء يجحد ربوبيته ( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العاليين )(1) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وكل شىء يشهد بأحديته فى ألوضيت وأشهد آن محمدا عيده ورسوله، المصطفى من خليقته: المشهود له فى الغيب، والشباء: بكبال خصوصيته القائم لولاد بكمال الوفاء فى عبوديته صلى الله عليه وعلى آله وصحاب صلاة تدوم بدوام آبديته وملم تليتا كثيرا أما بعد: فإنى قصدت فى هذا الكتاب أن أذكر فيه جملا من فضائل سيدز ومولان الاسام قطب العارفين، علم المهتدين، حجة الصوفية، مرشد السالكين، منقذ الهالكين، (ن (الأعراف: 54)
पृष्ठ 5