============================================================
لطائف المنن لأنهم أدركوا زمنه وفرقة أخرى يصدقون بأن فى مملكة الله أولياء لهم كرامات من غير أن يسلموا ذلك لأحد من أهل زمن معينا، فكل من ذكر لهم أنه ولى أو نسبت إليه كرامة، دافعوا إثبات ذلك بمقاييس اقتضتها عقولهم العقولة بعقال الغفلة المخدوعة بمتابعة الهوى، فان يجدى عليهم هذا التصديق وجود الاقتداد، ولا إشراق نور الاعتداء، إذ الاقتداد لا يكون إلا بولى مجهول العين فى كون الله، بل إنما يكون الاقتداد بولى دلك الله عليه وأطلعك على ما أودعه من الخصوصية الديه، فطوى عنك شهود بشريته فى وجود خصوصيته قألقيت إليه القياد فسلك بك سيل الرشاد، يعرفك برعونات نفسك وكمائنها، ودفائنها، ويدلك على الجمع على الله ويعلمك القرار عما سوى الله ويسارك فى طريقك، حتى تصل إلى الله، ويوقفك على إساءة نفك، ويعرفك بإحسان الله إليك، فيفيدك معرفة إساءة نفسك الهرب منك، وعدم الركون إليها، ويفيدك العلم بإحسان الله إليك، الإقبال عليه والقيام بالشكر اليه والدوام على ممر الساعات بين يدي فإن قلت: فأين من هذا وصفه لقد دللتنى على آغرب من عنقاء مغرب .
فاعلم: أنه لا يعوزك وجدان الدالين، وإنما يعوزك وجود الصدق فى طلبهم، جد صدقا تجد مرشدا، وتجد ذلك فى آيتين من كتاب الله تعالى { أمن وجيب الفضطر إذا دعاهآ (1) وقال تعالى ( فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم )(2) فلو اضطررت إلى من يوصلك إلى الله اضطرار الظمآن إلى الماء، والخائف للأمن، لوجدت ذلك أقرب إلي من وجود طلبك، ولو اضطررت الى رحمة الله اضطرار الأم لولدها إذا فقدته لوجدت الحق منك قريبا ولك مجييا، ولوجدت الوصول غير متعذر عليك، ولتوجه الحق بتيسير ذلك إليك، فهذا الكلام فى طرفى الجواز، والوقوع جميعا وذكر أعيان الكرامات التى اتفق السلف لا يستطاع حصرها، وقد أشبع القول فيها الأستاذ أبو القام القشيرى(2) فى رسالته وأفرد لها بابا.
واعلم: أن الكرامة تارة تظهر للولى فى نفسه، وتارة تظهر فيه لغيره، فإن أظهرت للولى فى نفسه: فالمراد تعريفه بقدرة الله وفرديته وأحديته، وأن قدرته لا تتوقف على () والنعد: 22 و: عبد الكريم بن هوازن القشيرى أستاذ الصوفية فى وقته، ومن تصنينه (التفير الشير) و(الرالة القشيرمة) ولد وي فى 277 و وتوفى فى 15؛ ب- اه: وكان إمام وقته واستاذ عصره، حتى كان ابن تيدية عذدما بتحدبه عنه كان لا مقول إلا الاتاذ القشمرى أدها واحتراما لعلعه ومنزلته، واحتل القشيرى مكانة سامقة لدى العوفية جميعا
पृष्ठ 44