लताइफ़ माअरिफ़

Ibn Rajab al-Hanbali d. 795 AH
56

लताइफ़ माअरिफ़

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

अन्वेषक

ياسين محمد السواس

प्रकाशक

دار ابن كثير

संस्करण संख्या

الخامسة

प्रकाशन वर्ष

1420 अ.ह.

प्रकाशक स्थान

بيروت

शैलियों

सूफ़ी
فضةٍ، ومِلاطُها (^١) المِسْكُ الأذفَرُ، وحَصْباؤها اللؤلؤ والياقوتُ، وتربتُها الزَّعفرانُ. وقد رُوي أيضًا هذا عن النَّبيِّ ﷺ من حديث ابن عُمَرَ مرفوعًا، أخرجه (^٢) الطبرانيُّ. فهذه أربعةُ أشياءَ: أحدها: بناءُ الجنَّةِ، ويُحتملُ أن المرادَ بُنيانُ قُصورِها ودُورِها، ويُحتملُ أنْ يرادَ بناءُ حائطِها وسورِها المحيطِ بها وهو أشبَهُ. وقد روي من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعًا وموقوفًا وهو أَشبه: "حائطُ الجنَّةِ لَبِنِةٌ من فضةٍ، ولَبِنِةٌ مِن ذَهَبٍ، ودرجُها الياقوتُ واللؤلؤ". قال (^٣): وكنَّا نتحدَّثُ أنَّ رَضْرَاضَ (^٤) أنهارِها اللؤُلؤ وترابها الزَّعفران (^٥). وفي "مسند البزار" عن أبي سَعِيدٍ مرفوعًا: "خَلَقَ اللهُ الجنَّةَ لَبِنَةً مِن فضةٍ ولَبِنَةً مِن ذَهَبٍ، ومِلاطُها المِسْكُ (^٦)، فقال لها تكلَّمِي، فقالتْ: قد أفلَحَ المؤمنون، فقالَتْ الملائكةُ: طُوبَى لكِ منزِل الملوكِ (^٧) ". ومِمَّا يبيِّنُ أن المرادَ ببناءِ الجنَّةِ في هذه الأحاديث بناءُ سورِها المحيطِ بها ما في "الصحيحين" عن أبي موسى، عن النَّبيِّ ﷺ، قال: "جَنَّتَانِ مِن ذَهَبٍ، آنيتُهُما وما فيهما، وجنَّتانِ مِن فِضَّةٍ آنيتهُما وما فيهما (^٨). وقد رُوِي عن أبي موسى مرفوعًا وموقوفًا: "جنَّتانِ مِن ذَهَبٍ للمقرَّبينَ، وجنَّتانِ

(^١) المِلاط: الطين الذي يُجعل بين سافَي البناء ويُملَطُ به الحائط. ومسك أذفر: طيب الريح. (^٢) في ع، ش: "خرَّجه". (^٣) لفظ "قال" لم يرد في (آ). (^٤) الرَّضراضُ: الحَصَى الذي يجري عليه الماء. (^٥) الزعفران: نبات صبغي طبّي مشهور. (^٦) قوله ﷺ: "وملاطها المسك" ليس في نص الحديث عند البزار، وإنما أدرجها المؤلف فيه من الحديث المتقدم. (^٧) ذكره الهيثمي في "كشف الأستار عن زوائد البزار" ٤/ ١٨٩ وفي سنده سعيد بن إياس الجريري ثقة اختلط قبل موته بثلاث سنين، وباقي رجاله ثقات. ولفظ الحديث عنده: "خلق الله ﵎ الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وغرسها، وقال لها: تكلّمي، فقالت: قد أفلح المؤمنون، فدخلتها الملائكة، فقالت: طوباكِ منزل الملوك". (^٨) قطعة من حديث رواه البخاري رقم (٧٤٤٤) في التوحيد، باب قول الله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ [القيامة: ٢٢ - ٢٣]، ومسلم رقم (١٨٠) في الإيمان، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم ﷾. وفي الأصول: "وآنيتهما" في الموضعين، وما أثبته من مصادر التخريج. ورواه أيضًا أحمد في "المسند" (٤/ ٤١١ و٤١٦)؛ والترمذي رقم (٢٥٢٨) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة غرف الجنة؛ وابن ماجه رقم (١٨٦) في المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية.

1 / 63