عباد الله اشكروا على نعماء الله، إذ كنتم على شفا حفرة من النار، فأنقذكم منها، وأورثكم الجنة العالية، وجعلكم من أمة نبيه وحبيبه، وخصكم بمزيد فضله ولطفه، فكنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر، وصرتم أمة وسطا؛ لتكونوا شهداء على الناس، ويكون الرسول عليكم شهيدا يوم المحشر، فياله من نعم متوالية ومتتاليه، والذي نفسي بيده لو كان كل شعرة لسانا، وكل جزء جنانا، لما قدرنا على شكره لهذه النعم السائلة، ولقد أظلكم هذا الشهر شهر ربيع الأول، شهر ولد فيه الحبيب الشفيع الأكمل على أصح الأقوال الراضية، فأكثروا فيه الصلاة والسلام على سيد الأنام، والزموا إطاعته في الحلال والحرام، فمن أطاعه نجا، ومن خالفه واتبع الهوى سلك إلى النار مع الأمم الطاغية، فقد قال الله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله}(1).
وقال تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله}(2).
وقال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}(3).
وقال تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا}(4).
पृष्ठ 39