فيا أيها الذين تخلفوا عن اكتساب هذه الفضيلة، تلقوهم أحسن لقاء، وحيوهم أحسن تحية، وقوموا بخدمتهم لقرب عهدهم بتلك الأماكن العلية؛ لعل الله يرحمكم، ويخفف عنكم الحساب، واطلبوا منهم الاستغفار، فأن دعاءهم مستجاب، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج)(1).
ويا أيها الحاج أوصيك كل الوصية أن لا تدنس حجك بالخطيئة، وأن لا تضيع عمرك في اكتساب السيئة، والزم الجهاد في العبادة والتوبة والأنابة، فهو علامة قبول العبادة، وإياك ثم إياك أن تكون الآن كما كنت قبل الحجة، وتكسب ما كنت تكسبه قبل الزيارة، فان الله شديد البطش، سريع الحساب، واغتنموا أربعا قبل أربع: الحياة قبل الموت، والصحة قبل المرض، والغناء قبل الفقر، وقبل المشيب الشباب؛ لئلا تقولوا حين الشيب ليت الشباب يعود، وهو لا يعود إلى أن يقوم يوم الحساب.
وارفعوا أكف السؤال إلى حضرة المتعال قائلين: اللهم يا كريم يا تواب اغفر لنا وارحمنا وارزقنا حج بيتك الحرام، وزيارة قبر نبيك عليه الصلاة والسلام، وأدخلنا الجنة بغير حساب.
पृष्ठ 34