लताइफ
اللطائف المستحسنة بجمع خطب شهور السنة
शैलियों
وتذكروا يوم يجمع الأولون والآخرون، ويحضر الخواص والعوام، ويحاسبون على كل فعل وقول، ويناقشون على كل طول وحول، وتعرض عليهم صحائف أعمالهم مكاتيب الملائكة الكرام، فإذا وقع نظرهم عليها وقعوا في حسرة لا دافع لها، وقالوا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وندموا على ما كسبوا في الليالي والأيام، وظنوا أنهم قد هلكوا إلا أن يرحمهم ربهم وهو الحليم العلام، فطوبى لمن بشر في ذلك اليوم بنيل السعادة، ونادى مناد إن فلان ابن فلان سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا، وواحسرتاه لمن خذل في ذلك اليوم، ونادى مناد: إن فلان ابن فلان شقي شقاوة لا يسعد بعدها أبدا، وأحاطت به غبرة وتترة والظلام.
إخواني؛ توبوا إلى الله طرا، واعتصموا بحبل الله جميعا بلطف الاعتصام؛ عسى أن يرحمكم ربكم ويفيض عليكم مطر السلام، جعلنا الله وإياكم ممن تاب من الآثام وامتثل بأوامر الملك العلام، وأدخلنا الله وإياكم الجنة دار السلام.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على خير خلقه محمد وآله أجمعين، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم: {تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام}(1).
الخطبة الأولى للجمعة الأخيرة من شعبان
पृष्ठ 118