मेरे जीवन की झलकियां: एक अर्ध-आत्मकथा
لمحات من حياتي: سيرة شبه ذاتية
शैलियों
وفي لهجة من كان ينتظر المكالمة قال لي: أتأتي إلي أم أجيء إليك؟ - تعال.
وبعد لحظات كان عندي في البيت وبدأ كلامه: أولا أعتذر إليك لاختلاف رأيي عن رأيك ، فقد كنت أنت على صواب منذ الوهلة الأولى.
ولم أجد شيئا أقوله وعاد نمير الأخوة الصافي بيننا إلى جدوله لا يرنق صفاءه شيء. •••
أحسب الأيام سارت بي سيرا رتيبا بعد حرب أكتوبر، وأحسب أنني في غير حاجة أن أقص أنباء رواياتي التي كتبتها ، فكل هذا ظهر في أحاديث إذاعية وتليفزيونية ومقالات، وبعضها ذكرته في كتب.
بعد حرب 1967م انتقلنا إلى المعادي لنقيم مع عمي عزيز باشا والسيدة الفاضلة زوجته أمينة هانم في محاولة منا لضغط المصروفات كما يقول الاقتصاديون، وأجرت شقتي بالزمالك مفروشة، وكان ما نناله منها يواجه حاجاتنا الضرورية، ثم كان اعتمادي بعد ذلك في مواجهة مصاريف الأولاد والملبس وبنزين السيارة على بيع أرضي، وما كنت أتقاضاه من مكافآت من مقالاتي وقصصي ما ينشر منها في الصحف أو ما يذاع من رواياتي أو ما يؤخذ للسينما أو للتليفزيون، وفي هذه الفترة كان هناك وفد رسمي إلى العراق اشتركت فيه وكان معي فيه المرحوم صالح جودت وأخي الحبيب أنيس منصور أطال الله عمره، واتفقنا ثلاثتنا أن نذهب معا في سيارة إلى الكويت لنزور بها بعض الأصدقاء، وقد كانت المرة الأولى التي أزور فيها العراق أو الكويت، وكان معنا في العراق أيضا أخونا الشرقاوي، وقد كان الاستقبال لأشخاصنا في العراق رائعا، فقد قصد إلينا الصحفيون والإذاعيون، وكنا موضع تقدير لا شك فيه، أما الهجوم على مصر فكان في كل خطب المهرجان وقصائده، لقد كنا السخرية والنقد الضاري المروع، فقد كانت هزيمتنا مذلة للعرب أجمعين.
وأذكر حادثة طريفة أنني ذهبت أنا والشرقاوي إلى فندق آخر غير الفندق الذي كنا ننزل به في بغداد، وبالصدفة وجدت جماعة كبيرة من أساتذتي في كلية الحقوق أذكر منهم د. علي راشد ود. سليمان مرقص وغيرهم، وكانت جلستي بجانب د. علي راشد فروى لي أمرا غريبا، كان هذا اللقاء في عام 1969م، وأنا كنت تلميذا للدكتور علي راشد في عام 1948م، وأذكر أني أديت امتحان الجنائي في السنة الثانية أداء لا بأس به، ولكنني وجدت الدرجة التي نلتها 6 من عشرين، وهي أقل درجة تسمح بالنجاح بشرط أن يجبرها امتحان الشفوي، وكنت قد نجحت فلم أشأ أن أثير موضوع ضعف الدرجة في الكلية، ولكني في جلستي مع د. علي راشد تبينت الأمر وذهلت له. قال د. علي: هل تعرف أنك كنت ستودي بي في داهية؟ - لماذا؟ - الورقة التي أجبت فيها على الجنائي ضاعت مني.
فصرخت: ألهذا أعطيتني 6 من 20؟ - قلت أعطيه أقل درجة للنجاح وإن كان تلميذا جادا يحصل على درجة أعلى في الشفوي. - أهذا عدل يا دكتور؟ على الأقل أعطني 10 من عشرين، لقد ظلمتني ظلما لن أنساه لك.
وفعلا لم أنسه.
وذهبنا إلى الكويت في هذا العام، ومما لا أنساه تلك الحفاوة البالغة التي لقيها ثلاثتنا هناك، سواء من وسائل الإعلام أو من الهيئات والجماعات والأفراد على السواء. •••
حين تولى الرئيس الخالد الذكر أنور السادات الحكم، تلقيت النبأ بمشاعر بعيدة كل البعد عن الرضى، وكنت في ذلك الحين أذهب كثيرا إلى الزعيم العظيم إبراهيم باشا عبد الهادي، فقد كنت أقيم بالمعادي في ذلك الحين حيث كان يقيم إبراهيم باشا، وقلت له فيما قلت إنني لا أعرف أنور السادات إلا أنه كان يرسل لي بطاقة معايدة في كل عيد، ولم ينقطع عن إرسالها قط، رغم أنني لم أكن أشكره على هذه المعايدة لأنني لا أعرف له عنوانا أرسل الشكر عليه، أو لأنني كنت أعتقد أنها بطاقة عامة ترسل للجميع، ولكني عرفت بعد ذلك من صديق عمري عبد الفتاح الشناوي أن أنور السادات كان على صلة بأبي، وهي صلة لم أعرفها أنا إلا من الشناوي الذي كان سكرتيرا فمدير مكتب لأبي، ثم قلت لإبراهيم باشا إنني لست متفائلا مطلقا برئاسته، فإذا بالسياسي العظيم يقول لي: سترى يا ثروت أن هذا الفتى هو خير من عرفت وسترى مصر على يديه خيرا لم تكن تحلم به.
अज्ञात पृष्ठ