هذا وكانت الجماهير المسلمة فريسة العقائد الباطلة وأعمال الشرك بضغط عوامل عديدة منها اختلاطهم بغير المسلمين، وتأثير العجم، وتهاون العلماء، وقد أصبح الدين الخالص والتوحد النقي وراء حجاب وحجاب، ونشأ الغلو والإفراط في الاعتقاد في الأولياء والصالحين شأن اليهود والنصارى، حتى بدأت عقيدة التوسط والتقرب بالأولياء ترسخ، وينطبق عليهم ما حكاه القرآن من قول مشركي العرب الأولين {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} وتنتشر هذه الفكرة الجاهلية في أوساط المسلمين وأصبح كثير من العلماء لا يرون بأسا في الاستغاثة بغير الله والاستعانة به، واتخذت قبور الأنبياء والصالحين مساجد وتحقق الخطر الذي كان قد أنذر به النبي صلى الله عليه وسلم وشدد النهي عنه، ولم يكن المسلمون يشعرون بأي غضاضة في التخلق بأخلاق الذميين والكافرين واتخاذ شعائرهم وخصائصهم والحضور في أعيادهم الدينية ومهرجاناتهم واصطناع تقاليدهم وعاداتهم.
पृष्ठ 38