स्वतंत्रता और मौन की धुन
لحن الحرية والصمت: الشعر الألماني في القرن العشرين
शैलियों
يخسر،
يقترب من الشباك.
يذكر اسمها أولا.
تقطع الخزامي.
هل هذه قصيدة حب؟ هل تذكر الكلمات الهامسة شيئا عنه؟
لا ريب في أن هذا الوصف لن يساعدنا على تذوقها، ولن يقربنا منها خطوة واحدة، بل ربما لم يبق من الحب شيء في هذه الأبيات الجنائزية الرقيقة الشاحبة، كالظلال التي تتحرك في مكان لا وجود له على سطح الأرض؛ لأنه مكان باطني خالص، بل إنها في الحقيقة لا تتحرك وإنما ترقص رقصة باليه، وتقترب من الموضوع لكي تفلت منه،
33
حركة مد وجزر، شهيق وزفير، لا ينبغي أن تتوقف وإلا توقف النفس الشعري وتحول إلى حجر، وهي تشير وتومئ، وتحاول أن توجد علاقة بين أنا وأنت لا نتبين ملامحهما؛ لأن كل إنسان وكل شيء في هذه الأبيات، يبدو كالشبح الغائم الذي يتنقل بين النور والظل، إنها لا تحدد شيئا ولا تلمسه، بل سرعان ما تسحبه إلى عالم باطن كالحلم، ثم تخرجه منه لتلتقطه من جديد، في دورة زمنية رتيبة وحزينة، وهي تثبت ثم تنفي، وتنفي لتثبت من جديد، لا تقف عند شيء بعينه ولا تستقر، اللهم إلا في جوار الصمت، وما أشبهها ببعض قصائد «مالارميه» التي تستحي من لمس الأشياء، بل تكاد أن تستحي من الكلمات فتحولها إلى موسيقى خافتة، تقترب من السكون أو من العدم، والواقع أن السكون والصمت هو الجو العام الذي تتحرك فيه قصائد «سلان»، فه تكشف عن ارتباك دائم أمام اللغة، وهي لهذا تبتعد وتتكتم، وتحاذر من الأنا الشعرية فتنأى عنها بقدر الإمكان، ولكن من يدري؟ لعلها بهذا البعد والكتمان والصمت الوديع الكسير، تكشف لنا عن عمق جديد في تجربة الحب في هذا الزمان: الحب المستحيل، هذا الصمت الذي نحسه ونلمسه في القصيدة السابقة وفي معظم قصائد «سلان» الأخرى، يشبه صراطا رفيعا كحد السيف يفصل بين صمت مفعم بالمعاني وصمت فارغ من كل معنى، إنه وليد حساسية مفرطة بالكلمة، وشك متصل في اللغة ودلالاتها الأدبية العتيقة، وهو أقرب إلى الابتعاد والكتمان منه إلى الصمت الثقيل، الذي بدأ يزحف على تجارب القصيدة المعاصرة، التي تحاول أن تلغي وجود الكلمة أصلا، عن طريق تفتيتها إلى حروف أو وحدات خرساء.
وهو إذا كان يبتعد عن الأنا الفردية - شأنه في هذا شأن أغلب الشعر المعاصر كما رأينا - فلا يزال مفعما بالشوق والحنين إلى «الأنت»، ولا يزال مستعدا للقائها المفاجئ، إنه يتحرك كما قلت على حدود الصمت، ولكنه لا يضحي بوجود الأشياء ولا الكلمات، ولا يصل به الأمر إلى التجريب المتعمد على الشكل والبناء اللغوي على نحو ما يحاول بعض المعاصرين، ولعله أن يكون الشاعر الوحيد الذي استفاد من الرمزيين والسرياليين الفرنسيين، واستطاع أن يحمي نفسه من تأثيرهم المهلك، فلم تقوه التجارب الجمالية، ولم يستخفه العبث الطائش، ولم يحاصره العدم الخانق والصمت الأخرس، إن شعره غني بالصور الحية، والرؤى الجسورة، والحساسية اللغوية النادرة، والإيقاع الموسيقي القريب من موسيقى الشعر المحض، ولكنه كذلك يفيض بالنغم الموحي واللحن الشجي، ويعبر عن وجدان قلق غني بالعاطفة - مهما حاول أن يكتمها ويبتعد عنها، أتراه هوى باختياره إلى الصمت الأخير قبل أن يلتف حول شعره ويخرسه؟ هل جذبته الهاوية بعد أن ظل يحوم حولها في جوار الصمت؟ ما من أحد يملك الجواب، لكن يبدو أن قوس الشعر - الذي توتر حتى تمزق، وظل يعزف لحن الموت حتى أطبق عليه الموت - لم ينته إلى اليأس المطلق، فهناك أمل تعبر عنه آخر كلمات ديوانه قبل الأخير: «تحول النفس»
Atemwende (1967م): «النور كان: النجاة .»
अज्ञात पृष्ठ