सनीया के मोती सुल्तानी शुभकामनाएं में
اللآلئ السنية في التهاني السلطانية
शैलियों
ولقد تولى دولته من يناير سنة 1909 إلى مارس سنة 1910 رئاسة الجمعية العمومية ومجلس شورى القوانين، فكان لهاتين الهيئتين في عهده من الرونق والبهاء والجلالة والكرامة ما لم يكن لهما به عهد من ذي قبل.
وخاتمة المقال وتاج هذه الفعال أن الأمير الخطير قد وقف حياته على كل أنواع البر وجميع صنوف الخير، فقد تنازل - حفظه الله - وتقبل رئاسة الجمعية الخيرية الإسلامية منذ 28 محرم سنة 1324 / 23 مارس سنة 1906 إلى هذه الساعة، فلم يقتصر على إمدادها بنفوذه العالي وبسط جناح عنايته عليها بل صرف في ترقية شؤونها كثيرا من ماله ومن وقته الثمين، فكان لها من غرر أياديه ما جعلها في الحالة التي وصلت إليها مما تقر له العيون وتبتهج به النفوس.
وحينما تضعضعت أحوال جمعية الإسعاف توجهت إليه الأنظار، فتداركها بهمته الفائقة من الأخطار التي كانت محدقة بها ملبيا داعي الشفقة والحنان، فما لبثت الجمعية إلا قليلا حتى عاودتها الحياة، ورجعت إليها نضرة الشباب، فانتعشت بفضله بعد الخمول، واستأنفت خدمتها لجميع البؤساء الذين يتحدثون بكرة وأصيلا بآثار هذه المكارم ويرتلون الدعوات الصالحات ترتيلا ببقاء رب هذه المراحم.
تحريرا بالقاهرة في 20 محرم سنة 1333 / 8 ديسمبر سنة 1914.
هوامش
المكاتبات الرسمية بين صاحب العظمة السلطان والوكالة البريطانية
صاحب العظمة السلطان بملابسه العادية
في 18 ديسمبر عام 1914 جرى في مصر حادث تاريخي هام، هو سقوط الخديوية وتجديد عهد السلطنة ، ذلك العهد المجيد الذي كان لها على عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي، وبذلك سقطت السيادة التركية عن مصر وأصبحت تحت حماية بريطانيا العظمى، تلك الدولة التي اشتهرت من أقدم الأزمان بنشر العلوم والمعارف في مستعمراتها والبلاد التابعة لها والعمل على ترقية أهلها ماديا وأدبيا، وتدريجهم وتمرينهم على حكم أنفسهم بأنفسهم، الأمر الذي جلب لها الفخر وسجل لها حسن الذكر، وجعل رعاياها والمستظلين بحمايتها يتعلقون بحبها ويقدمون نفوسهم وأموالهم فدية لها وفي سبيل نصرتها، وليس أسطع دليل على ذلك من قيام أهالي المستعمرات والبلاد التابعة لإنكلترا على نصرتها في هذه الحرب الطاحنة التي دخلتها إنكلترا دفاعا عن الحق وانتصارا للضعفاء، وخير دليل أستشهد به على صحة ما ذكرت قول صاحب العظمة مولانا السلطان الأعظم في أمره الكريم الصادر لعطوفة حسين رشدي باشا رئيس الوزارة المصرية، فقد جاء فيه ما يأتي:
ونحن على ثقة بأننا في سبيل تحقيق هذا المنهاج سنجد لدى حكومة صاحب الجلالة البريطانية خير انعطاف في تأييدنا، وإننا لموقنون أن تحديد مركز الحكومة البريطانية في مصر تحديدا واضحا بما يترتب عليه من إزالة كل سبب لسوء التفاهم يكون من شأنه تسهيل تعاون جميع العناصر السياسية بالقطر لتوجيه مساعيها معا إلى غاية واحدة.
كانت مصر في عهد السيادة التركية الصورية لا تعرف لها طريقا قويما يوصلها إلى ما تبتغيه من التدرج في سبيل الرقي؛ لأنه كان أمامها ثلاثة أبواب مفتوحة: باب المعية الخديوية وباب الوكالة البريطانية وباب الحكومة المصرية، فكانت تحوم حول هذه الأبواب وتطرقها حسب الظروف الداعية إليها، والحق يقال فإنها كانت تائهة ضالة بين جميع هذه الأبواب، فلما بسطت إنكلترا حمايتها على مصر قفلت تلك الأبواب وأصبح أمام الأمة باب واحد تطرقه فيفتح لها لتدخل إلى معهد العلم والرقي والتقدم فلا تضل سواء السبيل، ولا يبقى للوساوس والأوهام محلا، وطالما جرت الأوهام على الأمم الضلال في الأعمال والاضطراب في الشؤون الإدارية والسياسية، فمصر اليوم دخلت في عصر جديد كله خير وبركة وأصبح أهلها أحرارا خالصين من كل قيد ضار.
अज्ञात पृष्ठ