وفاته:
نقل الإمام النووي عن الحاكم أبى عبد الله قوله في كتاب المزكين لرواة الأخبار سمعت أبا عبد الله بن الأخرم الحافظ ﵀ يقول:
توفى مسلم بن الحجاج ﵀ عشية الأحد ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين. وهو ابن خمس وخمسين سنة ٢٣٠ (^١).
رحلاته:
لم تكن الرحلة في طلب العلم شيئا جديدا بالنسبة للتابعين وأتباعهم فقد ظهرت قبلهم في عصر الصحابة رضوان الله عليهم.
إذ رحل جابر بن عبد الله إلى مصر والشام لسماع حديث، والتأكد من حفظه (^٢) وكذلك سعيد بن المسيب أحد التابعين إذ يقول:
"كنت أسير في طلب الحديث الواحد مسيرة الليالي والأيام" (^٣) وكانت رحلة التابعين إلى الأمصار لطلب علو الإسناد ولسماع أشياء لم يسمعوها في أوطانهم. واقتداء بمن سلف فقد ارتحل الإمام مسلم إلى العراق وسمع عبد الله بن مسلمة، والى خراسان فسمع ابن راهويه وبالرى محمد بن مهران وبالحجاز سعيد بن منصور وغيره وبمصر عمرو بن سواده وحرملة بن يحي وآخرين وخلائق كثرين.
وتكررت زيارته إلى بغداد كما صرح الخطيب البغدادي في تاريخه إذ قال:
"قدم بغداد غير مرة وحدث بها وآخر قدومه بغداد كان في سنة تسع وخمسين ومائتين" (^٤)
وهذا يعني أن مسلما لم يترك الرحلة في طلب العلم وحضور مجالسه طوال حياته مترددا على الأمصار الإسلامية (^٥).
_________
(^١) المصدر السابق ص ١١.
(^٢) الرحلة في طلب الحديث ص ٥٧.
(^٣) المصدر السابق.
(^٤) تاريخ بغداد ١٣/ ١٠١.
(^٥) الإمام مسلم بن الحجاج حياته وصحيحه ص ٥٩.
1 / 16