بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب، ليبشر المؤمنين الذي يعملون الصالحات، وينذر الذين لم يؤمنوا بيوم الحساب، والصلاة على نبيه محمد الذي من علينا به دون الأمم الماضية والقرون السالفة فأدأب نفسه في تبليغ رسالته واتبعها في الدعاء لملته حتى ظهر أمر الله وعلت كلمته وعلى أئمة الهدى وقادة أهل التقى من أهل بيته وعترته، اللهم وأصحاب محمد صلى الله عليه وآله خاصة الذين أحسنوا الصحابة والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالته، وفارقوا الأزواج والأولاد في اظهار كلمته وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته، فهجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنس اللهم لهم ما تركوا لك وفيك، وارضهم من رضوانك، واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه. (اللهم) وأوصل إلى التابعين لهم باحسان الذين يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذي سبقونا بالايمان خير جزائك وفضلك وكرامتك انك ذو رحمة واسعة وفضل كريم.
(وبعد) فيقول المحتاج إلى رحمة ربه العزيز الوهاب عباس بن محمد رضا القمي (أوتيا كتابهما بيمينهما يوم الحساب) (هذا كتاب الكنى والألقاب) جمعت فيه المشهورين بالكنى والألقاب والأنساب من مشاهير علماء الفريقين،
पृष्ठ 4
وكثير من الشعراء والأدباء والامراء المعروفين واقتصرت في تراجمهم على المهم من أحوالهم، حذرا من الاختصار المخل، والاطناب الممل، وأضفت إليه ضروبا من الآداب ما بين كلام منثور، وشعر مرصوف، وموعظة بالغة، وحكمة جامعة، وأحاديث شريفة، وفوائد مهمة علمية، وذكر البلاد وأفلاذ أكبادها وضبط أساميها وكثيرا ما أذكر في خلال التراجم سيما في علماء الإمامية قدس الله تعالى أسرارهم عند ذكر مشايخهم أو تلاميذهم جماعة من المعروفين بأسمائهم بدون الكنى والألقاب، فجاء بحمد الله تعالى كما أردت وأتاني بفضل ربي فوق ما مهدت وقصدت، فعليك به ولو بالعارية، وخذه ولو بقرطي مارية، وتتم مطالبه في ثلاثة أبواب. والله الملهم للخير والصواب في كل باب .
الباب الأول فيما صدر بأب
(أبو أحمد الموسوي) الحسين بن موسى بن محمد بن
موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى بن جعفر عليهم السلام والد الشريفين السيد المرتضى والرضي رضي الله تعالى عنهم أجمعين جليل القدر عظيم الشأن اثنى عليه جماعة من العلماء (فمن القاضي نور الله) قال: قال صاحب تأريخ مصر والقاهرة كان الشريف أبو أحمد سيدا عظيما مطاعا وكانت هيبته أشد هيبة ومنزلته عند بهاء الدولة ارفع المنازل ولقبه بالطاهر والأوحد وذوي المناقب وكانت فيه كل الخصال الحسنة إلا أنه كان رافضيا هو وأولاده على مذهب القوم انتهى وكان أبو أحمد نقيب السادات العلوية ببغداد وقاضي القضاة وأمير الحج، توفي سنة 400 (ت) ببغداد ودفن في داره ثم نقل إلى كربلا ودفن في الحائر الشريف قرب قبر أبي عبد الله الحسين " ع "، ورثاه جمع كثير منهم ولداه الشريفان الرضي والمرتضى ومهيار الديلمي وأبو العلاء المعري.
पृष्ठ 5
(أبو أسامة) زيد الشحام بن يونس الكوفي، روي عن أبي عبد الله وأبي الحسن
" ع " ثقة عين له كتاب يرويه عنه جماعة. روي عنه قال: قلت لأبي عبد الله " ع " اسمي في تلك الأسماء يعني في كتاب أصحاب اليمين قال نعم، وعنه أيضا قال: قال لي أبو عبد الله " ع " يا زيد كم اتى لك سنة قلت كذا وكذا قال يا أبا أسامة ابشر فأنت معنا وأنت من شيعتنا، اما ترضى ان تكون معنا قلت بلى يا سيدي فكيف لي ان أكون معكم فقال يا زيد ان الصراط إلينا وان الميزان إلينا وحساب شيعتنا إلينا والله يا زيد انى ارحم بكم من أنفسكم والله لكأني انظر إليك والى الحرث بن مغيرة النصري في الجنة في درجة واحدة.
(أبو إسحاق الأسفرائني) انظر إلى الأسفرائني
(أبو إسحاق الثقفي) انظر
الثقفي
(أبو إسحاق الجويني) انظر الجويني
(أبو إسحاق السبيعي) عمرو بن عبد
الله بن علي الكوفي الهمداني من أعيان التابعين، وفي البحار عن الاختصاص روى محمد بن جعفر المؤدب ان أبا إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي صلى أربعين سنة صلاة الغداة بوضوء العتمة وكان يختم القرآن في كل ليلة ولم يكن في زمانه أعبد منه ولا أوثق في الحديث عند الخاص والعام وكان من ثقات علي بن الحسين " ع " ولد في الليلة التي قتل فيها أمير المؤمنين " ع ". وقبض وله تسعون سنة، وكان أبو إسحاق المذكور ابن أخت يزيد بن حصين من أصحاب الحسين " ع " وله رواية مرفوعة عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: ألا أدلكم على خير أخلاق الدنيا
पृष्ठ 6
والآخرة، تصل من قطعك، وتعطى من حرمك، وتعفو عمن ظلمك وكان له مسجد معروف بالكوفة قرأ ابن عساكر فيه الحديث سنة 501 (ثا) على الشريف أبي البركات عمر العلوي، قال صاحب رياض العلماء وكان له ولد اسمه يونس كان محدثا زاهدا مثله، توفي سنة 160 ولولده يونس ولد اسمه (إسرائيل) كان عابدا زاهدا، توفي سنة 164 (ومن الغريب) ما رواه محمد بن جرير بن رستم الطبري الامامي في كتاب (المسترشد) ان من أعداء أمير المؤمنين " ع " والمبغضين له أبو إسحاق السبيعي ولقد خرج بديلا من نفسه فيمن يقاتل الحسين " ع " والظاهر أن الشيخ حسن بن علي بن محمد الطبرسي أيضا قد نقل كذلك في كتاب كامل البهائي وذكر ان هؤلاء الثلاثة من مشاهير علماء العامة ولكن الظاهر تشيعهم انتهى.
(أقول) ذكره ابن خلكان في تأريخه وقال رأى عليا " ع " وابن عباس وابن عمر وغيرهم من الصحابة، روى عنه الأعمش وشعبة والثوري وغيرهم وكان كثير الرواية ولد لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان وتوفى سنة 127 وقيل في 128 وقيل في سنة 129، والسبيعي بفتح السين المهملة وكسر الموحدة نسبة إلى سبيع وهو بطن من همدان. وكان أبو إسحاق المذكور يقول رفعني أبى حتى رأيت علي ابن أبي طالب " ع " يخطب وهو أبيض الرأس واللحية انتهى.
(أبو إسحاق الشيرازي) إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروز آبادي الشافعي الذي
كان ينتسب إليه صاحب القاموس، كان معاصرا لإمام الحرمين والقشيري، وله كتاب التنبيه في الفقه. حكي انه صلى ركعتين بعدد كل فرع فيه . ومن شعره:
سألت الناس عن خل وفي * فقالوا ما إلى هذا سبيل تمسك إن ظفرت بود حر * فان الحر في الدنيا قليل
पृष्ठ 7
وحكي ان المقتدى بأمر الله الخليفة جهزه إلى نيسابور سفيرا له في خطبة ابنة الملك جلال الدولة فنجز الغشل، وناظر امام الحرمين أستاذ الغزالي هناك، فلما أراد الانصراف من نيسابور خرج امام الحرمين إلى وداعه واخذ بركابه حتى ركب أبو إسحاق بغلته وظهر له في خراسان منزلة عظيمة وكانوا يأخذون من التراب الذي وطأته بغلته فيتبركون به توفي ببغداد سنة 476 (تعو).
(أبو إسحاق الصابي) انظر الصابي
(أبو إسحاق المروزي) إبراهيم بن أحمد بن
إسحاق الفقيه الشافعي، اخذ الفقه عن ابن سريج وبرع فيه وانتهت إليه الرئاسة بالعراق بعد ابن سريج، له شرح مختصر المزني وغيره، أقام ببغداد ردحا ثم ارتحل إلى مصر في أواخر عمره فأدركه اجله بها فتوفى سنة 340 (شم) ودفن بقرب الشافعي (ضا) وكان ممن اخذ منه الفقه وصار كمثله بارعا فيه هو، القاضي أبو حامد أحمد بن عامر بن بشر المرو الروذي الشافعي الفقيه صاحب الجامع الكبير في المذهب وشرح مختصر المزني نزل البصرة ودرس بها وعنه اخذ فقهاؤها، توفي سنة 362 (شسب)، ونسبته إلى (مرو الروذ) بفتح الميم وسكون الراء وفتح الواو ثم الراء المشددة المضمومة والذال المعجمة بعد الواو وهي مبنية على نهر وهي من أشهر مدن خراسان بينها وبين مرو الشاهجان أربعون فرسخا والنهر يقال له بالعجمية (الروذ) وهاتان المدينتان هما (المروان) وقد جاء ذكرهما في الشعر كثيرا أضيفت إحداهما إلى الشاهجان الذي هو بمعنى (روح الملك) وهي العظمى، والنسبة إليها مروذي كما أن النسبة إلى الري رازي. (والثانية) إلى النهر المذكور ليحصل الفرق بينهما والنسبة إليها مرو الروذي، ومروذي أيضا كما نقله ابن خلكان عن السمعاني (وانما) نقلته عنه بطوله لئلا يقع الالتباس على أحد بين البلدتين وخصوصا في هذا المقام انتهى. روى الشيخ الطبرسي في محكي اعلام
पृष्ठ 8
الورى انه قال النبي صلى الله عليه وآله لبريدة الأسلمي (ستنبعث بعوث فكن في بعث يأتي خراسان ثم أسكن مدينة مرو فإنه بناها ذو القرنين ودعا لها بالبركة وقال لا يصيب أهلها سوء).
(أبو الأسود الدؤلي (1)) اسمه ظالم بن عمرو أو ظالم بن ظالم هو أحد
الفضلاء الفصحاء من الطبقة الأولى من شعراء الاسلام وشيعة أمير المؤمنين " ع " وكان من سادات التابعين وأعيانهم صحب عليا " ع " وشهد معه وقعة صفين وهو بصري يعد من الفرسان والعقلاء، وله نوادر كثيرة فمنها انه سمع رجلا يقول من يعشي الجائع فدعاه وعشاه فلما ذهب السائل ليخرج قال له هيهات انما أطعمتك على أن لا تؤذي المسلمين الليلة ثم وضع رجله في الأدهم حتى أصبح. ومنها انه كان له دار بالبصرة وله جار يتأذى منه كل وقت فباع الدار فقيل له بعت دارك فقال بل بعت جارى.
ومنها انه كان يخرج إلى السوق ويجر رجليه لإصابة الفالج وكان موسرا ذا عبيد وأساء فقيل له قد أغناك الله تعالى عن السعي في حاجتك فاجلس في بيتك فقال لو جلست في البيت لبالت علي الشاة. قال ابن خلكان: وكان نازلا في بني قشير بالبصرة فكانوا يرجمونه بالليل لمحبته لعلي " ع " وولده فإذا أصبح يذكر رجمهم قالوا الله رجمك فيقول لهم تكذبون لو رجمني لأصابني وأنتم ترجمون فلا يصيب انتهى وله نادرة لطيفة مع معاوية ذكرها الدميري في حياة الحيوان في دئل وهو: دابة شبيهة بابن عرس، وأبو الأسود هو الذي ابتكر النحو بإشارة أمير المؤمنين " ع " وله اشعار كثيرة فمنها قوله وما طلب المعيشة بالتمني * ولكن الق دلوك في الدلاء
पृष्ठ 9
تجئ بملئها طورا وطورا * تجئ بحمأة وقليل ماء ومن شعره في رثاء أمير المؤمنين " ع " قصيدة أولها:
ألا يا عين ويحك فاسعدينا * ألا فابكي أمير المؤمنينا روي أن معاوية أرسل إليه هدية منها حلواء، يريد بذلك استمالته وصرفه عن حب أمير المؤمنين على " ع " فدخلت ابنة صغيرة له خماسي أو سداسي عليه فأخذت لقمة من تلك الحلواء وجعلتها في فمها فقال لها أبو الأسود يا بنتي ألقيه فإنه سم هذه حلواء أرسلها إلينا معاوية ليخدعنا عن أمير المؤمنين ويردنا عن محبة أهل البيت عليهم السلام فقال الصبية: قبحه الله يخدعنا عن السيد المطهر بالشهد الزعفر تبا لمرسله وآكله. فعالجت نفسها حتى قاءت ما أكلتها ثم قالت:
أبالشهد المزعفر يا ابن هند * نبيع عليك أحسابا ودينا معاذ الله كيف يكون هذا * ومولانا أمير المؤمنين قال السيد الاجل السيد على خان في أنوار الربيع في ذكر أمثال الحكمة منها قول أبي الأسود الدؤلي لابنه بعد أن قال له يا بنى إذا كنت في قوم فحدثهم على قدر سنك وفاوضهم على قدر محلك ولا تتكلمن بكلام من هو فوقك فيستثقلوك ولا تنحط إلى من دونك فيحتقروك فإذا وسع الله عليك فابسط وإذا أمسك عليك فامسك ولا تجاود الله فان الله أجود منك. واعلم أنه لا شئ كالاقتصاد ولا معيشة كالتوسط ولا عز كالعلم ان الملوك حكام الناس والعلماء حكام الملوك ثم أنشأ يقول:
العيش لا عيش إلا ما اقتصدت فان * تسرف وتبذر لقيت الضر والعطبا والعلم زين وتشريف لصاحبه * فاطلب هديت فنون العلم والأدبا إلى أن قال:
العلم كنز وذخر لا نفاد له * نعم القرين إذا ما صاحب صحبا قد يجمع المرء مالا ثم يسلبه * عما قليل فيلقى الذل والحربا وحامل العلم مغبوط به ابدا * ولا يحاذر منه الفوت والسلبا
पृष्ठ 10
يا جامع العلم نعم الذخر تجمعه * لا تعدلن به درا ولا ذهبا توفي أبو الأسود بالطاعون الجارف في البصرة سنة 69 (سط). يروى عنه روايات شريفة منها: ما رواه عن ابن ذر الغفاري الوصية الطويلة التي أوصاها بها النبي صلى الله عليه وآله وهي التي شرحها العلامة المجلسي بالفارسية شرحا كبيرا وسماه عين الحياة. ومنها: ما روي عن امالي ابن الشيخ عن أبي الأسود ان رجلا سأل أمير المؤمنين " ع " عن سؤال فبادر فدخل منزله ثم خرج فقال أين السائل؟ فقال الرجل ها انا يا أمير المؤمنين، قال ما مسألتك؟ قال كيت وكيت فأجابه عن سؤاله فقيل يا أمير المؤمنين كنا عهدناك إذا سئلت عن المسألة كنت فيها كالسكة المحماة جوابا فما بالك أبطأت اليوم عن جواب هذا الرجل حتى دخلت الحجرة ثم خرجت فأجبته؟ فقال كنت حاقنا ولا رأي لثلاثة، لا رأي لحاقن ولا حازق ثم أنشأ يقول " ع ":
إذا المشكلات تصدين لي * كشف حقائقها بالنظر الأبيات. (بيان) كالسكة المحماة هذا كالمثل في السرعة في الامر أي كالحديدة التي حميت بالنار كيف تسرع في النفوذ في الوبر عند الكي كذلك تسرع في الجواب. (قوله " ع ") لا رأي لثلاثة: الظاهر أنه سقط أحد الثلاثة من النساخ وهو الحاقب (والحازق) الذي ضاق عليه خفه فحزق رجله أي عصرها وضغطها فهو فاعل بمعنى مفعول. (والحاقن) هو الذي حبس بوله كالحاقب للغايط ويحتمل ان يكون المراد بالحاقن هنا حابس الأخبثين فهو في موضع اثنين منهما والله العالم.
(واعلم) انه يأتي في أبي عمرو بن العلاء ذكر من اخذ النحو عن أبي الأسود فمنهم أبو سليمان يحيى بن يعمر العدواني البصري أحد قراء البصرة وكان عالما بالقرآن الكريم والنحو ولغات العرب. حكي انه كان لابن سيرين مصحف منقوط نقطه يحيى بن يعمر وكان ينطق بالعربية المحضة واللغة الفصحى طبيعة فيه غير
पृष्ठ 11
متكلف. قال ابن خلكان: وكان يحيى شيعيا من الشيعة الأول القائلين بتفضيل أهل البيت " ع " من غير تنقيص لذي فضل من غيرهم. حكى عاصم بن أبي النجود المقري ان الحجاج بن يوسف الثقفي بلغه ان يحيى بن يعمر يقول إن الحسن والحسين من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وكان يحيى يومئذ بخراسان فكتب الحجاج إلى قتيبة بن مسلم والى خراسان ابن ابعث إلي بيحيى بن يعمر فبعث به إليه فقام بين يديه فقال: أنت الذي تزعم أن الحسن الحسين من ذرية رسول الله، والله لألقين الأكثر منك شعرا أو لتخرجن من ذلك، قال فهو أماني ان خرجت قال نعم قال فان الله جل ثناؤه يقول: (ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى) الآية قال وما بين عيسى وإبراهيم أكثر مما بين الحسن والحسين ومحمد صلى الله عليه وآله فقال الحجاج وما أراك إلا خرجت والله لقد قرأتها وما علمت بها قط. وهذا من الاستنباطات البديعة الغريبة العجيبة فلله دره وما أحسن ما استخرج وادق ما استنبط. قال عاصم ثم إن الحجاج قال له أين ولدت فقال بالبصرة قال أين نشأت قال بخراسان قال فهذه العربية انى لك قال رزق قال خبرني عنى هل ألحن فسكت فقال أقسمت عليك فقال اما إذ سألتني أيها الأمير فإنك ترفع ما يوضع وتضع ما يرفع فقال ذلك والله اللحن السئ قال ثم كتب إلى قتيبة إذا جاءك كتابي هذا فاجعل يحيى بن يعمر على قضائك والسلام.
(أبو أمامة الباهلي) بضم الهمزة اسمه صدي بن عجلان الصحابي، قال أبو علي
في منتهى المقال أبو امامة له صحبة وكان معاوية وضع عليه الحرس لئلا يهرب إلى علي عليه السلام (ي) الظاهر أنه الباهلي في (قب) صدي بالتصغير ابن عجلان أبو امامة الباهلي صحابي مشهور سكن الشام ومات بها سنة 86 ست وثمانين انتهي.
पृष्ठ 12
يحكى انه آخر من توفي من الصحابة بالشام. ويأتي في أبو الدرداء ذكره.
(أبو أمية الجعفي) سويد بن غفلة بالغين المعجمة والفاء مخضرم من كبار
التابعين. قال ابن حجر قدم المدينة يوم دفن النبي صلى الله عليه وآله وكان مسلما في حياته ثم نزل الكوفة ومات سنة ثمانين وله مائة وثلاثون سنة. ونقل عن المير الداماد انه عده من أولياء أمير المؤمنين " ع " وخلص أصحابه ومن أصحاب أبي محمد الحسن " ع ".
(أبو أيوب الأنصاري) زيد بن خالد الخزرجي من بني النجار شهد العقبة وبدرا
وسائر المشاهد وعليه نزل رسول الله صلى الله عليه وآله حين قدم المدينة. وشهد مع أمير المؤمنين " ع " مشاهده كلها وكان في وقعة النهروان معه راية أمان فمن خرج من عسكر الخوارج إلى تحت رايته كان آمنا، وله موعظة لأهل الكوفة وتحريضهم على الثبات في نصرة أمير المؤمنين " ع " بكلمات فصيحة أوردتها مع بعض ما يتعلق بها في سفينة البحار روى صاحب المكارم انه رأي النبي صلى الله عليه وآله أبا أيوب الأنصاري يلتقط نثارة المائدة فقال صلى الله عليه وآله له: بورك لك وبورك عليك وبرك فيك. فقال أبو أيوب يا رسول الله وغيري قال نعم من اكل ما اكلت فله ما قلت لك. وقال صلى الله عليه وآله: من فعل هذا وقاه الله الجنون والجذام البرص والماء الأصفر والحمق. وعن امالي الشيخ عن أمير المؤمنين " ع " قال: جاء أبو أيوب خالد بن زيد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله أوصني وأقلل لعلي ان احفظ قال أوصيك بخمس: باليأس عما في أيدي الناس فإنه الغنى وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر وصل صلاة مودع وإياك وما تعتذر منه وأحب لأخيك ما تحب لنفسك وعن ابن عبد البر قال: كان أبو أيوب الأنصاري مع علي بن أبي طالب " ع " في حروبه كلها ولما غزا يزيد بن معاوية بلاد الروم اخذ معه أبا أيوب وكان شيخا هرما اخذه للبركة فتوفي عند
पृष्ठ 13
القسطنطينية فامر يزيد ان يدفن بالقرب من سورها ويتخذ له مشهد هناك وكانت وفاته سنة 50 ه.
(أبو البحتري) كنية رجل مر في نفر من قومه بقبر حاتم طي فنزلوا قريبا منه
فبات أبو البحتري يناديه يا أبا الجعد اقرنا فقال قومه له مهلا ما تكلم من رمة بالية؟ قال إن طيئا تزعم أنه لم ينزل به أحد قط إلا قراه، وناموا فانتبه صائحا وا راحلتاه فقال له أصحابه ما بدا لك؟ قال خرج حاتم من قبره بالسيف وانا انظر حتى عقر ناقتي، قالوا له كذبت ثم نظروا إلى ناقته بين نوقهم منجدلة لا تنبعث فقالوا له والله قراك، فظلوا يأكلون من لحمها شواءا وطبخا حتى أصبحوا ثم أردفوه وانطلقوا سائرين فإذا راكب بعير يقود آخر قد لحقهم فقال أيكم أبو البحتري؟
فقال أبو البحتري انا ذلك، قال انا عدي بن حاتم وان حاتما جاءني الليلة في النوم ونحن نزول وراء هذا الجبل فذكر شتمك إياه وانه قرا أصحابك براحلتك وأنشد:
أبا البحتري لانت امرؤ * ظلوم العشيرة شتامها اتيت بصحبك تبغي القرى * لدى حفرة صدحت هامها أتبغي لدى الرم عند المبيت * وحولك طي وأنعامها فانا سنشبع أضيافنا * وتأتي المطي فنعتامها وقد امرني ان أحملك على بعير مكان راحلتك فدونكه. وقد ذكر هذا سالم بن زرارة الغطفاني في مدحه عدي بن حاتم في قوله:
أبوك أبو سباقة الخير لم يزل * لدن شب حتى مات في الخير راغبا به تضرب الأمثال في الشعر ميتا * وكان له إذ ذاك حيا مصاحبا قرى قبره الأضياف إذ نزلوا به * ولم يقر قبر قبله الدهر راكبا اخذت ذلك من مروج الذهب
पृष्ठ 14
(أبو البحر) انظر الأحنف:
(أبو البختري) الوليد بن هاشم أو هو العاص بن هشام بن الحرث بن الأسد،
وقد لبس السلاح بمكة يوما قبل الهجرة في بعض ما كان ينال النبي صلى الله عليه وآله من الأذى وقال لا يعرض اليوم أحد لمحمد بأذى إلا وضعت فيه السلاح فشكر ذلك له النبي صلى الله عليه وآله ونهى يوم بدر عن قتله وقال انما اخرج مستكرها، وكان أيضا فيمن قام في نقض الصحيفة القاطعة، يقال ان المجذر بن زياد قتل أبا البختري وهو لا يعرفه، وقد يطلق أبو البختري على وهب بن وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله بن زمعة ابن الأسود بن المطلب القرشي القاضي العامي، نقل ابن النديم انه يقال ان جعفر ابن محمد " ع " كان متزوجا بأمه، وكان فقيها اخبار يا وولاه هارون القضاء بعسكر المهدي ثم عزله وولاه مدينة الرسول صلى الله عليه وآله بعد بكار بن عبد الله وجعل له جريها مع القضاء ثم عزل فقدم بغداد وتوفي بها وكان ضعيفا في الحديث ثم عد له ستة كتب انتهى.
(أقول) عده علماء الرجال في الكذابين بل عن الفضل بن شاذان انه قال:
كان أبو البختري من أكذب البرية. وذكر أبو الفرج في مقاتل الطالبيين : ما يدل على أنه حكم بقتل يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وخرق الأمان الذي كتبه الرشيد له. قال شيخنا في المستدرك: انه ضعيف في نفسه إلا إنا أوضحنا اعتبار كتابه واعتماد الأصحاب عليه توفي سنة 200 مأتين انتهى.
قال المبرد في الكامل: وكان أبو البختري من أجود الناس وكان إذا سمع مدح المادح ضحك وسرى السرور في جوانحه وأعطى وزاد فاتاه شاعر فأنشأه:
لكل أخي فضل نصيب من العلا * ورأس العلا طرا عقيد الندى وهب
पृष्ठ 15
وما ضر وهبا قول من غمط العلا * كما لا يضر البدر ينبحه الكلب (غمط كفر النعمة وغمط ويقال أيضا تنقص) فثنى له الوسادة وهش إليه ورفده وحمله وأضافه فلما ان أراد الرجل الرحلة لم يخدمه أحد من غلمان أبي البختري ولا عقد له ولا حل معه فأنكر ذلك مع جميل ما فعل به وانه قد تجاوز به أمله فعاتب بعضهم فقال له الغلام إنا انما نعين النازل على الإقامة ولا نعين الراحل على الفراق فبلغ هذا الكلام جليلا من القرشيين فقال والله لفعل هؤلاء العبيد على هذا المقصد أحسن من رفد سيدهم.
(أقول) ويناسب هنا نقل أبيات ابن الأعسم في المنظومة في آداب الضيف قال رحمه الله:
والضيف يأتي معه برزقه * فلا يقصر أحد بحقه يلقاه بالبشر وبالطلاقه * ويحسن القرى بما أطاقه يدني إليه كل شئ يجده * ولا يرم مالا تناله يده وليكن الضيف بذاك راض * ولا يكلفه بالاستقراض وأكرم الضيف ولا تستخدم * وما اشتهاه من طعام قدم وبالذي عندك للأخ اكتف * لكن إذا دعوته تكلف فان تنوعت له فلا يضر * فخيره ما طاب منه وكثر ويندب الاكل مع الضيف ولا * يرفع قبله يدا لو اكلا وان يعين ضيفه إذ ينزل * ولا يعينه إذا ما يرحل وينبغي تشييعه للباب * وفي الركوب الاخذ للركاب البختري: بفتح الموحدة وسكون الخاء المعجمة وفتح المثناة من فوق مأخوذ من البخترة التي هي الخيلاء. وفي القاموس: البختري الحسن المشي والجسم والمختال.
पृष्ठ 16
(أبو براء ) عامر بن مالك العامري الكلابي الملقب بملاعب الأسنة وهو الذي
كان به استسقاء فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله لبيد بن ربيعة مع هدايا فلم يقبلها لأنه صلى الله عليه وآله كان لا يقبل هدية مشرك ثم اخذ جثوة (1) من الأرض فنقل عليها وقال للبيد دفها بماء ثم اسقها إياه فاخذها متعجبا يرى أنه قد استهزئ به فشربها فأطلق من مرضه.
(أبو بردة) يطلق على جماعة منهم: أبو بردة عامر بن أبي موسى الأشعري كان
قاضيا على الكوفة وليها بعد شريح. ذكره ابن أبي الحديد في المبغضين لأمير المؤمنين " ع " وانه ورث البغضة من أبيه لا عن كلالة، وروى أنه قال لأبي العادية قاتل عمار ابن ياسر، أنت قتلت عمار؟ قال نعم قال فناولني يدك فقبلها وقال لا تمسك النار ابدا.
(أقول) هو أحد من سعى في قتل حجر بن عدي الكندي وأمره زياد بن أبيه ليكتب شهادته على حجر بما رآه فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما شهد عليه أبو بردة بن أبي موسى لله رب العالمين، شهد ان حجر بن عدي خلع الطاعة وفارق الجماعة ولعن الخليفة ودعا إلى الحرب والفتنة وجمع إليه الجموع يدعوهم إلى نكث البيعة وخلع أمير المؤمنين معاوية وكفر بالله كفرة صليعاء (2). توفي سنة 103 (قج) وابنه بلال بن أبي بردة كان قاضيا على البصرة قال ابن خلكان:
وكان بلال أحد نواب خالد بن عبد الله القسري فلما عزل خالد وولي موضعه
पृष्ठ 17
يوسف بن عمر الثقفي على العراقين حاسب خالدا ونوابه وعذبهم فمات خالد من عذابه ومات بلال من عذابه أيضا انتهى. وحكي انه كان أول من جار في الحكم كان يقضي إليه رجلان فيحكم لأحدهما بلا بينة يقول وجدته أخف على قلبي من صاحبه.
ولأبي بردة أخ ولد في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله روي العامة انه صلى الله عليه وآله سماه وحنكه بتمرة ودعا له بالبركة.
(أبو بردة بن عوف الأزدي) عن مجالس الشيخ المفيد، أنه كان عثمانيا تخلف
عن أمير المؤمنين " ع " يوم الجمل وحضر معه صفين على ضعف نيته في نصرته. قال أبو الكنود وكان أبو بردة مع حضوره صفين ينافق أمير المؤمنين " ع " ويكاتب معاوية سرا فلما ظهر معاوية اقطعه قطعة بالفلوجة وكان عليه كريما.
(قلت) وهو الذي بعثه ابن زياد بعد وقعة كربلا مع زجر بن قيس (زحر ابن قيس) والرؤوس المطهرة إلى الشام.
(أبو بردة بن نيار) بالنون المكسورة والياء المثناة من تحت، الأنصاري خال
البراء بن عازب، صحابي وكان من أصحاب أمير المؤمنين " ع " وشهد العقبة مع السبعين وشهد بدرا وأحدا وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وشهد حروب أمير المؤمنين " ع ".
(أبو برزة الأسلمي) عبد الله بن نضلة ويقال نضلة بن عبد الله مات بخراسان
غازيا كذا في المعارف: وعن تقريب بن حجر قال: نضلة بن عبيد أبو برزة الأسلمي صحابي مشهور بكنيته أسلم قبل الفتح وغزا سبع غزوات ثم نزل البصرة وغزا خراسان ومات بها سنة 65 على الصحيح.
पृष्ठ 18
(أبو البركات) كمال الدين عبد الرحمن بن محمد الأنباري الذي يأتي ذكره في
ابن الشجري، كان من الأئمة المشار إليهم في علم النحو، سكن بغداد وقرأ اللغة على أبي منصور الجواليقي وصحب الشريف ابن الشجري واخذ عنه وانتفع بصحبته، وتبحر في علم الأدب، واشتغل عليه خلق كثير وصاروا ببركته علماء، وصنف في النحو كتاب اسرار العربية، والميزان ونزهة الألباء في طبقات الأدباء، وانقطع في آخر عمره في بيته مشتغلا بالعلم والعبادة معتزلا عن الدنيا وأهلها إلى أن توفي 9 شعبان سنة 577 (ثغر) ببغداد. وقد يطلق أبو البركات على الشريف عمر بن أبي علي إبراهيم بن محمد المنتهي نسبه إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام الكوفي النحوي صاحب شرح اللمع. وقد تقدم في أبو إسحاق السبيعي ان ابن عساكر قرأ عليه الحديث في سنة 501. وأبوه الشريف أبو علي هو الذي مات سنة 466 (تسو) ودفن بمسجد السهلة وله اشعار كثيرة. وقد يطلق على الشيخ أبي البركات الاسترآبادي فاضل متكلم امام في العلوم العقلية من اعلام العلماء في علم الكلام. وعن الرياض قال فاضل متكلم، قد ذكر عنه السيد الأمير فخر الدين السماكي الامامي في رسالة تفسير آية الكرسي بالفارسية بعض الأبحاث الجيدة الدالة على غاية مهارته في علم الكلام والحكمة والتفسير وصرح باسمه في حاشية تلك الرسالة ودعا له بالرحمة والغفران وهذا يشعر بتشيعه مع أن أهل استراباد جلهم بل كلهم شيعة. وقد يطلق على أبي البركات المبارك الأربلي الذي يأتي في ابن المستوفي وقد يطلق على أبي البركات هبة الله بن يعلي بن ملكا البلدي البغدادي كان أوحد الزمان في صناعة الطب، كان يهوديا ثم أسلم وكان في خدمة المستنجد بالله، وتصانيفه في نهاية الجودة لا سيما كتابه المعتبر. وينقل عنه قصص وحكايات في حسن تدبيره في معالجة المرضى ويعد في أكابر أطباء المائة السادسة. والمستنجد بالله هو الخليفة 32
पृष्ठ 19
العباسي الذي رأى في منامه في حياة والده المقتفي ان ملكا نزل من السماء فكتب في كفه أربع خاءات فطلب معبرا وقص عليه رؤياه فقال له: تلي الخلافة سنة خمس وخمسين وخمسمائة فكان كذلك.
(أبو بصير) يطلق غالبا على يحيى بن القاسم أو ليث بن البختري. قال شيخنا
صاحب المستدرك في طريق الصدوق إلى أبي بصير: والمراد بأبي بصير أبو محمد يحيى بن القاسم الأسدي بقرينة قائده على الذي صرحوا بأنه يروي كتابه وهو ثقة في (جش) و (صه) وفي (كش) أجمع العصابة على هؤلاء الأولين من أصحاب أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام وانقادوا إليهم بالفقه فقالوا أفقه الأولين ستة:
زرارة ومعروف بن خربوذ وبريد وأبو بصير الأسدي والفضيل بن يسار ومحمد بن مسلم الطائفي. وروي عن حمدويه قال حدثنا يعقوب بن يزيد عن أبي عمير عن شعيب العقرقوفي قال قلت لأبي عبد الله " ع " ربما احتجنا ان نسأل عن الشئ فمن نسأل؟ قال: عليك بالأسدي، يعني أبا بصير. والخبر في أعلى درجة الصحة.
والعقرقوفي ابن أخته، فلا يصغى بعد ذلك إلى ما ورد أو قيل فيه من الوقف المنافي لوفاته في حياة الكاظم " ع " والتخليط المنافي للاجماع المتقدم وغير ذلك من الموهنات وقد أطالوا الكلام في ترجمته من جهات بل أفرد جماعة لترجمته رسالة مفردة، وما ذكرناه هو الحق الذي عليه المحققون ومن أراد الزيادة فعليه بكتب الأصحاب انتهى.
(قلت) توفي أبو بصير هذا سنة 150 (قن) بعد أبي عبد الله عليه السلام.
(أبو البقاء) محب الدين عبد الله بن الحسين بن أبي البقاء الحنبلي
العكبري البغدادي الفقيه المحدث النحوي، أخذ النحو عن ابن الخشاب وغيره من مشايخ عصره ببغداد
पृष्ठ 20
يحكى انه عمي بصره في أيام صباه من الجدري، وكان مكبا على تحصيل العلم، وكان ينظم الشعر، وصنف كتبا منها: كتاب التبيان في اعراب القرآن المعروف بتركيب أبي البقاء وشرح المفصل والمقامات وديوان المتنبي. حكي عنه قال: جاء إلى جماعة من الشافعية وقالوا انتقل إلى مذهبنا ونعطيك تدريس النحو واللغة بالنظامية فقلت لو أقمتموني وصببتم الذهب على حتى واريتموني ما رجعت عن مذهبي. وكان أبو الفرج يفزع إليه ما يشكل عليه من الأدب. توفي ببغداد سنة 616 (خيو) والعكبري بضم العين وسكون الكاف وفتح الموحدة نسبة إلى عكبرا وهي بليدة على دجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ. وهو غير أبي البقاء قيم مشهد أمير المؤمنين " ع " صاحب القصة الواقعة في سنة 501 (ثا) المذكورة في المجلد التاسع من بحار الأنوار ص 682.
(أبو بكر الباقلاني) انظر الباقلاني
(أبو بكر التايبادي) الشيخ زين الدين
علي الذي جمع فيه الكمالات الصورية والمعنوية. له هذا الرباعي:
گر منزل افلاك شود منزل تو * واز كوثر اگر سرشتة باشد گل تو چون مهر علي نباشد اندر دتول * مسكين تو وسعيهاى بيحاصل تو توفي سلخ المحرم سنة 791 بقصبة تايباد وهي بتقديم المثناة التحتانية على الموحدة قرية من قرى بوشنج من اعمال هراة، قيل في تأريخ وفاته بالفارسية:
تأريخ وفاة قطب أوتاد * يك نقطه بنه بآخر صاد (791)
(أبو بكر الجعابي)
انظر الجعابي
(أبو بكر الحضرمي) عبد الله بن محمد الكوفي، سمع أبا الطفيل
تابعي روي عنهما عليهما السلام.
पृष्ठ 21
روى (كش) له مناظرة جيدة جرت له مع زيد. وروي عنه حديثين ان جعفر ابن محمد " ع " قال: ان النار لا تمس من مات وهو يقول بهذا الامر انتهى. وروي انه مرض رجل من أهل بيته فحضر أبو بكر عند موته ولقنه الشهادتين والإمامة ثم رأته امرأته في المنام حيا سليما فقالت له اما كنت ميتا؟ قال بلى ولكن نجوت بكلمات لقنيهن أبو بكر ولولا ذلك لكدت أهلك.
(أبو بكر الخوارزمي) محمد بن العباس ويقال له الطبرخزي أيضا لان أباه من
خوارزم وأمه من طبرستان فركب له من اسمين نسبة وقد أشار إلى ذلك في شعره:
بآمل مولدي وبنحو جرير * فأخوالي ويحكى المرء خاله فها انا رافضي عن تراث * وغيري رافضي عن كلاله كان واحد عصره في حفظ اللغة والشعر وكان أصله من طبرستان وخرج من وطنه في حداثته وطوف البلاد وأقام بالشام مدة وسكن بنواحي حلب، ولقي سيف الدولة بن حمدان وخدمه وقصد سجستان ومدح واليها طاهر بن محمد ثم انتقل إلى نيسابور فقصد حضرة الصاحب فربحت تجارته، وأوفده الصاحب بكتاب إلى عضد الدولة فكان سبب انتعاشه وكان مشارا إليه في عصره. يحكى انه لما قصد حضرة الصاحب بارجان قال لأحد حجابه قل له بالباب أحد الأدباء وهو يستأذن في الدخول فدخل الحاجب وأعلمه بذلك فقال الصاحب قل له قد الزمت نفسي على أن لا يدخل علي من الأدباء إلا من يحفظ عشرين الف بيت من شعر العرب فخرج إليه الحاجب وأعلمه بذلك فقال له أبو بكر ارجع إليه وقل له هذا القدر من شعر الرجال أم شعر النساء فدخل الحاجب وأعلمه فقال الصاحب هذا يكون أبو بكر الخوارزمي فأذن له بالدخول فدخل عليه فعرفه وانبسط له. وله ديوان رسائل وديوان شعر، توفي بنيسابور سنة 383 (شفج). ومن كلامه في صفة الشعراء:
पृष्ठ 22
ما ظنك بقوم الاقتصاد محمود إلا منهم والكذب مذموم إلا فيهم وإذا ذموا ثلبوا وإذا مدحوا سلبوا وإذا رضوا رفعوا الوضيع وإذا غضبوا وضعوا الرفيع وإذا افتروا على أنفسهم بالكبائر لم يلزمهم حد ولم يمتد إليهم يد إلى آخر ما قال في وصفهم وفي الفقرة الأخيرة إشارة إلى ما حكي عن الفرزدق انه أنشد سليمان بن عبد الملك قصيدته التي يقول فيها:
فبتن بجانبي مصرعات * وبت افض الاغلاق الختام فقال له ويحك يا فرزدق أقررت عندي بالزنا ولا بد من حدك فقال له كتاب الله تعالى يدرأ عني الحد قال وأين؟ قال قوله تعالى: (والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر انهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون) فضحك وأجازه وعن هذه القصة اخذ صفي الدين الحلي قوله:
نحن الذين اتى الكتاب مخبرا * بعفاف أنفسنا وفسق الألسن والخوارزمي يأتي في اخطب خوارزم.
(أبو بكر الرازي) محمد بن زكريا الطبيب المشهور، نقل عن كتاب تأريخ
الحكماء للشهرزوري وغيره ان هذا الرجل كان في مبدأ امره صائغا ثم اشتغل بعلم الإكسير فرمدت عيناه بسبب أبخرة العقاقير فذهب إلى طبيب ليعالجه فقال لا أعالجك حتى آخذ منك خمسمائة دينار فدفع إليه ذلك فقال هذا الكيمياء لا ما اشتغلت به، فترك الإكسير واشتغل بالطب حتى نسخت تصانيفه تصانيف من قبله من الأطباء المتقدمين، وتولى رياسة أطباء مارستان بغداد. حكي عنه انه كان يجلس في مجلسه ودونه التلاميذ، ودونهم تلاميذهم، ودونهم تلاميذ آخرون. فكان يجئ الرجل فيصف ما يجد الأول من يلقاه فان كان عندهم علم وإلا تعداهم إلى غيرهم فان أصابوا وإلا تكلم الرازي وكان رؤوفا بالمرضى ومولعا بالعلوم الحكمية وله فيها مصنفات
पृष्ठ 23