وفي لحظات كانت إلايزا بين ذراعي زوجها.
قال سايمون الصغير بينما كان يضع الزبد على كعكته: «يا أبي، ماذا لو عرفوا بأمرك مجددا؟»
أجابه والده في هدوء: «سأدفع الغرامة.» «أجل، لكن ماذا لو وضعوك في السجن؟»
قال سايمون وهو يبتسم: «ألن تستطيع أنت ووالدتك أن تديرا المزرعة؟» فقال الصبي: «يمكن لأمي أن تقوم بأي شيء، لكن أليس من العار أن توضع مثل هذه القوانين؟ إنني أكره أولئك العجائز الذين يحتفظون بالعبيد.»
قال جورج: «آمل يا سيدي الطيب ألا تكون عرضة للخطر بسببنا!» «صديقي جورج، لقد وجدنا في هذا العالم لنساعد بعضنا بعضا ونكون بعضنا في خدمة بعض، ولسنا نفعل ذلك لك وإنما هو في سبيل الرب. والآن ينبغي عليك أن تحافظ على هدوئك اليوم، وفي الساعة العاشرة من مساء الليلة، سيحملك فينياس فليتشر وزوجتك وما معكم من أمتعة إلى المحطة التالية. إن من يطاردونكم على وشك أن يلحقوا بكم؛ ولا ينبغي علينا أن نتأخر.»
الفصل الثامن
من بين الركاب على متن القارب الذي يحمل العم توم وبقية عبيد هالي على طول النهر باتجاه نيو أورليانز، كان هناك رجل نبيل يحمل اسم سانت كلير، وبصحبته ابنته بعمر ست سنوات. كانت هذه الفتاة الصغيرة تتنقل على سطح باخرة نهر المسيسيبي وكأنها حورية صغيرة؛ فتارة تبتسم من فوق إحدى بالات القطن إلى أحد هؤلاء العبيد المساكين، وتارة تضع يديها البيضاوين الرائعتين كأزهار الزنبق على جبهة أحدهم الداكنة الخافقة، وتارة تستمع إلى الأغاني التي ينشدها الزنوج في المساء.
كانت الفتاة نحيلة البنية حسنة المظهر وكانت عيناها الزرقاوان واسعتين، وكانت في عيون العبيد الحزانى من حولها تشبه الملائكة في جمالها ورقتها. وقد سمح لها والدها بالتنقل بحرية على أسطح الباخرة كيفما شاءت، وكانت الفتاة تحب أن تجثم على أحد الصناديق أو بالات القطن على مقربة من المكان الذي يجلس فيه توم وكأنها طائر صغير ذو أجنحة بألوان زاهية، وتحب أن تراه وهو يصنع سلالا صغيرة من حجارة الكرز أو يصنع من سيقان النباتات أشياء غريبة تصدر أصوات صفير أو تتقافز.
قال لها توم ذات يوم: «ما اسم سيدتي الصغيرة؟»
أجابته الطفلة: «إيفانجلين سانت كلير، لكن الجميع يناديني بإيفا. ما اسمك؟»
अज्ञात पृष्ठ