ساد بينهم شعور بالسخط بسبب تلك الإهانة، وصاحت السيدة شيلبي من الشرفة العلوية: «سيد هالي، من فضلك لا تفعل هذا! ليس هناك ضرورة لذلك. لن يحاول توم أن يهرب.»
لكن التاجر ضحك وقال: «لن يهرب سواء حاول ذلك أم لم يحاول. لقد خسرت خمسمائة جنيه في هذا المكان بالفعل. ولا أنوي أن أخسر المزيد من المال.»
قال توم: «أنا حزين لمغادرة السيد جورج قبل أن أودعه.» كان جورج قد ذهب في زيارة لمزرعة مجاورة لهم، ولم يعلم بنبأ بيع توم. ثم استطرد توم: «بلغي حبي للسيد جورج، وكذلك للسيد آرثر. أخبري السيد آرثر أنني سأحبه ما حييت كما أفعل دوما. أخبريه ألا يشعر بالسوء لأنه باعني. كنت على استعداد لأن أضحي دوما بحياتي من أجله. باركك الرب يا سيدتي! وداعا، وداعا!»
ألهب هالي حصانه بالسوط، وبعد أن ألقى توم على المنزل الكبير وكوخه تحت شجرة البيجونيا وأزهارها نظرة حزينة، اختفى عن الأنظار وذهب بعيدا.
وعند متجر الحداد على الطريق، توقف التاجر ليحصل على زوجين من الأغلال ليكبل بهما يدي عبده، وكان توم يجلس كئيبا وينتظر لكي يتم إحكام إغلاقهما، ذلك حين سمع صوت جياد تركض على الطريق، وفي لحظة كان سيده الصغير جورج في العربة وقد لف ذراعيه حول رقبة صديقه العجوز.
قال توم: «أوه، سيدي جورج! لقد أسعدتني كثيرا! لم أكن لأتحمل أن أذهب من دون أن أراك! لقد أسعدتني كثيرا، ولا يمكنك أن تتخيل مدى سعادتي!» وهنا حرك توم قدميه فوقعت عينا جورج على السلاسل الحديدية التي قيد بها.
فصاح رافعا يديه: «يا له من عار! سأطرح ذلك الرجل أرضا، سأقضي عليه!» «لا يا سيدي جورج. لا تفعل، ولا ينبغي أن تتحدث بصوت مرتفع هكذا. لن يفيدني أبدا أن تغضبه.» «إذن لن أفعل من أجلك أنت؛ ولكن أليس هذا من العار؟ لم يرسلوا في طلبي قط، ولم يبعثوا لي بالخبر، ولولا توم لينكولن لما عرفت بالأمر. أقول لك إنني عنفتهم كثيرا في المنزل، جميعهم!» «يؤسفني أن أخبرك أن ما فعلته ليس ملائما سيدي جورج.» «لم أستطع أن أمنع نفسي! إنه لأمر مؤسف! اسمع أيها العم توم.» ثم نظر خلفه نحو المتجر وتحدث بنبرة غامضة: «لقد أحضرت لك دولاري!»
قال توم وقد بدا متأثرا كثيرا: «أوه! لم أكن لآخذه يا سيدي جورج. ليس بأي حال من الأحوال!»
قال جورج: «لكن ينبغي لك أن تأخذه. انظر، لقد أخبرت العمة كلوي أنني سأفعل ذلك ، وقد نصحتني بأن أصنع به ثقبا، وأضع به خيطا حتى يتسنى لك أن تعلقه حول رقبتك، وإلا فسيأخذه منك ذلك النذل الحقير. إنني يا توم أريد أن ألكمه! سأشعر بارتياح كبير!» «لا يا سيدي جورج، لا تفعل. لن يفيدني ذلك بأي شكل!»
قال جورج وهو مشغول بربط دولاره حول رقبة توم: «حسنا، لن أفعل لأجلك أنت. ها أنت ذا، أحكم أزرار معطفك عليه واحتفظ به، وتذكر في كل مرة تراه أنني سآتي على أثرك وسأعيدك. لقد تحدثت مع العمة كلوي عن الأمر. وقد أخبرتها ألا تخاف؛ سأنظر في هذا الأمر، وسأعكر صفو حياة والدي إن لم يفعل.» «أوه، سيدي جورج. لا ينبغي لك أن تتحدث بهذا الشكل عن والدك!» «أيها العم توم، لا أقصد سوءا بذلك.»
अज्ञात पृष्ठ