قالت المضيفة: «حسنا، ادخلا إلى هنا واستريحا قليلا.»
وضعت إلايزا صغيرها على السرير وجلست بجانبه، وأمسكت بيده حتى غط في النوم. وبعد ساعة، نظرت من النافذة في الوقت الذي وصل فيه هالي والزنجيان وهما يمتطيان الجياد إلى باحة النزل. انخلع قلبها من مكانه، ثم حملت طفلها وخرجت من الباب الجانبي في غرفتها وذهبت باتجاه النهر. لمحها التاجر بينما كانت تختفي في ضفة النهر، فهرع بحصانه نحوها ونادى على آندي وسام، وانطلق خلفها وكأنه كلب صيد يطارد أيلا. في تلك اللحظة أخذت تسرع الخطى بأقصى ما تستطيع، وفي لمح البصر كانت عند حافة الماء. أتى خلفها مطاردوها، وشعرت هي بقوة كالتي يعطيها الرب لليائسين وبصيحة عالية منها وقفزة طويلة في التيار الكدر عند شاطئ النهر، لتحط بقدميها على طوف ثلجي. كانت قفزتها يائسة - وكانت مستحيلة عدا في وجه شخص يائس مجنون - وصاح كل من هالي وآندي وسام، ورفعوا أيديهم بينما كانت هي تنفذ قفزتها.
حين حطت إلايزا على قطعة الثلج الخضراء الكبيرة بثقلها تشققت، لكنها لم تمكث عليها سوى لحظة واحدة؛ ذلك أنها وبصيحة حادة منها وبطاقة شخص يائس قفزت على قطعة ثلج أخرى وقفزت مرة ثالثة؛ فكانت تتعثر وتقفز وتنزلق وتثب للأمام مرة أخرى! سقط عنها أحد زوجي حذائها وتقطع جوربها، وتركت دماؤها آثارا على مكان كل قفزة قفزتها، لكنها لم تكن ترى أي شيء ولم تشعر بأي شيء، حتى رأت بشكل خافت وكأنها في حلم ضفة أوهايو وعلى قمة الضفة رجل يحاول مساعدتها.
قال الرجل: «أيا كنت، فأنت فتاة شجاعة!»
أدركت إلايزا وجه الرجل وصوته وعرفت أنه مالك مزرعة ليست بعيدة عن منزلها القديم.
قالت إلايزا: «أوه، أيها السيد سايمز، أنقذني. أنقذني من فضلك. خبئني!»
قال الرجل: «لماذا؟ ما الأمر؟ ألست أنت فتاة السيد شيلبي!»
قالت وهي تشير إلى ضفة كنتاكي: «طفلي! هذا الصبي - لقد باعه! وهذا هو سيده. أوه، سيد سايمز، أنت لديك طفل صغير.»
أجابها الرجل بينما كان يسحبها بقوة نحو قمة ضفة النهر: «أجل، بالإضافة إلى أنك فتاة شجاعة، وأنا أحب الشجاعة أينما وجدتها. اذهبي إلى ذلك المنزل هناك.» ثم أكمل بينما أشار إلى بناية بيضاء كبيرة: «ليس هناك مكان يمكن أن آخذك إليه، لكن من هناك سيعتنون بك. لا أعلم ما سيقوله لي جاري القديم شيلبي؛ لكنك ربحت حريتك، وسأدافع عنها بكل ما أوتيت.»
لم تستطع إلايزا أن تتحدث، لكنها نظرت إليه نظرة عبرت فيها عن شكرها وامتنانها؛ واحتضنت صبيها وسارت مسرعة في اتجاه المنزل، وخرج من النهر ضباب رمادي أخفاها عن عيون التاجر الذي كان يستشيط غضبا عند الجهة الأخرى من النهر.
अज्ञात पृष्ठ