وعندما سمع سام ذلك بدأ يتعامل بجدية وسرعان ما عاد بالحصانين القويين في كامل تجهيزاتهما. كان حصان هالي فرسا يافعا مليئا بالحيوية والنشاط، وكان يتقافز ويتواثب بينما كان سام يسحبه من رسنه.
قال سام وقد لمعت عينه فجأة: «على رسلك! هل أنت خائف؟ حسنا، سأجهزك أنت وسيدك!»
كان هناك شجرة زان طويلة وكبيرة تظلل المكان وتحتها كانت ثمار أشجار الزان الصغيرة المدببة والمثلثة الشكل مبعثرة بكثرة في الأرجاء. اقترب سام بيده من الحصان بينما كان يحمل إحدى هذه الثمار في يده، وبدأ يداعبه ويربت عليه وبدا وكأنه يحاول تهدئة اهتياجه. تظاهر سام بأنه يعدل من وضع السرج، ووضع هذه الثمرة الحادة الصغيرة تحت السرج بطريقة تتسبب للحصان بالانزعاج عند أدنى حمولة عليه، وذلك من دون أن تصيبه بأي خدش أو جرح.
ثم قال سام وهو يدور بعينيه بينما اعتلت شفتيه ابتسامة تدل على أن الأمر قد أنجز: «ها أنا أحاول ضبط كل شيء!»
في هذه اللحظة ظهرت السيدة شيلبي في الشرفة العلوية وأومأت إليه. «لماذا تتلكأ يا سام؟ لقد أرسلت آندي ليخبرك أن تسرع.»
قال سام: «باركك الرب سيدتي! لا يمكن تجهيز الجياد في دقائق، إنهم سيذهبون إلى أقصى المراعي الجنوبية، والرب وحده يعلم ما يمكن أن يحدث!» «حسنا يا سام، ستذهب مع السيد هالي لتدله على الطريق وتساعده. كن حريصا على الجياد يا سام، تعلم أن الحصان جيري كان يعرج قليلا في الأسبوع الماضي، لا تركض به بسرعة كبيرة!»
قالت السيدة شيلبي كلماتها الأخيرة هذه بنبرة خفيضة وتأكيد قوي.
وتشقلب رأسا على عقب.
قال سام بينما رفع عينيه بنظرة تنم عن معان كثيرة: «لنترك الأمر كله لذلك الحصان اليافع.»
ثم قال بينما عاد إلى موقعه تحت شجرة الزان: «والآن يا آندي، أترى، لن أكون متفاجئا إذا ما طرح هذا الحصان السيد النبيل أرضا إذا حاول أن يمتطيه. تعرف يا آندي أن هذه المخلوقات يمكن أن تفعل مثل هذه الأشياء.» ثم نكز سام آندي في جانبه.
अज्ञात पृष्ठ