قالت العمة كلوي: «السيد جورج قارئ بارع، وأعلم أنه سيبقى ليقرأ لنا. يبدو أن الأمر سيكون في غاية الإمتاع.»
وافق جورج على ذلك بسهولة كبيرة؛ ذلك أن الصبي مستعد دوما للقيام بأي شيء يجعل منه شخصا ذا أهمية.
قرأ السيد جورج الفصول الأخيرة من سفر الرؤيا.
سرعان ما امتلأت الغرفة، وبعد برهة بدأ الغناء مما أسعد جميع الحاضرين. ولم تكن حتى عوائق الإيقاع الأنفي قادرة على منع الأصوات الجميلة الطبيعية التي عجت بها الغرفة المليئة بالحيوية والحماسة. كانت الكلمات في بعض الأحيان هي الترانيم والتراتيل الشائعة والمعروفة التي يتم إنشادها في الكنائس، وفي بعض الأحيان الأخرى تكون الكلمات حماسية ومجهولة أكثر، ويتم اختيارها في اجتماعات المخيم.
وكان أحد الكوبليهات التي تم غناؤها بحماسة كبيرة يقول:
مت في ميدان المعركة،
مت في ميدان المعركة،
المجد لروحي.
وبناء على طلبهم، قرأ السيد جورج الفصول الأخيرة من سفر الرؤيا، وكان عادة ما يقطع قراءته صيحات تعجب وهتافات من قبيل «ها هي الغاية!» و«اسمعوا لتلك!» و«تفكروا في هذه!» و«هل كل هذا سيصبح واقعا؟ أحقا؟»
كان جورج - ذلك الفتى الألمعي الذي تلقى تدريبا دينيا جيدا على يدي والدته - يجد نفسه محط إعجاب الجميع في مثل هذه الاجتماعات التي يقيمها بين الحين والآخر بالكثير من الجدية والجاذبية، وبذلك كان يحصل على إعجاب الصغار ومباركة الكبار، وقد اتفق الجميع على أن «لا يمكن لرجل الدين أن يقرأ بطريقة أفضل منه» و«أنه فتى مذهل بحق!» وسار الفتى نحو منزله تحت ضوء القمر في شموخ كبير وقلبه يمتلئ بمشاعر الحب لأصدقائه المتواضعين في كوخ العم توم.
अज्ञात पृष्ठ