يتخذ أحد القبور التذكارية القليلة التي لا تزال موجودة حتى الآن شكلا مصغرا من منارة الإسكندرية ويقع خارج الإسكندرية على بحيرة مريوط في قرية أبو صير (أمبرور 2002: 222-225). يوجد تحت البناء قبر صغير؛ وقد حفرت القبور في الصخر وهي ترجع إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وليس واضحا إذا كان هذا النموذج الذي يبلغ ربع حجم المنارة كان يستخدم كقبر في الأساس أم أنه استخدم فقط كشاهد للقبر (أمبرور 2002: 225). يقول فيداك (1990: 133) إن هذا البناء كان جزءا من التصميم الأصلي للقبر.
يوجد أيضا ضريح الإسكندر وأسرة البطالمة الملكية، الذي عرف باسم سيما أو سوما. هذا الضريح السكندري هو ثاني ضريح للإسكندر؛ فقد كان جثمانه يوجد في البداية في العاصمة القديمة ممفيس (هولبل 2001: 15)، على الأرجح بينما كانت تبنى العاصمة الجديدة. هذا وتشير المصادر الأدبية القديمة إلى أن بطليموس الأول أنشأ عبادة للإسكندر في قبره وأن أفراد أسرة البطالمة الحاكمة دفنوا بجوار هذا الحاكم (هولبل 2001: 169-170). ويدعم هذه المصادر الكهنوت الذي سمي على اسمه والذي تكون من أجل خدمة عبادات حكام وملكات البطالمة المتوفين (أشتون 2003أ: 123-128 ملخص). وفي أثناء حكم بطليموس الرابع (222-204 قبل الميلاد) أعيد بناء قبر الإسكندر (زينوبيوس 3. 94، وسترابو 18. 1. 8)، وأدخلت إصلاحات على العبادات الملكية، فتوسع مجمع القبر والمعبد وتغير الطراز ليضم هرما؛ مما أضفى على شكل المقبرة مزيدا من الطابع المصري، لتحاكي المعابد الجنائزية للمملكة الحديثة.
ظلت عبادة بطليموس الأول وبرنيكي الأولى منفصلتين من البداية عن عبادة الإسكندر، لكن انضم إلى عبادته كل من عبادة بطليموس الثاني وأرسينوي الثانية. في أثناء مهرجان بطولمايا في 215 / 214 قبل الميلاد نقل بطليموس الرابع أيضا عبادة الإلهين المخلصين (بطليموس الأول وملكته) إلى داخل العبادة الملكية الرئيسية. لا يوجد سبب واضح للفصل الذي حدث في البداية، وربما اعتبرت هذه العلاقة الوطيدة بين الإسكندر وأحد قواده أمرا غير لائق. وكجزء من إصلاحات بطليموس الرابع بدأ أيضا عبادة خاصة بالأسرة الحاكمة في جنوب مدينة بطلمية وبني ضريح ضخم جديد (السيما) في الإسكندرية. لم يضم هذا القبر العبادات فحسب، بل ضم أيضا جثمان الحكام المتوفين. كان هذا القبر المشترك ما يزال في مكانه عندما زار أوكتافيان الإسكندرية وتسبب، كما تحكي الحادثة الشهيرة، في إسقاط أنف الإسكندر عندما عانق جثمانه (ديو
LI ، 16،
LXXV ، و13).
يشير هذا إلى أن الحكام كانوا يدفنون ولا يحرقون، ويوجد دليل آخر، كما أشرنا، من مرسوم كانوبوس يرجع إلى عهد بطليموس الثالث، يتحدث عن تحنيط الأميرة برنيكي. يظهر هذا أن العائلة الملكية كانت تدفن وفقا للشعائر المصرية (هولبل 2001: 109). ونظرا لاستمرار عبادة كليوباترا السابعة حتى أواخر القرن الرابع الميلادي، يبدو من المحتمل أنها حصلت أيضا على شعائر دفن مصرية كاملة، لكن لم يبق أي توثيق لهذا. يفترض بعض المؤرخين في العصر الحديث أن جثمان كل من كليوباترا ومارك أنطونيو حنطا (جريم 2003: 48). وعلى النقيض كان حرق جثث الموتى شائعا في روما في القرن الأول قبل الميلاد ، لذا كان من المتوقع أن يقع عليه اختيار أنطونيو؛ ومن ثم لا توجد أسباب كافية لتوقع عكس ذلك (ووكر 1985: 7 عن إحراق جثة أغسطس). يبدو حرق الجثث اختيارا بعيد الاحتمال ولا توجد سوابق لحالات حرق جثث ملكية في مصر. تشير الكلمات التي استخدمها بلوتارخ لوصف مكان دفن مارك أنطونيو والبناء الذي انتحرت فيه كليوباترا (الكلمتان الإغريقيتان
to taphno
و
to domation ) إلى قبر وضريح (بلينج 1988: 316، 322).
توجد معابد جنائزية وقبور ملكية مصرية قديمة قد تكون كليوباترا بنت ضريحها على غرارها. يمثل معبد حتشبسوت الجنائزي في الضفة الغربية من مدينة طيبة نظيرا محتملا لمعبد كليوباترا الجنائزي الصغير. يحتفي هذا البناء المهيب بإنجازات واحدة من ملكات مصر القلائل بطريقة تقليدية، وتكمن قوته أيضا في عرض الأقارب السيدات للملكة التي توفيت مؤخرا. بني معبد حتشبسوت؛ النصب التذكاري المهيب للحاكمة المتوفاة، بالقرب من موقع معبد أقدم يرجع إلى عهد المملكة الوسطى. تظهر الصور في النقوش البارزة التي تزين المعبد إنجازات هذه الحاكمة وتظهر قوتها في تأدية دور الملك.
अज्ञात पृष्ठ