أخيرا، يوجد من ضمن هذه المجموعة تمثال آخر على الطراز المصري بالكامل، يخلو من الملامح الإغريقية، ويوجد حاليا في متحف اللوفر في باريس (شكل
4-4 )، (ووكر وهيجز 2001: 163، رقم 162؛ أشتون 2001أ: 41، 102-103، دليل الصور 40؛ ستانويك 2002: 76، 122، د26 - كليوباترا الثالثة). اكتشف هذا التمثال في أثناء البحث الذي أجري من أجل معرض كليوباترا عام 2000، ونحت على ما يبدو من الحجر الصابوني، وهو نوع من الحجر ساد استخدامه في أواخر عهد البطالمة وأوائل عصر الرومان في مصر. يتبع التمثال الأسلوب المصري بالكامل. فقد الجزء السفلي منه، لكن تظهر إحدى الصور التي صنعت له عندما كان لا يزال موجودا ضمن مجموعة فرنسية خاصة نسخة أكثر اكتمالا. بالطبع قد يكون الجزء السفلي مرمما، فلا يزال من الممكن رؤية ثقب الوتد الذي كان الجزء السفلي متصلا من خلاله في التمثال. ترتدي صاحبة التمثال الشعر المستعار المعتاد تعلوه رءوس الأفعى الثلاثة، لكن توجد في أعلى الرأس حلقة صغيرة من أفاعي الكوبرا، لا بد أنها كانت تشكل قاعدة التاج. يبلغ طول التمثال نحو 36,5 سنتيمترا؛ لذا فإن حجمه أقل من حجم التمثالين الآخرين، ويختلف عنهما في أن الملكة تمسك صولجانا تعلوه زهرة الزنبق في يدها اليسرى، التي تمتد عبر بطنها مما يجعل الصولجان يبدو امتدادا لساعدها الأيسر. نجد أن شفتي الفم المقوس قليلا إلى أسفل أكثر امتلاء من التماثيل الأخرى ويبدو شكل الوجه أكثر استدارة بقليل، ما يمثل نوعا أوضح أسلوبا وأكثر تقليدية من تصوير الوجه وفقا للأسلوب المصري المتعارف عليه. تعبر كل هذه التماثيل المصرية عن كليوباترا السابعة بصفتها حاكمة مقارنة بالتماثيل الأقدم لسيدات الأسرة الحاكمة البارزات بصفتهن الزوجات الرئيسيات أو بنات ملك مصر . تظهر كليوباترا في هذه التماثيل في صورة ملكة مصرية حقا، تتمسك بالتقليد المصري الملكي، ولكن مع إضافة تغيير في شكل الصورة في شكل إدخال رءوس الكوبرا الثلاثة. (10) المعابد
بالإضافة إلى دراسة تماثيل كليوباترا السابعة من المهم فحص المعابد التي ارتبطت بهذه الملكة. يعتبر هذا النوع من الأدلة على وجه الخصوص مهما في أي تقييم كامل لكليوباترا ودورها، ومع ذلك فإن أية مناقشات مفصلة حول البقايا المادية عادة ما ينقصها شيء. أجرى المعهد الفرنسي للآثار الشرقية دراسات كاملة عن كثير من هذه المعابد، ورغم ذلك فإن مظهرها المصري بالكامل جعل كتاب سيرة كليوباترا يتجاهلون عادة هذا النوع من الأدلة لا سيما الحائط الجنوبي لمعبد حتحور في دندرة. سنتحدث عن المنشآت التي أهدتها كليوباترا في خلال النصف الثاني من فترة حكمها في الفقرات التالية التي تحمل أسماء المعابد. (10-1) أرمنت
تعرف أرمنت أيضا باسم هيرمونثيس وهي تبعد نحو 20 دقيقة بالسيارة من المركز السياحي الحديث في الأقصر. في العصور القديمة كان هذا يجعل المعبد الموجود في المدينة على مسافة قريبة نسبيا من معابد الكرنك والأقصر في طيبة. وهي تحيط حاليا القرية التي بنيت في العصر الحديث، والتي تقع على الضفة الغربية من نهر النيل، الموقع القديم المحاط بالأسوار. ترسم كثير من الدراسات صورة كئيبة عن حالة الحفاظ على الآثار في الموقع، رغم ذلك يوجد عدد من الزخارف بالنقوش البارزة تتعلق بكليوباترا السابعة ووالدها. وكما أشرنا، يرجع تاريخ سراديب المعبد الرئيسي إلى عهد بطليموس الثاني عشر (شكل
3-5
و
3-8 ).
شكل 4-9: إطار أحد الأبواب من المعبد في مدينة أرمنت به خرطوشة لكليوباترا (يخزن حاليا مقلوبا رأسا على عقب).
بني بيت الولادة في أثناء حكم الملكة مع ابنها وتوجد أدلة على وجودها هناك رغم الدمار الذي حل بالبناء. تظهر خرطوشة كليوباترا على الشريط العلوي في أحد النقوش البارزة (شكل
4-9 ). كتب على هذه الخرطوشة التي توجد وحدها عبارة كليوباترا المحبة لأبيها بالهيروغليفية
अज्ञात पृष्ठ