4-1 )، ومن السهل ملاحظة أن هذا المعبد كان المصدر الذي استلهمه كهنة البطالمة عند تصويرهم لأسلاف كليوباترا. تظهر الزخارف البارزة في هذا المعبد العلاقة الشخصية العميقة بين هؤلاء النساء. والشخصيات الذكور الوحيدة الموجودة هي الآلهة، وتصور المشاهد على الجدران الزوجة الحالية وهي تقدم القرابين إلى الزوجة المقدسة السابقة. وستتكرر هذه المشاهد في عصر البطالمة حيث يظهر الحكام وهم يقدمون القرابين إلى والديهم المتوفين والمقدسين. توجد على الجدران الداخلية للمحراب الأول صور لمتعبدين وهم يحملون القرابين إلى تماثيل الزوجة الملكية المؤلهة (شكل
4-2 ). (2) صور البطالمة
شكل 4-1: مقصورة زوجات الإله آمون، مدينة هابو.
شكل 4-2: مقصورة زوجات الإله آمون، مدينة هابو، بالتفصيل.
شكل 4-3: تمثال من الحجر الجيري لأرسينوي الثانية. متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك، 1920 (20. 2. 21). حقوق الطبع والنشر محفوظة لمتحف متروبوليتان للفنون.
كان الكهنة المصريون يلجئون إلى صور سيدات الأسرة الحاكمة من عهد مبكر عندما تظهر حاجة إلى تقديم صورة مميزة في بداية الأسرة الحاكمة الجديدة. ظهر عدد من السيدات البارزات في الأسرة الحاكمة في عهد الأسرة الثامنة عشرة والتاسعة عشرة والخامسة والعشرين. وكما نرى في الشكل
4-3
ترتدي أرسينوي الثانية نوعا محددا من غطاء الرأس مستوحى من تاج الإله جب (ديلس 1998: 1309-1330). ظل هذا الشكل التصويري مستمرا طوال عصر البطالمة، ويتضح هذا من تصويرات الملكة بعد وفاتها. كان الاتساق مهما في السمات المستخدمة للتعرف على ملكات عصر البطالمة بسبب غياب العبارات المنقوشة على التماثيل والكم الكبير من الخراطيش الفارغة في النقوش البارزة الموجودة في المعابد. يصف مرسوم كانوبوس ومرسوم حجر رشيد عملية خلق الصور الملكية تفصيلا، ما يساعد في التعرف على الحكام والتمييز بينهم خاصة عند وجود أكثر من حاكم داخل المعبد نفسه (راجع أشتون 2001أ: 13-19 من أجل تلخيص لهذا الجزء). لحسن الحظ يوجد تمثالان عليهما عبارات منقوشة على الطراز المصري لأرسينوي الثانية؛ أحدهما يظهر الملكة بصفتها أحد الإلهين الأخوين «ثيوي أدلفوي» صنع في فترة حياتها، والآخر صنع بعد وفاتها، ربما في القرن الثاني قبل الميلاد، وهو تصوير للملكة ويوجد حاليا في متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك (شكل
4-3 )، (أشتون 2001أ: 37-38، دليل الصور 54 ص 108-109، دليل الصور 35 ص100-101، و2001ب: دليل الصور 166 ص166-167). يظهر التمثال الأول الملكة وهي ترتدي رأسي أفعى، والثاني، الذي يحتوي على سمات إغريقية، يظهر الملكة وهي ترتدي قرنين متوازيين يعبران عن الوفرة والنماء (أشتون 2000: 4). كان عادة ما يظهر رأس أفعى واحدة وتكون رمزا لعبادة الملك للشمس، لكنها أيضا، في حالة نساء الأسرة الحاكمة، تربطهن على الأرجح بالإلهة واجيت، وبوجه عام بابنة الإله رع كما جاء في الأساطير.
ظهر رأسا الأفعى في صور لنساء الأسرة الحاكمة منذ عهد الأسرة الثامنة عشرة؛ إذ ترتدي الكوبرا الأولى تاج مصر العليا وترتدي الأخرى تاج مصر السفلى؛ ومن ثم تعبران معا عن وحدتهما (جريفيثس 1961: 50-51، روسمان 1974: 39، روبنز 1996: 24). وفي حالة أرسينوي الثانية، كان رأس الأفعى يكمل قرني النماء والوفرة وكلاهما كان له المعنى نفسه. ويمكن أن يرتبط أحد استخدامات رأسي الأفعى بلقب سيدة الدولتين (أشتون 2005أ: 4). ينطبق هذا على أرسينوي الثانية وزوجة أمنحوتب الثالث في الأسرة الثامنة عشرة ووالدة أخناتون الملكة تي.
अज्ञात पृष्ठ