10
تقولون إن الرجل محتاج إلى المرأة! فقد كان ذلك أيام كانت المرأة كأنها في عملها للرجل رجل آخر؛ فتلك حاجة اليد إلى اليد، وحاجة الظهير إلى الظهير، ولهي مناقلة طبيعية في الجنسين بين قوة تحتاج إلى ضعف يخفف من سورتها، وبين ضعف يحتاج إلى قوة تشد منه؛ فلو كان للعالم كله رجالا إذن لطالت أنيابهم كثيرا، ولما وجد على الأرض من يخترع مقصا للأظافر!
أنا لست أنكر أن المرأة شيء طبيعي، وما هي بهولة من الهول
11
ولا مسخ من المسوخ، ولا أنا آسف على خروج آدم من الجنة بذنبها؛ فإني رجل اقتصادي، ولقد كان من هذا الذنب رأس مال كبير، فإياكم وإياي، لا تظنوا أني أكابر أو أماري، ولا تحسبوني جلفا يكره الجمال، ويريد أن يكون للمرأة بديلا من رأسها النحيف المكلل رأس جاموسه، وبدلا من يدها الرخصة الناعمة ظلف بقرة!
12
حسبكم يا قوم - حسبكم الله - لا أطيق هذا العبث بي، ولكني أسمعكم تقولون المرأة، وتصفون المرأة، ولا أرى المرأة نفسها كما تحدثون وتصفون، بل أرى مخلوقة غريبة الأطوار في هذه المدنية، وأرى خرقاء إن لم يكن معها الإفلاس فلا أقل من أن يكون معها الندم أو الغيظ أو السخط، وربما كانت بلاء ماحقا يزف إلى الرجل يوم زواجه باحتفال، يخيل إليها من الفكر في المال أن الرجل هو مال أيضا، وتريد أن تتزوج، ولماذا؟ لأن المحراث لا يلتمع نصله إلا بعد أن يجدوا له الثور!
امرأة متأنقة لا تريد إلا أن تطلع الشمس كل يوم على زي جميل، ليكون لزوجها كل يوم هم جميل، ثم هي أحسن ما تكون حين تخرج من بيتها، كأن بيتها منخل لا يمسك منها إلا الحثالة!
إننا يا قوم لقاء المرأة لا تلقاء معجزة من معجزات الأنبياء، فنحن نستطيع أن نقول هذا خطأ فيها وهذا صواب منها، ولكنها على أي أحوالها لا تريد أن نكون معها أبدا إلا على حالة واحدة؛ تريد أن تشبه نفسها لأنها لا ترى أكمل من نفسها، أما الرجل فهو إذا رأى فيها نقصا ، فذلك عندها لأن عينه عين رجل، وتكاد أهدابها تكون من شعر اللحى والشوارب؛
13
अज्ञात पृष्ठ