الملايكة تسبح بين يديه والكاروبين منها يتباركون والسرافين د يقدسون الى ان وصل ادم الى الفردوس فدخله على ثلثة ساعات من يوم الجمعة واوصاه الرب له التسبحة بالوصية . وحذره مخالفتها . ثم ان الرب له التسبحة . القي على ادم شبه النوم فنام في الفردوس نومة حلوة . فاختلع الله من جنبه الايسر ضلعا وبرا منه حوا فلما استيقظ وراي حوا فرح بها وسكن اليها وهي في عدن النعيم من الفردوس . والبسهما الله سبحا وبها . فكانا يتباهيان بالتمجيد الذي كانا البساه . وكللهما الرب للتزويج واستبشر لهما الملايكة وكان هناك فرح لم يكن مثله ولا يكون الى اليوم الذي يسمع فيه الصوت البهج من الرب لاصحاب اليمين فمكث ادم وحوا في الفردوس ثلث ساعات . ومكان الفردوس متعال في الهوا وارضه سماوية متعالية على جميع الجبال والروابي الشامخة ثلثين شبرا يكون خمسة عشر ذرعا بذراع روح القدس وهذا الفردوس يدور من المشرق بحايط من الجوف الى مكان الظلمة القبلية التي طرح اليها الا ركون اللعين وهو موضع الهماهم وعدن فهي نبعة الله المتوجه نحو المشرق على ارتفاع ثمان درجات من درجات مشرق الشمس وهي رحمة الله التي كان بنو البشر وعدوا بها وانه سيكون خلاصهم منها لان الله عز وجل علم في تقدمة معرفته ما يفعله الشيطان بادم فجعل ادم ساكنا في خزانة رحمته كما قال داود النبي وانك بيت ملجا صرت لنا الى الدهور يا رب اسكنا داخل رحمتك . وقال ايضا المغبوط داود في طلبته من اجل خلاص بني البشر اذكر يا رب (الشجرة كانت الصليب المغروس في . وسط الارض) بنعمتك التي صنعت قبل الدهور أعني بذلك الرحمة التي احب الرب أن يبسطها على جميع بني البشر وعلى جنسنا الضعيف فعدن هي كنيسة الله . والفردوس الذي فيها مذبح النياح ومدة الحياة التي اعدها الله لجميع القديسين أومن اجل انه كان ادم ملكا كاهنا ونبيا ادخله الله الى داخل الفردوس ليخدم في داخل عدن كنيسة الله الرب المقدس . كما يشهد على ذلك موسى النبي القديس اذ يقول . ان تخدم وتعلن بالتشمسة النبيلة الفاخرة وتحفظ الوصية التي بها ادخل ادم وحوا كنيسة الله ثم نصب الله شجرة الحياة وسط الفردوس وهي صورة الصليب الذى مديدة عليها فهي شجرة الحياة والخلاص واستمر الشيطان على حسده لادم وحوا على النعمة التي خولهما الرب اياها . فاحتال ان دخل في الحية وكانت اجمل الحيوان وكان خلقها على خلق البعير . فحملها حتى صار بها في الهوا الى اسافل الفردوس . والسبب في استتار ابليس اللعين في الحية سماجته . لانه لما نزع من كرامته صار في نهاية السماجة حتى لم يكن يقدر احد من المخلوقين على النظر اليه مكشوفا .
पृष्ठ 8