الارض . ونظر اليها وهي منهوبة رطبة . ترابا وما مختلطين . وكان الما فيها واسفل منها وفوقها وكانت مخلخلة لاختراق الرياح فيها وان الهوا كان يطلع من جوف الارض ويحل في جوف الاخاقيق منها دوالمجازات تتكون في تلك المغاير الحرارة . والبرودة لخدمة الارض وتثبيتها ، وذلك أن الارض خلقت كسفنجة فهي قائمة فوق الما وفي هذا اليوم امر الله الأرض أن تنبع العشب واليراع والاشجار والزروع والعقاقير وغير ذلك . وفي اليوم الرابع كون الله الشمس والقمر والكواكب ليتبسط حرارة الشمس على الارض فتشتد من رخاوتها وتنشف رطوبتها التي أكسبها الما الذي كان عاليا عليها وفي اليوم الخامس امر الله الأمياه أن تولد اجناسا مختلفة الألوان والاشباه . منها ما يطير في جوف الما ومنها ما يطير فوق الما وان يتولد فيها التنانين ولوبايا وبهموت الهايل منظرهما وطاير الهوا وطاير الما وفي اليوم السادس خلق الله من الارض جميع البهايم والحيوان والحساس وهوام الرجاف . وهذا اليوم يوم الجمعة . وفيه خلق الله ادم من التراب وجبل حوا من ضلعه وفي اليوم السابع استتم الله جميع الخليقة وسماه سبتا . وكان خلق الله لا دم في الساعة الثالثة من يوم الجمعة سادس الايام وكان ادعي ابليس
الربوبية الذي دخلته في الساعة الثانية من هذا اليوم فاهبطه الله من السما الى الارض وقبل أن يخلق الله الرب ادم. وقع الهدو على جميع القوات وقال الله تعالوا نخلق انسانا كمثالنا وصورتنا وشبهنا فلما سمعت الملايكة هذا القول من الرب صارت في فزع وارتعاد عظيم، وقال بعضها البعض . ما هذا العجب الكبير الذي نسمع . وكيف يتهيا أن يظهر لنا صورة الاهنا وخالقنا . ثم ان الملايكة نظرت كلها الى يمين الرب قد انبسطت فوق البرية كلها فصار جميعها في يمينه . ثم نظرت الى يمين الرب وقد تناولت من الارض كلها قبضة يسيرة ترابا . ومن كل الأمياه نقطة ما. ومن الهوا نفسا وروحا . ومن النار قوة الحرارة . فصار في قبضة الرب اجزا من العناصر الاربع الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة . وانما خلق الله جل وعز لادم من هذه العناصر الاربع الضعاف التي لا قوة لها . لتسمع له وتطيع
पृष्ठ 5