كان اوصي ادم في امر الشجرة . فبادرت مسرعة نحوها فخطفت من ثمرتها بفيها . ثم دعت ادم فاسرع نحوها فاعطيته من الثمرة واعلمته انه ان اكلها صار الاها . فاصغي الى مشورتها ولان يكون الاها كما قالت . فلما اكل وهي الثمرة المميتة تشلحا من سبحهما ونزع عنهما مجدهما وصارا متعريين من النور الذي كانا لابسيه فلما نظرا الى انفسهما قد تعريا من النعمة التي كانا لابسيها وبدت لهما سواتهما صنعا لانفسهما ميازر من ورق التين واستترا بهما . وصارا في حزن شديد ثلث ساعات . فلم يستتم بهما المقام في النعمة والملك اللذين خولهما الرب اياه قبل معصيتهما ثلث ساعات حتى نزع منهما وادحضا واهبطا وقت غروب الشمس من ذلك اليوم فقبلا حكم الله في العقوبة . ولبسا من بعد لباس ورق التين لباسا من جلود وهو هذا الجلد الذي يعملوا أجسادنا معشر الناس وهو لباس الأوجاع فكان دخول ادم الفردوس على ثلث ساعات . وجاز هو وحوا الملك العظيم في ثلث ساعات وعريا ثلث ساعات وفي الساعة التاسعة كان خروجهما من الفردوس مكروهين بالحزن الكثير والبكا العظيم والندب والزفير ورقدا في مشارقه بقرب المذبح . فلما استيقظا من نومهما كلم الله ادم وعزاه وقال له تباركت اسماوه . يا ادم لا تحزن فاني رادك الى ميراثك الذي أخرجتك منه معصيتك واعلم ان من اجل محبتي لك لعنت الارض ولم اشفق عليها وذلك من اجل خطيتك ولعنت ايضا الحية التي منها أطغيت وادخلت قوايمها في بطنها . وجعلت طعامها التراب . ولم العنك وحكمت على حوا ان تكون تحت خدمتك . فايقن انك اذا استممت المقام الذي قضيت ان تقيمه في الاكسوريا وهي الارض الملعونة لتجاوزك وصيتي بعثت ابني الحبيب فانه ينزل الى الارض ويلبس جسما من عذرا تدعي مريم من نسلك واني اطهرها واصطفيها وانقلها في ظهر جيل بعد جيل الى وقت هبوط الابن من السما . ففي ذلك الحين يكون اول خلاصك ورجوعك الى ميراثك . فاوص أولادك عند اقتراب وفاتك التي احتمت بها عليك اذا توفيت أن يحفظوا جسمك بالمر والسليخة ويضعوه في المغارة التي تسكنها اليوم حتى الوقت الذي فيه خروج ولدك من جوف الفردوس وجوازه الى الارض الترابية فاذا كان ذلك الوقت علم من يعش اليه من ولدك على حمل جسمك معه ووضعه في الموضع الذي اوقفه عليه . فان ذلك الموضع الذي
पृष्ठ 10