وسألته: عن قول الله سبحانه: وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب فقال: ليس يتوهم عاقل أن احتجاب الله بإرخاء ستر ولا بإغلاق، ولكنه كما قال سبحانه: لعجز الأبصار عن دركه بالرؤية والعيان إذ يقول سبحانه: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، وهذا فهو أحجب الحجب وما لا يكون إلا الله تبارك وتعالى.
وسألته: عن قول الله سبحانه: يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم هل كان ذلك من الله للنار كلاما ? فقال: هو مثل قول الله سبحانه: إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون يخبر سبحانه أنه لا يمتنع عليه إذا أمر أو لاكونا، وكذلك قوله: يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم، إنما هو ما صيره الله فيها من النجاة والتسليم، كما قال سبحانه: وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار.
وسألت: عن قول الله سبحانه للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فآؤا فإن الله غفور رحيم، وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم، فقال المولي الحالف بالله أو ببعض الأيمان ألا يقرب أهله فانظره الله أربعة أشهر، وأجله فإن فاءوا لفي أن يرجع إلى مداناة أهله كان ذلك له، وكان الله غفورا رحيما، فيما أخطأ به على نفسه من اليمين وإن مضا لحاجته لم يكن له إضرار لزوجته فإن عزم على فراقها فإن الله سبحانه كما قال سبحانه سميع عليم، ولم يذكر الله في الإيلاء كفارة ولكنه قال: فإن فاؤا فإن الله غفور رحيم.
وسألته: عن قول الله سبحانه وجل عن كل شأن شأنه وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا، فقال: خشوعها سكونها، وأما الهمس فهو حين الإقدام الذي ليس معه صوت ولا كلام لما يدخل قلوبهم من الرعب والخوف والفزع، ولما عاينوا عند ظهور آيات الله في القيامة من الأمر الهائل المستفظع.
पृष्ठ 53