١٩ — وقد بقى أن نتكلم فى العبارة والفكر بعد أن فرغنا من الكلام على الأجزاء الأخرى. أما الحديث عن الفكر فمحله المقالات الخاصة بالخطابة، فإنه أخص بذلك البحث. وكل ما عبر عنه باللغة فهو من قبيل الفكر. وأجزاؤه: الإثبات، والمناقضة، وإثارة الانفعالات والخوف والغضب وغيرها، والتعظيم والتحقير. وظاهر أن هذه الأشكال نفسها ينبغى أن تتخذ فى الأعمال أيضا، حين يراد أن تهيأ هيئة تدعو إلى الإشفاق أو الفزع أو التعظيم أو القبول. ومبلغ الفرق أن التأثيرات التى يتوصل إليها بالأعمال ينبغى أن تظهر بدون دلالة لفظية، أما التأثيرات التى تكون بالكلام فينبغى أن بعدها المتكلم، وأن تنتج عن الكلام. فماذا عسى أن يكون عمل المتكلم إذا ظهرت الأفكار عن غير طريق الكلام؟
ومن بين المسائل التى تتصل بالعبارة مسألة أشكال العبارة، ولكز هذا الباب يخص صنعة الإلقاء وأربابها. فمما يتناوله معرفة ما الأمر وما الدعاء وما الخبر وما الوعيد وما الاستفهام إلى نحو ذلك. ولا عبرة بالنقد الذى يوجه إلى الشاعر بناء على علمه أو جهله بهذه الأمور.
فمنذا الذى يسلم بأن الشاعر أخطأ فى ذلك الموضوع الذى نقده عليه بروتاجوراس، وهو أنه جعل الكلام فى صورة أمر وهو يحسب أنه دعاء حين قال: «غنى أيتها الآلهة غضب أخيل»؟ فإن الطلب لفعل شئ أو تركه هو — على قول ذلك الناقد — أمر. فلندع هذا البحث الذى ينتمى إلى صناعة غير الشعر.
[chapter 20]
٢٠ — هذه هى الأجزاء الداخلة فى العبارة بوجه عام: الخرف، والمقطع، والرباط، والاسم، والفعل، والتصريف، والكلام.
पृष्ठ 108