١٦ — قد بينا فيما سبق أى شئ هو التعرف. وأول أنواع التعرف وأقلها براعة وأكثرها أن يستعمل لضعف الفكر، هو التعرف بالعلامات. ومن العلامات ما يكون طبيعيا مثل «الحربة التى تظهر فى أجسام بنى الأرض» أو النجوم التى فى «ثواستيس»، تراجيدية كاركينوس؛ ومنها ما يكون مكتسبا فيكون ملازما للجسم مثل الندوب أو يكون منفصلا عنه مثل العقود ومثل القوس فى تراجيدية «تيرو». وقد تستعمل هذه العلامات استعمالا أجود أو أردأ كما عرف أوديسيوس بالندبة، عرفته مربيته على وجة وعرفه رعاته هلى وجه آخر. فإن استعمال العلامات قصد الإقناع، وكل ما كان من ذلك بسبب، أمر خال عن الصنعة، وخير منه ذلك التعرف الذى يكون عن انقلاب، كما فى «منظرالحمام».
والنوع الثانى هو ما يفتعله الشاعر، ومن أجل ذلك يكون خاليا من الصنعة، كما يعرف أورستيس فى «إيفيجانيا» حين يعلن أنه أورستيس وتعرف إيفيجانيا بكتابها، ولكن أورستيس إنما يعلن ما يريده الشاعر، لا ما تريده القصة. وهذا الضرب من التعرف قريب من ذلك الذى وصفته بالخطأ، لأن أورستيس كان يستطيع أن يظهر بعض العلامات فى جسمه. ومن ذلك صوت عصا الحائك فى تمثيلية «تيرى» لسوفوكليس.
पृष्ठ 94