أوقات فراغه في ذلك وغيره من القربات ويتتبع ما في طريقه من المساجد والآثار المنسوبة للنبي ﷺ فيحييها بالزيارة والصلاة فيها ولا يخلّ بما يمكنه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والغضب عند تضييع شيء من حقوقه ﷺ إذ من علامات المحبة غيرة المحب لمحبوبه وأقوى الناس ديانة أعظمهم غيرة وادعاء المحبة بلا غيرة كذب " ومنها " إذا دنى من حرم المدينة الشريفة وأبصر رباها وأعلامها فليزدد خضوعا وخشوعا وليستبشر بالهنا وبلوغ المنا وإن كان على دابة حركها أو بعير أوضعه تباشرا بالمدينة ولله در القائل
قرب الديار يزيد شوق الواله ... لاسيما أن لاح نور جماله
أو بشر الحادي بأن لاح النقا ... وبدت على بعد رؤوس جباله
فهناك عيل الصبر من ذي صبوة ... وبالذي يخفيه من أحواله
ويجتهد حينئذ في مزيد الصلاة والسلام وترديدهما كلما دنا من تلك الأعلام ولا بأس بالترجل والمشي إذا قرب لأن وفد عبد القيس لما رأوا النبي ﷺ نزلوا عن الرواحل ولم ينكر عليهم