यूनान और रोम का इतिहास का सार
خلاصة تاريخ اليونان والرومان
शैलियों
أما إبطال الأسوار في هذه الأيام؛ فلأنها لا تدفع مهاجما؛ إذ إن المدافع تحفها بالأرض مهما كان عظمها، وإذا لم تقو عليها المدافع فباللغوم.
فيليب المكدوني وقدومه إلى اليونان
يتذكر القارئ أننا سكتنا عن تاريخ اليونان عند انتهائنا من حروب طيبة، والآن نعود إلى استيفاء الكلام عن تاريخهم فنقول: لم يمض على حروب طيبة زمن يسير حتى داهمت اليونان حرب أخرى دعيت الحرب المقدسة، وسبب ذلك أن شعب قوقس كان قد حكم عليهم بأمر مجلس الإمفكتيون بدفع غرامة عظيمة؛ لأنهم حرثوا حقلا من ملك هيكل أبولو في دلفي، فعوضا من أن يدفعوا الغرامة جردوا للحرب، واتحد معهم شعوب أثينا وإسبارطة وإخائية، أما شعوب طيبة ولقربة وتسالية فانحازوا إلى المجلس، وطلبوا إلى فيليب ملك مكدونية أن يتحد معهم.
يذكر بعض المؤرخين مملكة مكدونية في جملة أيالات اليونان، ويقول آخرون: إنها مستقلة، ومع أنها تأسست قبل ذلك الحين بنحو 500 سنة، فهي لم تبلغ شيئا من القوة إلا لما تولاها فيليب، وكان هذا الملك طماعا محبا للحروب، فحالما سار جيشه إلى اليونان عن له أن يستولي عليها كلها لنفسه، ولم يكن اليونانيون إذ ذاك مثلما كانوا عليه قبلا من السطوة، ولم يعد لديهم أحد مثل ليوتيدس وسلتبادس أو إيباميتندس.
ولم ير فيليب في حروبه صعوبة إلا بسبب ديموستينس أحد خطباء الأثينيين، بل هو أخطب الخطباء فإنه خطب في الأثينيين خطبا ضد فيليب، فكان يجدد قواهم ويثير حميتهم ويشدد قلوبهم لدفعه، ولكن الأثينيين غلبوا في خرونيا سنة 338ق.م فوضع فيليب يده على أعمال اليونان إلى موته، وربما كان أجدر بالحكم من غيره من اليونانيين إلا أنه لم يكن يخلو من الرذائل التي من جملتها حب المسكر، فإنه كان سكران ذات يوم وحكم في قضية حكما جائرا، فصاح المحكوم عليه: «إني أستأنف دعواي من فيليب السكران إلى فيليب الصاحي.» وبالفعل لما صحا فيليب من سكره وعرضت عليه الدعوى حكم للرجل.
ومما يحكى عنه أن امرأة كان لها عنده شغل فالتمست مقابلته مرارا، فكان يماطلها من وقت إلى آخر بقوله أن لا فرصة عنده لمقابلتها، فقالت له مرة: «إذا لم يكن لك وقت لإجراء العدل فليس لك حق بالملك.» فخجل فيليب من ذلك وتعلم منها كيف يجب أن يقوم بواجباته نحو مملكته.
وعاش فيليب بعد استيلائه على اليونان نحوا من سنتين، وكان هناك شاب من الأشراف اسمه بوسانياس من ضباط الحرس، وكان قد ظلمه أحد أقارب فيليب فعرض دعواه لفيليب فلم ينصفه، فأصر بوسانياس على قتل الملك فاغتنم يوم زفاف ابنته وكمن له داخل قاعة الزفاف وكانت مزدحمة بالناس، فهجم بوسانياس حالا وطعن الملك بقلبه طعنة قضت عليه ، ففرح الأثينيون بموت فيليب وقرروا جهارا بمكافأة بوسانياس بإكليل من الذهب جزاء له على قتل فيليب؛ لأن كل أيالات اليونان كانت ضده.
الإسكندر الأكبر وفتوحاته.
وتولى الملك بعد موت فيليب المكدوني ابنه الإسكندر، وكان سنه إذ ذاك 20 سنة، ولقب بعد ذلك بالأكبر، وقد أظهر الإسكندر على صغر سنه بسالة وإقداما جعلتاه مفتتح العالم.
وأول أعماله الحربية إخضاع ولايات اليونان، ولم يكلفه ذلك أكثر من واقعة واحدة، ثم جند من اليونانيين وتم تحت رايته جند كبير، وأخذ يسعى إلى حرب مع الفرس فسار إليها في جيش مؤلف من خمسة وثلاثين ألف رجل، فقطع به بوغاز الدردنيل وسار مخترقا آسيا الصغرى قاصدا بلاد فارس، وقبل أن يبلغ حدودها التقى في إيسوس بداريوس ملك الفرس وقد جمع جيشا عظيما، فحاربه وانتصر عليه وقتل من جيشه مائة وعشرة آلاف.
अज्ञात पृष्ठ