इराक का इतिहास का सार: इसके उदय से लेकर आज तक
خلاصة تاريخ العراق: منذ نشوئه إلى يومنا هذا
शैलियों
ولأهل البادية كرامة نفس وإباء وشهامة قلما يرى أمثالها في أبناء المدن، وقد شهد بذلك جميع من خالطهم من عرب وإفرنج أينما وجدوهم من منازل ديارهم. وهم معروفون أيضا بظرفهم وأدبهم وحسن سلوكهم. ومما يفوق هذا كله اشتهارهم بالكرم منذ أقدم الزمن. هذه المزايا التي هي أم الكمال المعروف عندهم باسم «المروءة»، نعم، إنهم يغزون بطيبة خاطر، أما السرقة فإنهم يقبحونها. وهم يكرمون الضيف غاية الإكرام وفي نيتهم أن يعلن محاسنهم ومكارمهم ويطريهم أينما حل ورحل، فالغاية القصوى من أماني الأعرابي العالي الطبقة هي أن يحترمه الناس ويجلوه، ويعلنوا فضله وكرم أخلاقه وسخاءه وشجاعته وبسالته، وأن يخافوه ويعجبوا به. (8-6) طعام البدوي
طعام البدو اليومي في غاية البساطة؛ فقد كان سابقا عبارة عن «السويق»، وكان يتخذ عندهم من غليظ الدقيق (أو الجريش، ويكون جريشهم هذا من الحبوب المحمسة) مع التمر والماء أو اللبن الحليب، أما طعامهم اليوم فهو «البرغل»، اسمه القديم «البربور»، أو «الغذيرة»، وقد ذهب المستشرقون إلى أن كلمة البرغل
8
فارسية، والأعراب يتخذونه من بر قد غلي أو ذرة قد غليت وأخرج قشرهما، وهم يهيلون عليه سمنا أو دهنا أو لبنا مخيضا إذا نزل بهم ضيف، وقد يجعلون فيه اللحم. وكان الخبز نادر الوجود في أيام الجاهلية، لكن منذ المجاعة التي أتلفت نفوسا كثيرة في السنة 18ه/639م أخذ الأعراب يجلبون حنطتهم من ديار مصر. وخبزهم قرص يلصقونها بالتنور لإتقان شيه، وهم مولعون باللبن المخيض ويكثرون من شربه بمنزلة مرطب لهم ومبرد. والتمر لبعض القبائل يتخذ طعاما رئيسا لمآكلهم، وإذا أجدبت السنة عندهم أكلوا كل ما وقع تحت أيديهم،
9
الضب، واليربوع، والحية، والوبر، والذئب، والثعلب، وأنواعا مختلفة من الأنبتة والعروق. (8-7) لباس البدوي
والبساطة لا توجد في طعامهم فقط، بل تراها أيضا في ثيابهم؛ فسواد أهل البادية يلبسون ثوبا يشدون عليه نطاقا يسمونه حزاما، ويرتدون عباءة على ثوبهم، والأغنياء منهم يلبسون فوق ثوبهم قباء يسميه أعراب العراق زبونا، وأعراب الشام قنبازا، ويزيدون على هذا القباء كساء مبطنا أو جلدا من جلود الغنم المدبوغة يسمونه فروة أو صديرية، وذلك في الشتاء. وقد ترك البدو العمائم القديمة، واتخذوا بدلها الكوفية ويسمونها الكفية أيضا، وهي الصماد عند بعضهم من أهل الحجاز جريا على اسمها القديم، وهي عبارة عن كسفة يثبتونها على رءوسهم بشد عقال عليها، وهو ضرب من الحبل محكم الفتل. والسراويل غير معروفة عندهم، وكثيرون منهم يستغنون عن اتخاذ الأحذية، وكبارهم يلبسون في أرجلهم الجزمة والحذاء، أو البابوج. ورأينا كثيرا من أعراب نجد يحتذون النعال، وفي أهل البلاد منهم من يحتذي الأحذية العراقية والشامية، ومنهم من يحتذي النعال، وهم الأغلب.
النظافة عندهم
وهم لا يغسلون ثيابهم؛ لأن الماء نادر الوجود عندهم في أغلب الأحيان؛ ولذلك أيضا لا يغتسلون إلا قليلا، وإذا أرادوا أن يغسلوا أطفالهم أو شعورهم اتخذوا أبوال الإبل بقدر ما يتمكنون منها. وإذا لاقى البدوي غديرا أو مويهة اغتسل فيها، لكن لما كان هذا الأمر من النوادر أوجب عليهم الدين الإسلامي استعمال الرمل والتراب، وليس هذا الحكم مخصوصا بالبدوي، بل بكل مسلم، لآية:
وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا
अज्ञात पृष्ठ