इराक का इतिहास का सार: इसके उदय से लेकर आज तक
خلاصة تاريخ العراق: منذ نشوئه إلى يومنا هذا
शैलियों
فمن المنجمين في أيام المأمون: حبش الحاسب، المروزي الأصل البغدادي الدار، وله ثلاثة أزياج، وأحمد بن كثير الفرغاني، صاحب المدخل إلى علم هيئة الأفلاك ، وعبد الله بن سهل بن نوبخت، كبير القدر في علم النجوم، ومحمد بن موسى الخوارزمي، وما شاء الله اليهودي، ويحيى بن أبي المنصور، ولما عزم المأمون على رصد الكواكب تقدم إليه وإلى جماعة من العلماء بالرصد وإصلاح آلاته، ففعلوا ذلك بالشماسية ببغداد، وجبل قاسيون بدمشق. ومن الحكماء: يوحنا بن البطريق الترجمان، مولى المأمون، كان أمينا على ترجمة الكتب الحكمية، حسن التأدية للمعاني، ألكن اللسان في العربية، وكانت الفلسفة أغلب عليه من الطب . ومن الأطباء: سهل بن سابور، ويعرف بالكوسج، ويوحنا بن ماسويه، وجيورجيس بن بختيشوع، وعيسى بن الحكم، وزكريا الطيفوري، وجبريل الكحال؛ وغيرهم وهم كثيرون.»
توفي المأمون يوم الخميس عاشر شهر رجب 218ه (2 آب 833) بالقرب من طرسوس، فحمله ابنه العباس وأخوه المعتصم إليها، فدفناه في دار خاقان، خادم الرشيد، وكان ذاهبا يريد غزو بلاد الروم، وكان عمره سبعا وأربعين سنة وستة أشهر وعشرة أيام، وخلافته عشرين سنة، ولا عقب له في الخلافة، والخلفاء من ولد أخيه المعتصم. (4-7) المعتصم
والمعتصم هو ابن الرشيد، ولد يوم الاثنين 10 شعبان من سنة 170 (19 ت1 سنة 796م)، وأراد الناس أن يبايعوا العباس بن المأمون، فأبى هذا، وسلم الأمر إلى عمه المعتصم، فتوجه إلى بغداد مسرعا، فوافاها غرة شهر رمضان 218ه/20 أيلول سنة 833م، وأقام بها سنتين، ثم توجه إلى موضع سر من رأى (سامراء)، فبناها واتخذها دار ملك له. وله بسامراء الآثار الحسنة والأبنية العظيمة. قيل إن مساحتها سبعة فراسخ، وحفر نهر الإسحاقي، وعمل تل المخالي، وبنى سورا للصيد، وبنى الجامع الكبير وأنفق عليه خمسمائة ألف دينار، وجعل وجوه حيطانه مرايا، بحيث يرى القائم في الصلاة من يدخل من خلفه، وبنى المنارة التي يقال إنها من إحدى عجائب الدنيا. وهو أول خليفة أدخل الأتراك الديوان، وكان يتشبه بملوك الأعاجم ويمشي مشيهم، وبلغت غلمانه الأتراك ثمانية عشر ألفا، وألبسهم أطواق الذهب والديباج، وكانوا يطردون الخيل في بغداد، فضاقت بهم المدينة، وتأذى منهم الناس، فبنى المعتصم «سر من رأى». وكان غيورا على الدين، فقد قتل من الخرمية ستين ألفا، وكان أشد من أخيه المأمون في القول بخلق القرآن. وفي سنة 219 (834م) أحضر المعتصم أحمد بن حنبل وامتحنه بالقرآن، فلما لم يجب بكونه مخلوقا أمر به فجلد جلدا شديدا حتى غاب عقله، وتقطع جلده. وقال أبو الفرج الملطي: «كان أبو هارون البكاء من العلماء المنكرين لخلق القرآن، يقر بكونه مجعولا لآية وردت، وهي:
إنا جعلناه قرآنا عربيا ، ويسلم أن كل مجعول مخلوق، ويحجم عن النتيجة ويقول: «لا أقول مخلوق، ولكنه مجعول.» وهذا عجب عجاب. وغزا المعتصم بلاد الروم، ففتح عمورية، وقتل من نصاراها ثلاثين ألفا، وأسر ثلاثين ألفا.» وفي سنة 227 توفي المعتصم يوم الخميس لثماني عشرة مضت من ربيع الأول (7 ك2 سنة 841) عن ثمانية بنين وثماني بنات، وكانت خلافته ثماني سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام حسابا هجريا؛ ولهذا سمي المثمن، وكان عمره 48 سنة، ودفن بسامراء. (4-8) الواثق
وقام على سرير الخلافة بعده ابنه الواثق بالله، وكانت أمه رومية اسمها قراطيس، ولد لعشر بقين من شعبان سنة 196ه /27 نيسان سنة 812م وولي الخلافة بعهد من أبيه. بويع له في 19 ربيع الأول سنة 227 (8 ك2 سنة 842). وفي سنة 228 استخلف على السلطنة أشناس التركي وألبسه وشاحين مجوهرين وتاجا مجوهرا، وهو أول خليفة استخلف سلطانا. وكان من الخلفاء القائلين بخلق القرآن، وقد ضرب بيده في بغداد عنق أحمد بن نضر الخزاعي لقوله بالخلاف، ثم صلب جثته في سر من رأى، واستمرت جثته معلقة ست سنين، إلى أن ولي المتوكل فأنزلها ودفنها. وكان يحسن إلى الطالبيين، حتى إنه لم يمت فيهم واحد وهو فقير. وكان وافر الأدب، مليح الشعر، وكان أعلم الخلفاء بالغناء، وله أصوات وألحان عملها نحو مائة صوت، وكان حاذقا بضرب العود، وأحرقت الكرخ في أيامه، وتشاغل الأغنياء بعمارة منازلهم، وعجز الفقراء عن عمارة أملاكهم وانتقلوا عنها، فأطلق للفقراء منهم مليون درهم معونة لهم على إصلاح دورهم. وفي عهده غزا المسلمون في البحر جزيرة صقلية، وفتحوا مدينة مسينة في عهد الملكة ثئودورة، وكانت ملكة بعد ثئوفيل ملك الروم، وابنها ميكائيل بن ثئوفيل، وهو صبي . ومات الواثق بداء الاستسقاء يوم الأربعاء 27 ذي الحجة من سنة 232 (15 آب سنة 847م)، ودفن بسامراء، وكانت خلافته 5 سنين و3 أشهر و15 يوما. (4-9) المتوكل
هو ابن المعتصم بن الرشيد، ولد سنة 207 (822م)، وبويع له بالخلافة في ذي الحجة سنة 232 (تموز سنة 847م) بعد الواثق، فأظهر الميل إلى السنة ونصر أهلها، ورفع المحنة، وكتب بذلك إلى الآفاق، وكان يظهر من سب علي بن أبي طالب والاستهزاء بذكره كثيرا، بخلاف ابنه المنتصر، فإن الأغلب عليه التشيع وحب علي. والمتوكل هو الذي أخمد المعتزلة، وكانوا في قوة ونماء إلى أيام المتوكل ، ولما مرض الواثق ائتمر إيداخ ومحمد بن عبد الملك الزيات في قتل المتوكل في التنور وفي الماء البارد على رأي من يغلب أمره على الآخر، فلما قام المتوكل بأمر الخلافة عذب محمد بالتنور الذي صنعه ليعذب فيه الناس، وكان من حديد وداخله مسامير غير مثنية، وكان يسجر بحطب الزيتون حتى يصير كالجمر، ثم يدخل الإنسان فيه، وعذب إيداخ بالماء البارد على ما كان يريده للمتوكل. وفي سنة 235 ألزم المتوكل النصارى بلبس الغل. وفي سنة 236 أمر بهدم قبر الحسين وهدم ما حوله من الدور وأن يعمل مزارع، ومنع الناس من زيارته وخرب وبقي صحراء. وكان المتوكل معروفا بالتعصب، فتألم المسلمون من ذلك، وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان والمساجد، وهجاه الشعراء، وكان منهمكا في اللذات والشراب، وكان له أربعة آلاف سرية عرفهن كلهن، واتفق أن الترك انحرفوا عن المتوكل لأمور، فاتفقوا مع ابنه المنتصر على قتله، فدخل عليه خمسة منهم وهو في جوف الليل في مجلس لهوه، فقتلوه هو ووزيره الفتح بن خاقان في 5 شوال سنة 240 / 28 شباط سنة 855)، فكانت مدة خلافته 14 سنة و9 أشهر، ودفن بسر من رأى. (4-10) المنتصر
قام بأمر الخلافة بعده ابنه المنتصر، بويع له في الصبيحة التي قتل فيها أبوه، وخلع أخويه من البيعة التي أخذها أبوهما لهما على الناس، وكانت ولادته في سر من رأى في شهر ربيع الأول، من أمة أم ولد رومية في سنة 224 (ك2 سنة 839م)، ولما ولي صار يسب الأتراك ويقول: «هؤلاء قتلة الخلفاء.» وقيل أنه جلس في بعض الأيام للهو، وقد استخرج من خزائن أبيه فرشا، فأمر بفرشها في المجلس، فرأى في بساط ديباج دائرة فيها فارس وعليه تاج، وحوله كتابة فارسية، فطلب من يقرأ ذلك، فأحضر رجل، فنظره فقطب. فقال: ما هذه؟ قال: لا معنى لها. فألح عليه. فقال:
أنا شيرويه بن كسرى بن هرمز، قتلت أبي فلم أتمتع بالملك إلا ستة أشهر.
فتغير وجه المنتصر، وأمر بإحراق البساط، وكان منسوجا بالذهب، وكان الأتراك قد هموا بقتله فعجزوا عنه، فتحيلوا إلى أن دسوا إلى طبيبه ابن طيفور 30 ألف دينار في مرضه، فأشار بفصده، ثم فصده بريشة مسمومة، فمات في 5 ربيع الآخر سنة 248 (9 حزيران 862م) عن 26 سنة أو دونها، فلم يتمتع بالخلافة إلا أشهرا معدودة دون ستة أشهر، ودفن بالجوسق في سامراء. (4-11) المستعين
فبايع الأمراء وأكابر المماليك الأتراك للمستعين بالخلافة ليلة الاثنين لست خلون من شهر ربيع الآخر، وعمره إذ ذاك 28 سنة؛ لأن ولادته كانت في سر من رأى في 7 رجب 221 (27 حزيران 836م)، ولم يولوا أحدا من ولد المتوكل لئلا يطالب بدمه. وكان مغرما بحب النساء، واستمر في الخلافة إلى أول سنة 251، فتنكر له الأتراك لما قتل وصيفا وبغا ونفى باغر التركي الذي قتل المتوكل، ولم يكن للمستعين مع «وصيف» و«بغا» إلا أن يقول ما يقولان؛ ولهذا قيل فيه:
अज्ञात पृष्ठ