खुलासत अथार
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
प्रकाशक
دار صادر
प्रकाशक स्थान
بيروت
التدريس وَأخذ عَنهُ جمع وَكَانَ ينظم الشّعْر السهل اللَّطِيف وَمن شعره قَوْله فِيمَن لبس بَيَاضًا
(لما بدا مبيضًا ... وَالْقلب مشتاق إِلَيْهِ)
(ناديت هَذَا قاتلي ... والراية البيضا عَلَيْهِ)
وَقَوله
(صادفته يجلو فاحشوه ... شهد وَورد وعتيق المدام)
(فَقلت يَا مولَايَ هَل مشرب ... من ريقك العذب الْحر الغرام)
(فَقَالَ جور مِنْك أَنْت الَّذِي ... تدعى بإبراهيم طول الدَّوَام)
(وَالنَّار بردا وَسلَامًا غَدَتْ ... عَلَيْك يَا ذَا الْحر قلت السَّلَام)
وَقَوله
(جَاءَ يسْعَى إِلَى الصَّلَاة مليح ... يخجل الْبَدْر فِي ليَالِي السُّعُود)
(فتمنيت أَن وَجْهي أَرض ... حِين أومى بِوَجْهِهِ للسُّجُود)
قلت تذكرت هُنَا مَا يحْكى عَن بعض الظرفاء أَنه مر بِغُلَام جميل فَعَثَرَتْ فرس فِي طين أصَاب وَجه الْغُلَام مِنْهُ نزر فَقَالَ الظريف يَا لَيْتَني كنت تُرَابا فَقَالَ بعض المارين للغلام مَا يَقُول هَذَا فَقَالَ وَيَقُول الْكَافِر يَا لَيْتَني كنت تُرَابا وَقد ذكره السَّيِّد عَليّ بن مَعْصُوم فِي سلافته فَقَالَ فِي حَقه فَاضل ملْء أهابه عَارِف بإيجاز الْأَدَب واطنا بِهِ إِلَى وقار ورجاحة وصفاء سريرة اقْتضى لآمله نجاحه وَهُوَ للفضل خَلِيل وَمحله فِي الْعلم جليل نَص عرائس المحاسن وحلاها وَلبس أَثوَاب الْعُمر حَتَّى أبلاها وَله نظم حسن أبان بِهِ عَن بلاغة ولسن فنه قَوْله فِي تَارِيخ الْمَدِينَة للسمهودي الْمُسَمّى بخلاصة الوفا
(من رام يستقصي معالم طيبَة ... ويشاهد الْمَعْدُوم بالموجود)
(فَعَلَيهِ باستقصاء تَارِيخ الوفا ... تأليف عَالم طيبَة السمهودي)
والسمهودي هَذَا على نور الدّين أَبُو الْحسن بن عبد الله السمهودي كَانَ عَالم الْمَدِينَة توفّي آخر سنة إِحْدَى عشرَة بعد الْألف وَقَالَ السَّيِّد مُحَمَّد كبريت فِي نصر من الله وَفتح قريب فِي معرض كَلَام جرت عَادَة الفعال لما يُرِيد فِي خلقه أَن كل بَلْدَة فِي الْغَالِب تكون عونًا لغريبها حَتَّى على ساكنها على الْخُصُوص الْمَدِينَة المنورة وَكَانَ المرحوم الْعَلامَة الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بن أبي الْحرم يَقُول لَيْسَ من الرَّأْي تَعْظِيم الْوَارِد إِلَى هَذِه الدَّار إِلَّا بِحَسب مَا يَقْتَضِيهِ الْحَال فَإِنَّهُ بتعظيمه يطَأ غَيره ثمَّ يتمرد على معظمه فيطؤه كَذَلِك وَتَكون إساءته عَلَيْهِ أَكثر وعَلى الْخُصُوص من لفظته الْقرى وَألف النوال والقرى وَقد اتّفق لي شَيْء من ذَلِك فَكتب إِلَى بعض أَصْحَابِي من
1 / 43