242

खुलासत अथार

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

प्रकाशक

دار صادر

प्रकाशक स्थान

بيروت

صَاحب التَّرْجَمَة فسافر إِلَى الرّوم مرّة ثَالِثَة وقررها وَعَاد على أحسن حَال وَكَانَ لَهُ فضل حسن محاضرة واطلاع على التواريخ وَالْأَخْبَار وَكَانَت وِلَادَته فِي سنة ثَمَان أَو تسع بعد الْألف وَتُوفِّي بِدِمَشْق قبيل الْغُرُوب من لَيْلَة الْجُمُعَة آخر شهر ربيع الثَّانِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَألف وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير والسهراني بِضَم السِّين وَسُكُون الْهَاء وَبعدهَا رَاء وَألف وَنون نِسْبَة إِلَى بَلْدَة مَعْرُوفَة بِبِلَاد الأكراد وَالله أعلم
الشَّيْخ أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد البسكري بِضَم الْمُوَحدَة وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة الصُّوفِي رحْلَة الْهِنْد فِي زَمَانه ذكره الشلي وَأثْنى عَلَيْهِ ثَنَاء جميلا ثمَّ قَالَ أَخذ عَن وَالِده وَعَن الشَّيْخ عبد الْقَادِر بن شيخ العيدروس وَغَيرهمَا وَكَانَ لطيف الذَّات كَامِل الصِّفَات وَكَانَ أَكثر همه الاستعداد ليَوْم الْمعَاد قَالَ فِي النُّور السافر وَكَانَ صاحبنا أَحْمد الْمَذْكُور من أهل الْعلم وَالصَّلَاح مُتبعا للْكتاب وَالسّنة سالكا على نهج السّلف الصَّالح متصفا بالعفاف قانعا بالكفاف وَلَا يرى فِي أَكثر الْأَوْقَات إِلَّا مَشْغُولًا بمطالعة أَو كِتَابَة مظْهرا للجمالة لَهُ جملَة مصنفات وَكَانَ كف بَصَره قبل وَفَاته بِقَلِيل وَلِلنَّاسِ فِيهِ مدائح فَمن ذَلِك مَا قَالَه أديب الزَّمَان الشَّيْخ عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد الزبير فِيهِ من قصيدة
(أعنى بِهِ أَحْمد الْمُخْتَار سيرته ... خلقا وخلقا سواهُ لَا يُسَاوِيه)
(شهَاب نجل عَليّ البسكري بَلَدا ... الْمَالِكِي مذهبا من ذَا يضاهيه)
(قد خصّه بجميل الْفضل خالقه ... بسرطي معَان فِي معاليه)
(لَهُ بديع بَيَان فِي الْخطاب يرى ... وَغير لفظ وَقد جلت مَعَانِيه)
(أخباره قد أَتَت فِي الْحَال تخبر عَن ... أَبْيَات أفكاره الْمَخْصُوص من فِيهِ)
(حَدِيثه الْحسن العالي رِوَايَته ... أعلت لسامعه شَأْنًا وَرَاوِيه)
وَكَانَت وَفَاته لَيْلَة السبت الثَّالِث وَالْعِشْرين من شهر ربيع الثَّانِي سنة تسع بعد الْألف بِمَدِينَة أَحْمد آباد وَدفن بهَا رَحمَه الله تَعَالَى
الشَّيْخ أَحْمد بن عَليّ بن عبد القدوس بن مُحَمَّد أَبُو الْمَوَاهِب الْمَعْرُوف بالشناوي الْمصْرِيّ ثمَّ الْمدنِي الاستاذ الْكَامِل المكمل الباهر الطَّرِيقَة ترجمان لِسَان الْقدَم كَانَ آيَة الله الباهرة فِي جَمِيع المعارف وَقد أَعلَى الله تَعَالَى مِقْدَاره وَنشر ذكره وَله بالحرمين الشُّهْرَة الطنانة أَخذ بِمصْر عَن الشَّمْس الرَّمْلِيّ والقطب مُحَمَّد بن أبي الْحسن الْبكْرِيّ والنور الزيَادي وبالمدينة عَن السَّيِّد صبغة الله بن روح الله السندي

1 / 243