खुलासत अथार
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
प्रकाशक
دار صادر
प्रकाशक स्थान
بيروت
وَمثله لِلشِّهَابِ بن تمراس
(أَقُول لمسواك الحبيب لَك الهنا ... برشف فَم مَا ناله ثغر عاشق)
(فَقَالَ وَفِي أحشائه حرق النَّوَى ... مقَالَة صب للديار مفارق)
(تذكرت أوطاني فقلبي كَمَا ترى ... أعلله بَين العذيب وبارق)
وَله أَيْضا
(سَأَلتك يَا عود الأراكة أَن تعد ... إِلَى ثغر من أَهْوى فَقبله مشفقا)
(ورد من ثناياه العذيب فمنهلا ... تسلسل مَا بَين الأبيرق والنقا)
وَقَوله
(أسر النَّاس باللحاظ حبيب ... كل مضني بسجنه مَحْبُوس)
(فَكَانَ الْقُلُوب منا حَدِيد ... وعيون الحبيب مغناطيس)
وَيقرب مِنْهُ قَول بَعضهم
(مغنطيس الْخَال فِي خَدّه ... يجذب بِالسحرِ حَدِيد الْعُيُون)
وَمِنْه
(نصب الْحمام لقوتي شرك الردى ... فِي غرَّة وأنابه لَا أعلم)
(فطفقت ألقط حَبَّة الأمل الَّذِي ... راودته والشيب منى يبسم)
فِيهِ شمة من قَول أبي تَمام
(وَلَا يروعك إيماض المشيب بِهِ ... فَإِن ذَاك ابتسام الرَّأْي وَالْأَدب)
وَمِنْه فِيمَن دق على يدبه بالزرقة
(الْبَدْر حِين حكى ضِيَاء جَبينه ... فاحمر من غضب على هفواته)
(شفق وَمن جِهَة الْيَمين سماؤه ... فأرتك زرقتها على حَافَّاته)
وَأنْشد لَهُ الخفاجي قَوْله
(بورد الخدر ريحَان مُحِيط ... وتركي حبه لَا أَسْتَطِيع)
(وَقلت النَّفس خضرًا يَا عذولي ... كَمَا قد قيل والزمن الرّبيع)
قَالَ وَهَذَا مثل عَامي يَقُولُونَ النَّفس خضراء تشْتَهي كل شَيْء وَقَوْلهمْ تشْتَهي إِلَى آخِره جملَة مفسرة لخضراء وَكَانَ أَصله مَا ورد فِي الحَدِيث أَن أَرْوَاح الشُّهَدَاء فِي أَجْوَاف طيور خضر ترتع فِي الْجنَّة انْتهى والأصوب أَن يُقَال أَن أَصله ثَلَاثَة تذْهب عَنْك الْحزن المَاء والخضرة وَالْوَجْه الْحسن وَمعنى أَن النَّفس خضراء أَي تميل إِلَى الخضرة بالطبع وَمن لطائفه فِي حق رجل يدعى منصورا رذيل الْمَرْء مَا نَهَضَ بِهِ حَظه الْحر مقهور والعلق مَنْصُور وَذكره الْحسن البوريني فِي تَارِيخه وَأثْنى عَلَيْهِ وَذكر أَنه اجْتمع بِهِ فِي مُنْصَرفه إِلَى حلب فِي سنة سبع عشرَة بعد الْألف
1 / 150