خطب مختارة
خطب مختارة
प्रकाशक
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
संस्करण संख्या
الثالثة
प्रकाशन वर्ष
١٤٢٣هـ
प्रकाशक स्थान
المملكة العربية السعودية
शैलियों
أما بعد:
فإنَّ عبادة الله وحده هي غاية خلق الإنسان وحكمته: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: ٥٦] وما أنزل الله الكتب وابتعث الرسل إلا لتحقيق هذه الغاية: ﴿إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ﴾ [فصلت: ١٤]
والصلاة هي آكد أنواع العبادة بعد كلمة التوحيد وأعظمها وأهمها، ولأجل ذلك اقترنت الصلاة بالتوحيد الذي هو أساسها، والتي هي تطبيق له وتصديق: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: ٥]
وقال جل ثناؤه: ﴿إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى - وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى - إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ [طه: ١٢ - ١٤]
والأصل- في الصلاة - أن تؤدى في المساجد، ولأجل ذلك بُنيت المساجد في المجتمع المسلم.
إنَّ الوظيفة الأولى للمسجد هي: إقام الصلاة ومن هنا بدأ الرسول ﷺ ببناء المسجد: مَقْدَمه من مكة، ومن هنا- كذلك- عظمت مكانة المسجد في الإسلام: ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ [التوبة: ١٠٨] وقال تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ - رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾ [النور: ٣٦ - ٣٧]
1 / 4