खिज़ानत तवारीख़ नजदीया
शैलियों
صاحب يوم خزاز حين أنف من تولى تبابعة اليمن عليهم وأخذ الضريب منهم انتصب لبني معد وقتل رسول التبابعة ، وجمع حطبا كثيرا على الجبل المسمى خزازا ، وواعد قبائل العرب من ربيعة ومضر ، أنه إذا أوقد فيه أقبلوا إليه وحصنوا به ، لأنه عرف أن القحطانيين سائرون إليه لا محالة فاجتمعت عليه العرب ثم جرت الوقعة المشهورة التي كسر الله فيها أهل اليمن ، وهلك منهم خلائق قتلا وأسرا ، ولم يكن لهم بعدها يد على بني معد ، ثم أنه تجبر بعد هذا وعظم صيته وصار يحمي الحمى من المراعي ، فلا يقربه أحد ، فحمى في بعض منازله فانفلتت منه ناقة لجارة لجساس يتيمة ، ووطئت بيض قنبرة قد باضت في الحمى ، فقام إليها ورماها بالنشاب فشك ضرعها ، فعادت إلى صاحبتها يجري دمها ولبنها ، فجزعت المرأة ، وصاحت وندبت جساسا بأبيات تشكو فيها ضيم كليب ، فقال : غدا يعقر جملا خيرا من ناقتك مضمرا قتل كليب ، فلما برز كليب للبراز تبعه جساس ، وصاحبه عمرو ، وطعنه وثارت الحرب بين تغلب وبكر ، وجرت بينهم وقائع عظيمة مدة سنين ، وانتدب لبني تغلب مهلهل أخو كليب وترأس فيهم بعد أخيه ولم يزالوا حتى فني من الطائفتين خلائق ، ثم اصطلحوا لما ملوا من الحرب وفنوا فارتحل مهلهل وجلا إلى اليمن ونزل على جنب من قحطان إلى أن مات هناك.
وهذه الحرب تسمى حرب البسوس. والبسوس هي المرأة اليتيمة صاحبة الناقة ، وسبب ارتحاله خذلان قومه بني تغلب له لما ملوا الحرب ، وغلبتهم بنو بكر ، فاضطروا إلى مصالحتهم كرها عليه فنجا بنفسه ، وكان معه ابنته عبيدة ، فخطبها أحد رؤساء جنب ، فامتنع لأنه لم يرهم كفؤا للمصاهرة ، فاضطروه إلى تزويجها كرها فعند ذلك يقول :
पृष्ठ 88