وسار ابنه طغرل ، وابن ابنه عثمان بن طغرل ، حتى قدموا على سلطان بلاد الروم علاء الدين السلجوقي ، المنسوب إلى الترك ، فأكرمهم وأذن لهم في جهاد الكفار ، ثم توفي طغرل سنة 689 ه.
وكان أجل أولاده عثمان ، فأسند السلطان أموره إليه لما رأى نجدته وشجاعته وجده في جهاد الكفار ، وأكرمه وبعث إليه بالراية السلطانية ، فلم يزل يتداولها بنوه إلى أن وصلت إلى سلطان الوقت محمود بن مصطفى الموجود حال التأريخ سنة 1254 ه. ومحمود بن عبد الحميد ، تمام ثلاثين سلطانا أولهم عثمان.
وأما سام بن نوح ، فهو أبو العرب ، والروم ، وبني إسرائيل ، وفارس. وأغلب أوطانهم ومنازلهم جزيرة العرب ، وهي على ما ذكر في القاموس : ما أحاط بحر الهند ، وبحر الشام ، ثم دجلة والفرات. أو : ما بين عدن أبين إلى ظاهر الشام طولا ، ومن جدة إلى ريف العراق عرضا.
وحددها السيوطي في قلائده ، فقال : اعلم أن مساكن العرب في ابتداء الأمر كانت بجزيرة العرب الواقعة بين أوساط المعمور ، وأعدل أماكنه ، وأفضل بقاعه حيث الكعبة الحرام ، وتربة أشرف الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
وهذه الجزيرة متسعة الأرجاء ، يحيط بها من الغرب : بعض بادية الشام حيث البلقاء إلى أيلة ، ثم إلى القلزم الآخذ من أيلة حيث العقبة الموجودة بطريق حجاج مصر ، إلى الحجاز ، إلى أطراف اليمن حيث حلى ، وزبيد ، وما داناهما.
ومن جهة الجنوب : بحر الهند المتصل به بحر القلزم من جهة
पृष्ठ 32