أنا ابن جلا وطلاع الثنايا
متى أضع العمامة تعرفوني
أما والله إني لأحتمل الشر بحمله، وأحذوه بنعله، وأجزيه بمثله، وإني أرى رءوسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها، وإني لأنظر إلى الدماء ترقرق بين العمائم واللحى قد شمرت عن ساقها فشمر، ثم قال:
هذا أوان الشد فاشتدي زيم
قد لفها الليل بسواق حطم
ليس براعي إبل ولا غنم
ولا بجزار على ظهر وضم
إني والله يا أهل العراق والشقاق والنفاق ومساوئ الأخلاق ما أغمز تغماز التين، ولا يقعقع لي بالشنان، ولقد فررت عن ذكاء، وفتشت عن تجربة، وجريت من الغاية. إن أمير المؤمنين نثر كنانته، ثم عجم عيدانها فوجدني أمرها عودا، وأصلبها عمودا فوجهني إليكم، فإنكم طالما أوضعتم في الفتن واضطجعتم في مراقد الضلال وسننتم سنن الغي، أما والله لألحونكم لحو العصا، ولأعصبنكم عصب السلمة، ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل، فإنكم لكأهل
قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون .
إني والله لا أعد إلا وفيت، ولا أهم إلا أمضيت، ولا أخلق إلا فريت، فإياي وهذه الجماعات، وقال وقيل وما تقول وفيه أنتم وذاك. أما والله لتستقيمن على طريق الحق أو لأدعن لكل رجل منكم شغلا في جسده، من وجدت بعد ثلاث من بعث المهلب سفكت دمه وأنهبت ماله.
अज्ञात पृष्ठ