نعم إنهم عذبوا وأهينوا وسجنوا، وأخيرا وجد من يعيرهم بالسجن والنفي! عابوا عليهم أن يسجنوا، عابوا عليهم أن يهانوا، وقالوا بطولة كفارغ بندق. بئست هذه الكلمة! لا معنى للبطولة إلا أن يقتحم الشخص الأخطار مع كونه عالما بأنها أخطار، ويتحملها برباطة جأش وثبات جنان كما تحملها هؤلاء الذين كانوا معي، وأشهد الله أني كنت آخرهم، فهم أبطالنا وهم أبطال الأمة، وهم الذين يجب أن ترفع لهم الأعلام وأن يشاد بذكرهم (تصفيق).
وإني أؤكد لكم أن كل ما يظهر مني من عمل صالح فهو باشتراكهم، وربما كان فيهم من هو صاحب الفكرة الصالحة لأني ضعيف بشيخوختي في وسط أولئك الشبان القديرين، فصاح صائح: «ليحيا التواضع .» فرد الرئيس قائلا: «أنا لا أعرف الكذب ولو في التواضع.» إني أقول الحق حتى لو كان فيه فخر لنفسي، إني لا أخشى في الحق لومة لائم، ولا أخشى الجرائد.
إني كنت أقرأ قبل كل الجرائد جرائد المخالفين، وأسر كل السرور بكذبها، وأحمد الله لأنهم لم يجدوا ضد إخواني حقا يعيبونهم عليه، لأنه لا أسر للنفس من أن ترى خصمها منغمسا في الكذب والرذيلة.
لقد فاتني أن أشكر الوفود، ولكن هل أنتم في حاجة إلى شكر أبديه؟ لا نبديه لكم فلسان الحال أفصح من بياني (تصفيق حاد وهتاف متواصل).
هوامش
بعض كبار خطباء العرب والإفرنج
إبراهام لنكولن.
جان جوريس.
جورج كليمنصو.
مصطفى كامل باشا.
अज्ञात पृष्ठ