खिताब व तघैयुर इज्तिमाई
الخطاب والتغير الاجتماعي
शैलियों
مثال
سوف أقدم هنا مثالا لمشروع بحثي يمكن تنفيذه حتى يرى القارئ صورا عملية لهذه القضايا؛ ولذا سوف أستخدم المثال الذي أشرت إليه في المقدمة عما شهدته الممارسة الخطابية من تغييرات مرتبطة بالتحول من نظام الإنتاج الفوردي (أي وفقا لما يسمى خط الإنتاج الذي يجعل العامل مجرد ترس في آلة) إلى الإنتاج بمنهج «ما بعد فورد» (الذي يسمح للعمال بالمشاركة في الإدارة والتخطيط). وسوف ينصب تركيزي على دراسة مقترحة لما يسمى «حلقات الجودة» (ويستند هذا المثال إلى التخطيط لإجراء مشروع مشترك يجمع بين علم الاجتماع وعلم اللغة في جامعة لانكاستر). ومن الخصائص المميزة لمنهج ما بعد فورد ازدياد الاهتمام بالتواصل فيما بين العمال، إذ بدأت تظهر أشكال جديدة للتفاعل بين العمال، والمشرفين على العمل والمديرين، مثل تشكيل «حلقات الجودة»، وهي فرق تتكون من عدد يتراوح بين خمسة وعشرة موظفين يعملون عادة معا ويعقدون لقاءات منتظمة لمناقشة طرائق رفع مستويات الجودة والإنتاج وقضايا العمل الأخرى. ومن الأسئلة التي لم تجد إلى الآن إجابة عنها بصدد حلقات الجودة سؤال يتصل بشكوك النقابات في جدواها وارتفاع معدلات فشلها، ويقول السؤال: هل تنجح حقا حلقات الجودة في إزالة الحواجز القديمة بين الموظفين ومنح العاملين المزيد من السلطة، أم إنها أداة تستخدمها الإدارة للانتفاع بالخبرة القيمة للعمال وإدماجهم في أولويات الإدارة. وما زلنا في حاجة إلى إجراء بحوث تبين لنا كيفية عمل حلقات الجودة في الواقع، أي كيف تختار المواضيع وكيف تناقش القضايا، وكيف تولد المقترحات وتقدمها إلى الإدارة، وإذا ما كان التحكم في هذه الأنشطة يقوم على المشاركة والتفاوض، أم إن الإدارة تمارسه ممارسة سافرة. ويمكن بحث هذه المسائل باستخدام منهج تحليل الخطاب. وقد يتكون الكوربوس اللازم لهذه الدراسة من تسجيلات بالفيديو لحلقات الجودة لمدة سنة تحسب من لحظة تشكيلها. وقد يركز البحث على أسلوب الدعوة إلى عقد الاجتماعات على امتداد العام، باعتباره جانبا من جوانب أوسع نطاقا لعلاقات السلطة في حلقات الجودة. ويمكن استكمال هذا الكوربوس بتسجيلات لتدريب المديرين على رئاسة حلقات الجودة أو إدارة جلساتها، وبتقديم مقترحات هذه الحلقات إلى لجان الإدارة، وبالحوار ما بين هذه الحلقات وأفراد قوة العمل من غير أعضائها. كما يمكن استكمالها أيضا من خلال المقابلات الشخصية حول حلقات الجودة مع أفراد هذه الحلقات، وكبار المديرين، وممثلي النقابات، وغيرهم من العمال. وللمحلل أن يشرك بعض أعضاء حلقات الجودة في وضع أسئلة البحث المحددة ومجال تركيزه. وسوف أضيف بعض التفاصيل الخاصة بهذا المثال عند مناقشة «النتائج». (4) النسخ
لا بد من نسخ الخطاب المنطوق، مثل الحوار، أثناء اجتماعات حلقات الجودة، بمعنى وضعه في صورة مكتوبة. والنسخ عملية صعبة وتستغرق وقتا طويلا، ووفقا لنظام النسخ المستخدم، فإن ساعة واحدة من الكلام المسجل قد يستغرق نسخها ما بين ست ساعات وعشرين ساعة أو أكثر. وتوجد نظم مختلفة للنسخ، وهي تمثل مختلف معالم الكلام، بدرجات متفاوتة من التفصيل، مثل النغمة، والنبر، والوقفات، وتغير ارتفاع الصوت وسرعة الإلقاء، وهلم جرا (أتكنسون وهريتيدج، 1984م، 9-16؛ تانين، 1989م، 202-204). ومن المحال أن يوجد نظام يبين كل شيء، والمسألة دائما تتوقف على الحكم، على ضوء طبيعة المشروع وأسئلة البحث، ومعالم الكلام التي ينبغي إثباتها، ومدى التفصيل المطلوب. والحد الأدنى من دقة النسخ يتضمن تداخل الحديث بين المتحدثين، والوقفات، ولحظات الصمت الكامل، وهو يصلح للكثير من الأغراض (وتوجد أمثلة في هذا الكتاب لنسخ مقابلات شخصية).
وربما لا نتبين بالوضوح نفسه أن النسخ يفرض بالضرورة تفسيرا معينا للكلام، ويقول أحد الأبحاث الخاصة بهذه القضية إن النسخ يعتبر «نظرية» (أوكس، 1979م). ولنتصور موقفا يتكلم فيه ثلاثة أشخاص، ويستأثر أحدهم بنسبة 80 في المائة من الكلام. وأمامنا أسلوبان لوضع هذا الكلام على الورق: الأول اعتباره «محادثة» يتحدث فيها الثلاثة بالتناوب، وإن كان أحدهم يحظى بنوبات أكثر وبوقت أطول في كل نوبة. والثاني اعتباره مونولوجا أي حديثا منفردا يقاطعه فيها المتكلمان الآخران أو يقدمان تعليقات مساندة لما يقول، وقد يتخذ نسخ ذلك صورة وضع كلام الثرثار في عمود في منتصف الصفحة، ووضع كلام الاثنين الآخرين في الهامش (انظر إديلسكي، 1981م، حيث الأمثلة من هذا النوع). وعلى غرار ذلك، إذا وجد الناس لحظات صمت في شريط التسجيل، فعليه أن يقرر أن يختار من ينسبه إليه من المتحدثين، وإذا تداخلت أقوال المشاركين، فإن عليه البت فيمن يقاطع منهما صاحبه. (5) تشفير العينات واختيارها داخل الكوربوس
من الباحثين من يفضل وضع شفرات معينة للكوربوس أو لأجزاء كبيرة منه ، لإيضاح دلالة عامة، أو ربما فضلوا تلخيص الخطاب، أو تشفيره من حيث الموضوعات الواردة فيه. وقد يلجئون إلى فحص الكوربوس كله طلبا لمعلم من نوع معين، مثل أنماط معينة من الأسئلة، أو من الصياغة، ولكن مفهوم الخطاب الذي قدمته، وصورة التحليل الذي سوف ألخصه أدناه، يتصلان اتصالا خاصا بالتحليل التفصيلي لعدد ضئيل من عينات الخطاب. ويثير هذا مشكلة اختيار العينات اللازمة للتحليل التفصيلي. والإجابة العامة تقول إنه لا بد من الدقة في اختيار العينات استنادا إلى المسح التمهيدي للكوربوس، واسترشاد الباحث بمشورة الذين يشملهم البحث إن أمكنه الحصول عليها، أو من الزملاء العاملين في مجالات العلوم الإنسانية المتصلة بمجال بحثه، حتى يتسنى له الاستفادة من نظراتهم الثاقبة في مدى إسهام الخطاب في الممارسة الاجتماعية قيد الفحص. ومن استراتيجيات الاختيار التي تتمتع بمزايا كثيرة استراتيجية التركيز على ما أسميته «المحاور» و«لحظات الأزمة» من قبل. وهذه لحظات معينة في الخطاب، يتوافر فيها ما يدل على أن الأمور لا تسير على ما يرام، إذ قد ينشأ سوء تفاهم يقتضي من المشاركين حل مشكلة من مشكلات التواصل، وقد يكون ذلك مثلا من خلال طلب تكرار ما قيل أو القيام بتكراره فعلا، أو من خلال قيام أحد المشاركين بتصحيح ما قاله مشارك آخر؛ وقد تنشأ حالة استثنائية من تعثر السيولة في إنتاج النص (مثل حالات التردد والتكرار وما إلى ذلك بسبيل) أو حالات الصمت؛ أو تغييرات مفاجئة في الأسلوب. وللمرء أن يستعين - إلى جانب الأدلة القائمة في النص وسلوك المشاركين في التفاعل - بأحكام اللجان أو أحكام المشاركين الاسترجاعية حول نقاط الصعوبة. ومن شأن لحظات التأزم المشار إليها أن تظهر بعض جوانب الممارسات التي قد تكتسب في العادة صبغة طبيعية، ومن ثم فقد يتعذر إدراكها؛ ولكنها تظهر أيضا وقوع التغيير في المسار، وتبين الطرائق الفعلية التي يتعامل بها الناس مع إشكاليات الممارسات. (6) التحليل
يتكون هذا القسم من ملخص لأنواع التحليل التي قدمتها وأوضحتها بالأمثلة في الفصول 3-7، ولكني لم ألتزم التزاما دقيقا بالنظام الذي نوقشت فيه الموضوعات في تلك الفصول، وإن كنت أتبع الانتقال العام نفسه من (1) تحليل الممارسات الخطابية (على المستوى «الكبير») بالتركيز على التناص والتداخل الخطابي بين عينات الخطاب؛ إلى (2) تحليل النصوص (إلى جانب الملامح «الدقيقة» للممارسة الخطابية)؛ إلى (3) تحليل الممارسة الاجتماعية التي يمثل الخطاب جزءا منها. ومن المحتوم أن تتداخل عمليا هذه الأبعاد الثلاثة للتحليل، فالمحللون يبدءون دائما، على سبيل المثال، بإدراك إطار عام للممارسة الاجتماعية التي تنطوي على الخطاب في باطنها، ولكن هذا المسار مفيد في تنظيم نتائج اشتباك المرء مع عينة معينة من الخطاب قبل تقديم نتائج هذا الاشتباك في شكل مكتوب أو منطوق. ولاحظ أنه يتضمن الانتقال من التفسير إلى الوصف ثم العودة إلى التفسير: من تفسير الممارسة الخطابية (أي من عمليتي إنتاج النص واستهلاكه)، إلى وصف النص، ثم إلى تفسير الممارسة والنص معا على ضوء الممارسة الاجتماعية التي تنطوي على الخطاب في باطنها. وليس من الضروري أن يتخذ المسار هذا الترتيب، إذ يستطيع المحللون أن يبدءوا بتحليل النص، أو حتى بتحليل الممارسة الاجتماعية. ويعتمد الاختيار على أغراض المحلل ونقاط تأكيده، ويبدو أن البدء بتحليل العمليات الخطابية مناسب بصفة خاصة، نظرا لاهتمامي الرئيسي هنا بالحركة والتغيير.
وكل عنوان رئيسي من عناوين الملخص الذي أورده أدناه يتلوه وصف موجز لنوع التحليل الذي يتضمنه، وبعده في معظم الحالات مجموعة من الأسئلة التي تقوم بوظيفة المؤشرات في أثناء تحليل عينات معينة من الخطاب. ولا تنس أن مسار التحليل يتضمن تناوبا مستمرا بين التركيز على خصوصية العينة الخطابية والتركيز على النمط النصي أو الأنماط النصية التي تنهل منها، وكذلك التركيز على تشكيلات أنماط النصوص التي تمثل توجها إليها. وينبغي توجيه التحليل إلى هذا وذاك معا؛ أي إن عليه أن يبين المعالم والأنساق والأبنية التي تمثل بدقة أنماطا معينة من الخطاب، واتجاهات إعادة البناء في نظم الخطاب، وطرائق استعمال هذه الموارد التقليدية التي تختص بها هذه العينة. ولاحظ، عند إجراء أي تحليل، أن بعض الفئات قد تكون ذات صلة أوثق، وفائدة أكبر من غيرها، ومن المحتمل أن يريد المحللون التركيز على عدد ضئيل منها. (7) الممارسة الخطابية
كل بعد من الأبعاد الثلاثة للممارسة الخطابية ممثل أدناه. ف «التداخل الخطابي» و«التناص السافر» يركزان على إنتاج النص، وتركز «سلاسل التناص» على توزيع النصوص، ويركز «ترابط المعنى» على استهلاك النصوص (انظر الفصل الرابع حيث المناقشة التفصيلية). وقد أضفت «أحوال الممارسة الخطابية» حتى أدرج الجوانب الاجتماعية والمؤسسية التي أشرت إليها إشارة مختصرة في الفصل الثالث.
التداخل الخطابي (انظر الفصل الخامس عاليه): الهدف تحديد أنماط الخطاب المستفاد منها في عينة الخطاب قيد التحليل وكيفية هذه الاستفادة. لا تتردد في استخدام المصطلح العام، أي «نمط الخطاب» إذا لم يتضح لك أن ما تحلله نوع أو نمط نشاط أو أسلوب أو خطاب. والطريق الوحيد لتبرير تفسير من التفسيرات هو تحليل النص وإثبات أن تفسيرك يتفق مع معالم النص وأكثر اتفاقا معه من تفسيرات أخرى، وقد سبقت الإشارة إلى أنواع أخرى من الأدلة تحت عنوان «استكمال الكوربوس».
هل توجد طريقة واضحة لوصف الخصيصة الشاملة للعينة (من حيث النوع)؟ (إذا كانت موجودة فماذا تدل عليه من حيث كيفية إنتاج العينة وتوزيعها واستهلاكها؟)
अज्ञात पृष्ठ