Disagreement of the Nation in Worship and the Doctrine of Ahl al-Sunnah wa'l-Jama'ah
خلاف الأمة في العبادات ومذهب أهل السنة والجماعة
संपादक
عثمان جمعة خيرية
प्रकाशक
دار الفاروق
प्रकाशन वर्ष
1410 अ.ह.
प्रकाशक स्थान
الطائف
الوجه الثاني : أن دين الأمة يُوجِب عليهم تبليغَ الدين وإظهارَه وبيانه، ويحرِّم عليهم كتمانه(١)، ويوجب عليهم الصدق، ويحرِّمُ عليهم الكذب، فتواطؤهم على كتمان ما يجب بيانه كتواطئهم على الكذب، وكلاهما من أقبح الأمور التي تَحْرُمُ في دين الأمة؛ وذلك باعث موجب الصدق والبيان.
الثالث : أنه قد علم مِنْ عَدْلٍ سلف الأمة ودينها وعظيم رغبتها في تبليغ الدين وإظهاره، وعظيم مجانبتها للكذب على الرسول ﷺ: ما(٢) يوجب أعظم العلوم الضرورية(٣): بأنهم لم يكذبوا فيما نقلوه عنه، ولا كتموا ما أمرهم بتبليغه وهذه العادةُ الحاجيَّة الخاصةُ الدينية لهم غيرُ العادةِ العامة المشترکة بین جنس البشر(٤).
الرابع : أن العلماء الخاصة يعلمون من نصوص رسول الله ﷺ الموجبة عليهم التبليغ، ومن تعظيمهم لأمر الله ورسوله، ومن دين آحادهم: مثل الخلفاء، ومثل ابن مسعود، وأبيّ، ومعاذ، وأبى الدرداء - إلى ابن عمر، وابن عباسٍ ،
(١) كقوله تعالى: ﴿يا أيها الرسول بلَّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلَّغتَ رسالته﴾ (سورة المائدة ٦٧)، وقوله: ﴿وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتُبيِّنُنَّه للناس ولا تكتمونه﴾ (سورة آل عمران ١٨٧) وقوله ﷺ في الحديث الصحيح: ((بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء: (٦/٤٩٦) والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة ومشهورة.
(٢) ((ما)) اسم موصول نائب فاعل للفعل ((عُلِمَ)).
(٣) العلم الضروري: هو ما يحصل في نفس الانسان بإحداث الله تعالى، من غير أن يكون للعبد فيه كسب أو اختيار، ولا يحتاج تقديم مقدمة لتحصيله، فهو لا يتوقف على الاستدلال، كعلم الانسان بوجود نفسه، وأن الجزء أعظم من الكل. انظر بالتفصيل: ((عالم الغيب والشهادة في التصور الإسلامي)) تأليف: عثمان جمعة ضميرية، ص(٢٩-٣١) مع التعليق والمراجع فيه.
(٤) الحاجيات: ما يفتقر إليها من حيث التوسعة ورفع الضيق المؤدي في الغالب إلى الحرج والمشقة اللاحقة بفوت المطلوب، فإذا لم تُرَاعَ دخل على المكلفين - على الجملة - الحرج والمشقة، ولكنه لا يبلغ مبلغ الفساد العادي المتوقع في المصالح العامة الضرورية. وهي جارية في العبادات والعادات والمعاملات والجنايات. والكلام في الحاجيات العادية الخاصة بالمسلمين في تبليغ الدين وإظهاره وليس متعلقاً بالحاجات العامة المشتركة كما أشار شيخ الإسلام في كلامه. وانظر: ((الموافقات)) للشاطبي: (١٠/٢-١٢).
42