وشربنا بهِ الحياةَ مدامًا ... تطلعُ الشمسَ في الكؤوس غروبا
فكأنَّ الظلامَ فيه نهارٌ ... لسناها يسرُّ فينا القلوبا
لست أنسى ما كانَ فيه ولا أج؟ ...؟علُ مدحي إلا لدير صليبا
وله في غير ذلك من الأشعار.
١٤١ دير طمويه: أضيف هذا الدير إلى قرية طمويه وهي على النيل، بمصر، بإزاء موضع يقال له حلوان والدير راكب على النيل، وقد أحدقت به الأشجار والكروم والنخيل.
وهو دير نزه عامر آهل، من منتزهات مصر المذكورة ومواضع لهوها المشهورة.
قال فيه محمد بن عاصم المصري:
أقصرا عن ملاميَ اليومَ إنّي ... غيرُ ذي سلوةٍ ولا إقصار
فسقى الله ديرَ طمويه غيثًا ... بغوادٍ موصولةٍ بسواري
وله فيه أيضًا:
عرّجْ بجميّزة العرجا مطياتي ... بسفح حلوانَ، والممْ بالتّوتيات
وأشربْ بطمويهَ من صهباءَ صافية ... تزري بخمر قرى هيتٍ وعانات
على رياضٍ من النّوار زاهرةٍ ... تجري الجداولُ منها بينَ جن؟ّات
كأنّ نبتَ الشّقيقِ العصفريِّ بها ... كاسات خمرٍ بدتْ في إثرِ كاسات
كأن نرجسهما من حسنه حدقٌ ... في خفية بتناجي بالإشارات
كأنما النيلُ، إن مرَّ النسيمُ به ... مستلئمٌ في دروعٍ سابريّاتِ
منازلًا كنتُ أغشاها وأطرقها ... وكنَّ قدمًا مواخيري وحاناتي
إذْ لا أزال ملمًّا بالصبوحِ على ... ضربِ النواقيسِ صبًّا في الديارات
١٤٢ دير الطواويس: جمع طاووس، ذلك الطير الجميل المنمق الألوان.
وهو بسامرا، متصل بكرخ جدان، مشرف على بطن واد بالمبنى، عند حدود آخر كرخ جدان.
وهو دير قديم، كان [منظرة] لذي القرنين ويقال: كان لبعض الأكاسرة، فاتخذه نصارى العراق ديرًا في أيام الفرس.
وحوله مزارع تتصل بالدور المعروفة هناك بدور عربايا.
١٤٣ دير الطور: الطور في الأصل: كل جبل مشرف ذي شجر، والطور.
جبل مستدير، واسع الأسفل، مستدير الرأس، لا يتعلق بشيء من الجبال، وليس له إلا طريق واحد وهو المراد هنا.
يقع دير الطور بين طبرية، واللجون، وبينهما أربعة فراسخ، على رأسه بيعة واسعة، محكمة البناء، موثقة الأرجاء.
وهذا الدير مشرف على الغور، ومرج اللجون، وفيه عين ماء غزيرة. وهو في رأس القلة، مبني بالحجر، وحوله كروم تعصر، وشراب، كثير. وعرف هذا الدير بدير التجلي، أيضًا، لأن المسيح ﵇ " على زعم النصارى تجلى فيه لتلامذته، بعد أن رفع، حتى أراهم نفسه وعرفوه.
والناس يقصدونه من كل موضع، فيقيمون به، ويشربون فيه، فموضعه حسن الطيب، ويشرف على طبرية والبحيرة وما والاها، وعلى اللجون. وفيه يقول مهلهل بن يموت بن المزرع:
نهضتُ إلى الطٌّورِ في فتيةِ ... سراعِ النُّهوضِ إلى ما أحبْ
كهمِّكَ من فتيةٍ ضيّعوا ... تلادهمُ في سبيلِ الطّربْ
كرامِ الجدودِ، حسانِ الوجوهِ ... كهولِ العقولِ، شبابِ اللّعبْ
فأيُّ زمانٍ بهمْ لمْ يسرَّ؟ ... وأيُّ مكانٍ بهمْ لم يطبْ؟
أنحتُ الركابَ لدى ديرهِ ... وقضّيتُ من حقّهِ ما وجبْ
وأنزلتهمْ وسطَ أعنابهِ ... لأسقيهمُ من عصيرِ العنبِ
فيا طيبَ ذا العيشِ لو لم يزلْ ... ويا حسنَ ذا السّعدِ لوْ لمْ يغبْ
١٤٤ دير طور زيتا: من الديرة المحيطة ببيت لحم وعلى فرسخين من شرقيها، وإلى جانبه جبل يصعد في قلته قدر ستمائة مرقاة. قيل: إن عيسى ﵇ صعد منه إلى السماء.
١٤٥ دير طور سينا: ويقال كنيسة الطور. وسينا بكسر السين، ويروى بفتحها، وهو فيها ممدود، وقال أبو إسحاق: قيل: سنا: حجارة، ومن قرأ، (سيناء) على وزن (صحراء) فإنها لا تنصرف، ومن قرأ (سيناء) فهي هنا اسم للمكان، لا ينصرف. وليس في كلام العرب (فعلاء) بالكسر والمد. والفتح في قراءته أجود في النحو، لأنه بني على (فعلاء)، والكسر رديءٌ، لخلو أبنية العرب من ٠فعلاء) .
قال أبو علي: إنما لم يصرف، لأنه جعل اسمًا للبقعة.
1 / 40