٨٩ دير الخصيب: بفتح الخاء المعجمة، وكسر الصاد المهملة، وبالباء الموحدة: حصن قديم، قرب بابل، عند بزيقيا، من أعمال الكوفة.
٩٠ دير الخل: مضاف إلى لفظ الخل الحامض الذي يؤتدم به: دير سمي باسم موضع قرب وادي اليرموك، نزله عساكر المشركين يوم وقعة اليرموك.
٩١ دير خناصرة: بضم الخاء المعجمة، ونون وألف، ثم صاد مهملة مكسورة، وراء مهملة مفتوحة، وهاء.
وهذا الدير منسوب إلى بلد في قلبي حلب، يسمى خناصرة. وجدته في شعر حاجب بن ذبيان المازني، من مازن بن تميم، من عمرو بن تميم، بقوله لعبد الملك بن مروان وقد أصابهم جدب:
وما أنا يومَ دير خناصراتٍ ... بمرتدِّ الهموم، ولا مليمِ
ولكنّي ألمت لحالِ قومي ... كما ألم الجريح من الكلومِ
بكوا لعيالهمْ من جهدِ عامٍ ... خريقِ الريحِ، منجردِ الغيوم
أصابتْ وائلًا، والحيَّ قيسًا ... وحلّتْ بركها ببني تميمِ
أقاموا في منازلهمْ وسيقتْ ... إليهمْ كلُّ داهية عقيمِ
سواءٌ منْ يقيم لهم بأرضٍ ... ومن يلقى اللطاةَ من المقيم
أعنِّي منْ جداكَ على عيالٍ ... وأموالٍ نساوكُ كالهشيمِ
أصدّت لاتيسمُ لها حوارًا ... عقيلةُ كلِّ مرباعٍ رؤومِ
٩٢ دير الخنافس: قال الخالدي: هذا الدير على (قلة) جبل شامخ بغربي دجلة. وهو صغير لا يسكنه غير راهبين [فقط] . وهو دير نزه لإشرافه على أنهار نينوى والمرج، وعلوه على الضياع. وله عيد في السنة، يجتمع الناس إليه من كل موضع.
وفيه طلسم عجيب، وهو أنه في كل سنة تسود جدرانه وسقوفه من خنافس صغار كالنمل، مدة ثلاثة أيام. فإذا انقضت تلك الأيام ذهبت الخنافس، حتى لا يوجد منها واحدة البتة.
وكان رهبان هذا الدير يخرجون جميع مالهم من فرش وأثاث وطعام وسوى ذلك، إذا علموا باقتراب تلك الأيام [الثلاثة] فإذا انقضت عادوا إلى حالهم الأولى. وهذا من الأمور العجيبة التي لم أر منكرًا لها في تلك الديار.
قال الخالدي: لا أعرف في هذا الدير شعرًا إلا ما نسب إلى بعض بني (عروة) الشيباني، قال في رثاء أخ له مات فيه فدفن قريبًا منه:
بقربكَ يا ديرَ الخنافس حفرةٌ ... بها ماجدٌ، رحبُ الذراعِ كريمُ
طوتْ منه همّامَ بن مرَّةَ في الربى ... هلالٌ ينيرُ الليلَ، وهو بهيمُ
سقاكَ من الوسميِّ غيثٌ سكوبه ... أجشُ من الغرِّ العذاب هزيمُ
فيا ديرُ! قلبي في ثراك حبيبه ... وإني غادٍ عنك، وهو مقيم
٩٣ دير خندف: بكسر الخاء المعجمة، وتسكين النون، وبكسر الدال المهملة، وفي آخره فاء.
في نواحي خوزستان. وخندف هي ليلى بنت حلوان بن عمران بن إلحاف بن قضاعة، وهي أم عمرو، وهو مدركة، وعامر وهو طابخة، وعمير وهو قمعة.
وقد ولدتهم لإلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان قاله ابن الكلبي والخندف والخندفة ضرب من المشي.
٩٤ دير الخوات: وقيل: دير الأخوات، جمع أخت قال الشابشي: هو بعكبرا. وأكثر أهله نساء، ولعله دير العذارى أو أنه غيره.
وهو في وسط البساتين والمزارع، نزه جدًا، وله عيد يوافق الأحد الأول من الصوم، وبه يجتمع النصارى.
وفي عيد الصوم ليلة تسمى ليلة الماشوش، وفيها اختلاط الرجال بالنساء، والأيدي لا ترد عن شيء فيهن أبدًا.
وفيه يقول أبو عثمان الناجم:
آحِ قلبي من الصبابةِ آحِ ... من جوارٍ مزيّناتٍ ملاحِ
أهلْ ديرِ الخوات! باللهِ قولوا ... هل على مدنفٍ قضى من جناح؟
وفتاةٍ، كأنّها غصنُ بانٍ ... ذاتِ وجهٍ كمثلِ نورِ الصباحِ
٩٥ دير درتا: بضم أوله، وسكون ثانيه، وتاء مثناه من فوق.
و(درتا): موضع بقرب بغداد، والدير إلى الغرب منها، يحاذي باب الشماسية، على دجلة، حسن العمارة، كثر الرهبان، له هيكل في نهاية العلو. وتجتمع الشعراء على حانة عظيمة فيه. قال بعض الشعراء:
ألا هلْ إلى أكنافِ درتا وسكرةٍ ... بحانة درتا من سبيل لنازح؟
وهل يلهينّي [بالمعرّج] فتيةً؟ ... نشاوى على عجمِ المثاني الفصائح
فأفضح من سرِّ النفوسِ كوامنًا ... وأمزج كأمي بالدموعِ السوافح
وهل أبقينْ بالجوسقِ الفرد ناظرًا ... إلى الليل: هل ذرَّ الشروقُ لصابحِ
وقال أبو الحسن البديهي فيه:
1 / 31