قد نخضب العيي في مكنون فائله
وقد يشيط على أزماحنا البطل
قال : وذاك أن الفارس الحاذق يطعن الطريدة فيتعمد الطعن في الخربة ، لأنه ليس دون الجوف عظم ، ولذلك فخر به الأعشى ، يريد : نحن بصراء بموضع الطعن، والفائل في تلك الخربة ، ومكنون الفائل : دمه .
وكل ما استقبلك من الفخذين إذا استدبرت لدابة فهما الحاذان ، ثم النسا يخرج من الورك فيستبطن الفخذين ثم يمر بالعرقوب حتى يبلغ الحافر .
فإذا سمنت الذابه انفلقت فخذاها بلحمتين عظيمتين ، وجرى النسا بينهما واستبان .
وإذا هزلت الدابة اضطربت الفخذان وماجت الربلتان جميعا وخفي النسا ، فإنما يقال : منشق النسا ، يريد: منشق موضع النسا، وقال أبو دؤيب :
متفلق أنساؤها عن قاني
كالقرط صاو غبره لا يزضع
ومثل ذلك : إنه لشديد الأخدع ، يريد : شديد موضع الأخدع .
ومثل ذلك : إنه لشديد الأبهر ، يريد : شديد موضع الأبهر .
ويقال للفرس : إنه لشديد النسا ، يريد بذلك النسا نفسه ، لأن النسا إذا كان قصيرا كان أشد للرجل ، وإذا كان طويلا استرخت الرجل .
पृष्ठ 53