مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه ثقتي
حدثنا أبو يوسف الاصبهاني. قال حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد المعروف بابن السجستاني. قال حدثنا أبو عبيد معمر ابن المثنى التميمي تيم قريش مولى لهم.
قال - لم تكن العرب في الجاهلية تصون شيئًا من أموالها ولا تكرمه صيانتها الخيل وإكرامها لها لما كان لهم فيها من العز والجمال والمتعة والقوة على عدوهم حتى أن كان الرجال من العرب ليبيت طاويا ويشبع فرسه ويؤثره على نفسه وأهله وولده فيسقيه المحض ويشربون الماء القراح ويعير بعضهم بعضا باذالة الخيل وهزالها وسوء صيانتها ويذكرون ذلك في أشعارهم. قال عنترة.
أَبنيَ زبِيبة ما لِمُهركُم ... مُتَهَوشًا وبطونُكم عُجرُ.
ولكم بايثاء الوليد عَلى ... إثر الحَمير بشدة خُبر
إذ لا تزال لكم مُغَرغِرة ... تَغلى وأعلى لونها صَهرُ.
وقال احمر بن هُنئي الليثي
تُسَوى بأم الحي في كل شتوةٍ ... ونُلبسها من دون من يتنَصح
يعني فرسه - ونال لبيد بن ربيعة.
معاقِلُنا التي تأِوي إليها ... بنات الاعَوَجِية والسيوفُ.
وقال عمر بن مالك
وسابح كعُقاب الدَجن أُجمله ... دون العيال له الايثار واللطَف.
وقال المرار بن سعيد الفقصى
على نهد المرا كل بات يدنى ... يُصَلُ ورُبه طاوٍ هَضِيم.
وقال سلمة بن هبيرة الضبي - يذكر فرسه.
نُوَليها الصريَحِ إذا شتونا ... على عِلاتها ونهر السَمارا.
رجاء أن تؤديَه إلينا ... من الأعداء غصبا واقتسارا.
قال أبو عبيدة فلم تزل العرب على ذلك من تثمير الخيل والرغبة في اتخاذها وصيانتها والصبر على مقاساة مؤنتها مع جدوبة بلادهم وشدة حالهم في معيشتهم لما كان لهم فيها من العز والمنعة والجمال. حتى جاء الله به بالإسلام فأمر نبيه ﵌ باتخاذها وارتباطها لجهاد عدوه، قال الله ﵎ وأعدو لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم (فتأخذها رسول الله ﵌ وحض المسلمين على ارتباطهم فكان رسول الله صلى عليه وآله وسلم من ارغب الناس فيها وأصونهم لها وأشدهم إكراما لها وحبا وعجبا بها حتى أن كان ليتسار بصهيل الخيل يسمعه ويسبق بينها ويعطي على ذلك السبق ويمسح وجه فرسه بثوبه حتى جاءت عنه بذلك لأثار ورواه الثقاة من أهل العلم والصدق واسهم للفرس سهمين وللرجال سمهما واحدًا من المغانم.
حدثنا أبو حاتم قال. حدثنا أبو عبيدة. قال حدثنا وكيع ابن الجراح وعبد الله بن مسلمة قال حدثنا زكريا عن الشعبي عن عروة البارقي قال سمعت رسول الله ﵌ يقول - الخيل معقودة في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم.
حدثنا أبو حاتم. قال حدثنا آبو عبيدة قال حدثنا عبد الله بن مسلمة عن يحيى بن سعيد عن شيخ من الأنصار آن رسول الله ﵌ مسح بطرف ردائه وجه فرسه أنى عوتبت الليلة في أذالة الخيل.
حدثنا أبو حاتم قال حدثنا أبو عبيدة قال حدثنا أبو جعفر المدني عن عبد الله بن دينار قال مسح رسول الله ﵌ وجه فرسه بثوب وقال أن جبريل بات يعتابني الليلة في اذالة الخيل.
حدثنا حاتم قال حدثنا أبو عبيدة قال حدثني أبو عبيدة الله أمية الازدي قال حدثنا أبو هلال عن قتادة عن معقل بن يسار قال ما كان شئ احب إلى رسول الله صلى عليه وآله وسلم من الخيل ثم قال الهم غفرا إلا النساء.
حدثنا أبو حاتم حدثنا أبو عبيدة قال حدثني أمية قال حدثنا عبد الله بن عمر بن نافع عم ابن عمر أن رسول الله ﵌ سبق بين الخيل وأعطى السبق أمر بها أن تضمر وجعل غاية الربع والجذاع من الغابة وأجرى الضمر من الحفياء وجعل الغاية المصلى.
حدثنا أبو حاتم حدثنا أبو عبيدة قال حدثني أمية قال حدثني عبد الله بن عمر عن نافع أن ابن عمر جمح به فرسه حتى أقحم به مسجد بني زريق وكان ابن عمر فيمن أجزى.
حدثنا أبو حاتم قال حدثنا أبو عبيدة قال حدثني عمر بن عمران السدوسي قال حدثني طلحة بن عمرو عن عطاء قال رسول الله صلى الله عليه آله وسلم. الغنم بركة موضوعة والإبل جمال لأهلها والخير معقودة في نواصي الخيل إلى اليوم القيامة.
1 / 1
حدثنا أبو حاتم قال حدثنا أبو عبيدة عن أبو سفيان بن عيينة عن الاحوص بن حكيم عن راشد بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال قلد والخيل ولا تقلدوها الأوتار.
حدثنا أبو حاتم قال حدثنا أبو عبيدة قال حدثني عبد الوهاب الثقفي عن يحيى عن سعيد بن المسيب انه قال - ليس برهان الخيل باس إذا ادخلوا فيها محللا ليس دونها أن سبق اخذ السبق وان سبق لم يكن عليه شيء.
حدثنا أبو حاتم قال حدثنا أبو عبيدة قال حدثني يحيى بن عبد الرزاق الضبى قال سمعت ابن شبرمة قال حدثني الشعبي في حديث رفعة انه قال - التمسوا الحوائج على الفرس الكميت الآثم المحجل الثلاث المطلق اليد اليمنى.
حدثنا أبو حاتم قال أبو عبيدة قال حدثني عمر بن عمران قال حدثنا طلحة بن عمرو وعن عطاء قال رسول الله ﵌ أن خير الخيل الٌحٌّو.
حدثنا أبو حاتم قال حدثنا أبو عبيدة قال عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول انه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن جزاء إذ ناب الخيل.
وأعرافها ونواصيها وقال - أما أذنابها فمذابها وأما أعرافها فادفاؤها فأما نواصيها ففيها الخير.
حدثنا أبو حاتم قال حدثنا أبو عبيدة قال حدثني عمر بن عمران السدوسي قال حدثنا قرطبة عبد الرحمن بن زياد ابن انعم عن زياد بن مسلم الغفاري أن رسول الله صلى عليه وسلم وآله وسلم كان يقول - الخيل ثلاثة فمن ارتباطها في سبيل الله وجهاد عدوه كان شبعها وريها وجوعها وعطشها وجريها وعرقها وأرواثها وأبوالها أجرا في ميزانه يوم القيام ومن ارتباطها للجمال فليس له إلا ذاك ومن ارتباطها فاخرا ورياء كان مثل ما قص في الأول وزرا في ميزانه يوم القيامة.
حدثنا حاتم حدثنا أبو عبيدة قال حدثني عاصم بن سليمان قال حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن رجل من أهل الشام عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال - أصاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرس من حدس حي من اليمن فأعطاه رجلا من الأنصار) وقال (إذا أنهيت فانزل - قريبًا مني فأنا أتسار إلى صهيله ففقده ليلة فسأل عنه فقال يا رسول الله أنا خصيناه فقال مثلت به يقولها ثلاثا الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة - أعرافها ادفاؤها وأذنابها مذابها التمسوا نسلها وباهوا بصهيلها المشركين.
حدثنا أبو حاتم قال حدثنا أبو عبيدة قال حدثنا وكيع بن الجراح عن العمر عن النافع عن ابن عمر قال قسم رسول الله ﵌ خير فجعل للفرس سهمين ولفارسه سهما فكان للرجل فرسه ثلاثة اسهم.
حدثنا أبو حاتم قال حدثنا أبو عبيدة قال حدثنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن الحكم أن النبي ﵌ أسهم للفرس سهمين للفرس وللرجل سهما.
حدثنا حاتم قال حدثنا أبو عبيدة قال حدثنا وكيع عن أسامة عن مكحول أن النبي ﵌ اسهم لفرس سهمين للفرس وللرجل سهما.
حدثنا حاتم قال حدثنا أبو عبيدة قال حدثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء قالت نحرنا فرس على عهد رسول الله ﵌ فأكلنا من لحمه.
حدثنا أبو حاتم قال حدثنا أبو عبيدة قال عمر بن عمران السدوسي قال حدثنا عبد الرحمن بن زياد بن انعم بن يزيد بن أبي حبيب البصري ممن حدثه عن معاوية بن حديج انه لما افتتح مصر كان لكل قوم مراوغة يمرغون فيها خيولهم فمر معاوية بابي ذر وهو يمرغ فرسه فسلم عليه ووقف ثم قال يا أبي ذر ما هذا الفرس قال فرس لي لا أراه إلا مستجابًا قال وهل تدعوا الخيل وتجاب قال نعم ليس من ليلة إلا والفرس يدعو فيها ربه فيقول رب إنك سخرتني الابن آدم وجعلت رزقي في يده الهم فاجعلني احب إليه من أهله وولده فمنها المستجاب ولا أرى فرسي هذا إلا مستجابا.
حدثنا أبو حاتم قال حدثنا أبو عبيدة قال حدثني أبو بكر الحنفي قال حدثنا نافع بن أبي عن أبي هريرة قال قال رسول الله ﵌ لأسبق إلا في حافر أو خف أو نصل.
حدثنا أبو حاتم قال حدثنا أبو عبيدة قال حدثني أبو بكر الحنفي قال حدثنا عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال نهى رسول الله ﵌ عن خصاء الخيل والإبل والغنم قال ابن عمر فيها نشأة الخلق ولا تصلح الإناث ألا بالذكور.
1 / 2
حدثنا أبو حاتم قال حدثنا أبو عبيد قال حدثني محدث عن سعيد بن زيد عن الزبير بن خريت عن أبي لبيد قال قلت لأنس بن مالك أكان رسول الله ﵌ يراهن على الخيل - قال أي والله لقد راهن على فرس له يقال لها سبحة فهش لذلك وأعجبه.
حدثنا أبو الحاتم قال حدثنا أبو عبيدة قال حدثني محدث عن سعيد عن قتادة عن انس بن مالك قال - كان فزع في المدينة فركب رسول الله ﵌ فرسا كانت لأبي طلحة فلم رجع ﵌ لم ترى شيئا غير أنا وجدناه بحرا يعني فرسه.
حدثنا أبو حاتم قال حدثنا أبو عبيدة قال حدثنا السدوسي عن الحسن بن عمارة قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن أبي الشعثاء جابر بن زيد أن رسول الله عليه وآله وسلم) قال - (ارموا وأركبوا الخيل وان ترموا احب إلى من كل لهو لها بها المؤمن بالطل إلا ثلاث خلال رميك عن قوسك وتأديبك فرسك وملاعبتك اهلك فأن هن من الحق.
قال أبو عبيد - ومما قالت العرب في الجاهلية في اتخاذها الخيل - وصيانتها وأثرتها لما كانت لهم فيها من المكرمة والعز والجمال قول خالد بن جعفر بن كلاب يذكر فرسه وكانت تدعى حذفة.
أريغوني إراغتَكمِ فأني ... وحذٌفَة كالشجَى تحت الوريد.
أسويها بنفسي أو بَجزء ... وأُلحفها ردائي في الجليد.
أمَرت الراعييِن ليؤثرها ... لها لبين الخلية والصعود.
لعل الله يمكنني عليها ... جَهارا من زُهير أو أسيد.
قال الأسمر بن حمران وقتل أبوه وهو غلام فوثب اخوته لأبيه فاخذ والديه فأكلوها وباعوا فرس أبيهم فأكلوا ثمنها فلما شب الأسمر أدرك بثأر أبيه وتأخذ الخيل وقال يذكر فضلها.
راحوا بصائرُهم على أكتافهم ... وبصيرتي يعدو بها عَتدُ وأيَ
أما إذا استقبلتَه فكأنه ... بازٍ يكفكِف أن يطيروا قد رأى
أما إذا استد برته فترى له ... ساقا قموصَ الوقع عارية النَسا
أما استعرضته متمِطرا ... فتقول هذا مثل سِرحان الغَضا
أني رأيت الخيل عزَا ظَاهرا ... تُنجى من الغَما ويكشفن الدُجَى
يبين بالثغر المخوف طلائعًا ... وُيِبين للصُعلوك جَمة الغِنى
يخُرجن من ظلل الغبار عوابسًا ... كأصابع المقرور اقعُي فاصطلى
ولقد علمت على تجَنُبيَ الرَدى ... أن الحصون الخيلُ لا مَدَرُ القُرى
وقال مالك بن تويرة أخو بني يربوع في ذلك
جزاني دوائي ذو الخمار وصنعتي ... إذ بات أطواءً بنيَ الأصاغر
أعلُلهم عَنه ليُغبَق دونهم ... واعلم علم الضن أنُي مغاور
رأَى أنني ألا بالقليل أهوره ... ولا أَنا عنه في المواساة ظاهر
وقال أيضًا في صيانته فرسه وأثره إياه على أهله
إذا ضيَعَ الأنذال في المحل خيالهم ... فلم يركبوا حتى تهيج المصائفُ
كفاني دوائي ذا الخمار وصنعتي ... على الحين لا يقوى على الخيل عالِفُ
أعَلل أهلي عن قليل متاعهم ... وأَسقيه محض الشَول والحيُ هاتِف
وقال أيضا
داويته كال الدواء وزدته ... بذلا كما يُعطي المحبُ الموسع
فله ضريب الشَول إلا سؤره ... والجلُ فهو ملبَب لا يُخلع
وقال أحد بني عامر
بني عامر مالي أرى الخيل أصبحت ... بطانًا وبعض الخيل افضل
أهينوا لها ماُ تكرمون وباشروا ... صيانَتها والصون للخيل اجمل
متى تكرموها يكرم المرء نفسَه ... وكل امرئ من قومه حيث يَنزِل
بني عامر أن الخيول وقاية ... لأنفسكم والوقتُ وقت مؤجل
وقال حبيب ابن حاجب
وباتت تلوم على ثادِق ... ليُشرَى لقد جدَ عصيانها
إلا أن نَجواكِ في ثادق ... سواء على وإعلانها
وقالت أغثنا به أنني ... أرى الخَيل قد ثاب أثمانها
فقلت ألم تعلمي انه ... كريم المكبة مِبد أنها
كُميت أُمِرَ على زفرة ... طويل القوائم عريا نها
وقال يزيد بن خذاق العبدي
الأهل أتاها أنَّ شِكّة حازم ... لدىَّ وأنا قد صنعت الشَّموسا
فداويتها حتى شتت حبشَّية ... كأن عليها سُندسا أو سُدوسا
قصرنا عليه بالمقيظ لقاحنَا ... رباعيةً وبازلا وسديسا
1 / 3
فآضت كتيس الربلِ تنزو إذا نزت ... على ذَرِعاتٍ يغتلين خنوسا
وقال داود الأيدي
عَلِق الخيلَ حبُّ قلبي وليدًا ... وإذا ثاب عندي الإكثارُ
علقت ها بهنَّ فما يمنع مني الأعنَّةَ الإقتار
جُنَّة لي في كل يومِ رهان ... جُمّعت في رهانها الأجشار
وأنجرادي بهنَّ نحو عدوي ... وارتحالي البلادَ والتَّسيارُ
ومما قيل في الإسلام من الشعر في اتخاذ الخيل لما فيها من الأجر والقوة على العدو.
قال كعب بن مالك
ونُعِدُّ للأعداء كلَّ محصَّن ... وَردٍ ومحجول القوائم أبلَقِ
أمر المليكُ بربطها لعدوّه ... في حرب إن الله خيرُ موِفّق
فتكون غيظًا للعدو وحائطًا ... للدار أن دلَفَت خيول المرَّقِ
وقال الأنصاري قد يحمل هذا الشعر على امرئ القيس - قال أبو عبيدة لم يقله امرؤ القيس ولكنه لرجل من الأنصار.
الخيرُ ما طلعت شمسُ وما غربت ... معلّق بنواصي الخيل مطلوبُ
وقال مكحول بن عبد الله بن بني سعد بن زيد مناة بن تميم
تلوم على ربطِ الجِياد وحبسها ... ووصّى بها الله النبيَّ محمدًا
ذرني وعُدِى منِ عيالكِ شطبةّ ... عنود أو مسمولَ الجوانح أقودا
وقال صعصعة بن معاوية السعدي
ما كنت اجعل ما لي فرغَ داليةٍ ... في راس جِذع تصُبُّ الماءَ في الطين
بناتُ اعوجَ تَردى في اُعنَّتها ... خيرُ خَراجا من القِثَّاء والتين
الخيلُ من عُدَّةٍ أوصى الإلهُ بها ... ولم يُوَصِّى بغرسٍ في البساتين
كم من مدينة جّبار أطفن بها ... حتى تركنَ الأعالي كالميادينٍ
وقد تروى هذه الأبيات لحارثة بن بدر الغداني.
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه ثقتي
قال أبو عبيدة ومما يسمى الفرس - أعلى الفرس رأسه وفي رأسه أذناه - وهما قذتاه - وفي الآذنين ذباباهما وعيراهما وصماخهما - وفي الرأس ذؤابته وناصيته وعصفوره وقونسه وقذاله وفقهته وهامته وقمدوحته وخليقاؤه وفراشة وجبينه ومحياه ولطاته ووقباه ولخصتاه وحجاجاه وعيناه.
وفي عينيه حدقاتهما وإنسانهما وناظرهما وذباباهما ومآقيهما وجفونهما وحتارهما وأشفارهما.
وفي رأسه خداه ولهزمتاه وخيشومه وسمومه وقصبة أنفه ونواهقه وغرضاه ومرسنه ونخرته وخنابته وأرنبته ووترته ومنخراه وجحفلتاه وشدقاه ومستطعمه ولحياه ولهزمتاه ونكفتاه وما ضغاه وشجرة وجوزتاه وصببا لحييه ولسانه - وفي لسانه فلكته وعمرتاه سحاءه وعكدته وصرداه وأسلته وفراشته.
وفي فمه لهواته وقلته ومحارته وسحاءته وحنكه وأسنانه ومن الأسنان ثناياه ورباعياته وقوارحه وأنيابه وأضراسه وعُموره.
فأما أذناه وهما قذتاه وسامعتاه فانتصبتا على سائر خلقه وأما ذبابهما فما حد من أطراف الأذنين وأما عيراهما فمتناهما وأما صماخاهما فمدخل السمع في الدماغ من باطن.
ومن آذان الخيل مؤللة ومرهَفة ومؤسلة وكزماء ودفواء وحذواء وحجناء وخثماء وغضفاء وفركاء وسكاء وقنفاء.
فأما المؤللة فالتي انتصبت وحدت وأما الكزماء فالقيصرة وأما الدفواء فالتي تتقبل على الأخرى حتى تكاد تماس أطرافهما في انحدار قبل جبهته لا تنتصب في شدة - وأما الخذواء فالتلي استرخت من اصلها على الحدين فما فوق ذلك - وأما الخنثاء فالتي عرض رأسها ولم تطرف - وأما الغضفاء فالتي تثنى أطرفها على باطنها - وأما الفركاء فالتي فيها رخاوة وهي اشد أصلا من الخذواء - والصمعاء التي تلصق بالعذار من اصلها وهي قصيرة غير مطرفة - السكاء القصيرة التي التصقت بالخششاء - والقنفاء التي تثنى أطرافها على ظاهرها.
ومن الآذان مهو برة وزباء ووطفاء - فأما الموهبرة فالتي يحتشي جوفها وبرا وخارجها ليس فيه شعر يكتسي أطرافها وطررها وربما اكتسى أصول الشعر من أعلى لأذنين وقلما يكون إلا في رائد من الخيل والرائد الراعي والهوبرة مصدر المهوبرة.
والحصيصة التي حص عنها الشعر والوبر - والشرقاء من الآذان التي شقت من أطرافها - وأذن شفارية وهي العريضة الطويلة - وإذن مرهفة وهي التي دقت - وإذن غضنفرة وهي التي غلضت وكثر شعرها وإذن حشرة وهي الدقيقة الصغيرة - والزباء التي يكون في طررها شعر غليظ يطول حتى تلقي أطرافه - والوطفاء مثل غير ذلك انه يكون فيه وبر - وقلما ترى ازب أو اوطف الارائد.
1 / 4
وفي عينه فوق الشفر في طرة الحاجب مثل ما في أذنيه - والوطف الشعر والوبر والزبب الشعر.
وكل ما قطع من الآذان فهو جدع فإذا قطع أطراف الأذنين ما بينهما وبين أن يبلغ القطع ربع الآذان فهي قصواء فإذا جاوز القطع الربع فهي عضباء ما بقي من الأذن شئ حتى تصطلم فإذا اصتطلمت فهي صلماء وأما ناصيتها فما اقبل من الشعر سائلا على جهته.
ومن النواصي واردة وجثلة وفاشعة وسفواء وزعراء ومعراء وسعفاء وأما الواردة فالتي سبطت وطالت والجثلة الكثيرة والفاشغة التي كثرة وانتشرت حتى غطة عينيه - قال عدي بن زيد.
لهُ قصّة فغشيت حاجته ... والعين تبصر ما في الظلم
والسفواء التي قصرت وقلت وفرس أسفي والمصدر السفا مقصور قال سلامة بن جندل.
ليس بأقنى ولا أسفي ولا سغل يسقى دواء قفى السكن مربوب والزعراء التي قلت والمعراء التي ذهب شعرها حتى لم يبق منه شيء والسعفاء والتي فيها بياض على أية حالاتها كانت.
قال أمرؤ القيس.
وأركب في الروع خيفانة ... كساء وجهها سَعَف مُنتَشِر.
ومنهن شَعلاء إذا كان البياض في عرض الناصية - ومنهن حرقة وهي القصيرة مثل السفواء والمصدر الحرق وكذلك الحصاء - والمصدر الحصص.
وقَونسة ما فوق الناصية من منبتها - والعصفور اصل منبت الناصية وقَمحدوته حد القفا - وفقهته الدأية التي في مركب الرأس في العنق وقذاله - معقد العذارى خلف الناصية - وهامته دماغه - وفراشه طرائق هامته وقال بعضهم - الفراش جمع فراشة وهي عظام دقائق طرائق بعضها على بعض كالقشر.
وجبهته ما تحت أذنيه وفوق عينيه وهو جبينه - ومحياه حيث انفرق اللحم تحت الناصية في أعلى الجبهة - ولطاته وسط الجبهة ووقباه الهمزتان فوق عينه - ولخصتاه الشحمتان اللتان في جوف الوقبين - وخليقاؤه حيث ليت جبهة قصبة أنفه من مستد قها - وحجاجاه ما جيب عن موضع مقلتيه من الذي يحيط بالعينين فأذاق فهو ضمر - قال الراجز) ضمر الحاجبين هريت الشدق (.
وحاجباه - ما تشرف على قلت العينين من الحجاجين وفوق ذلك - وجوفنهما ما أطبق على مقلته من الجلد من أعلاهما وأسفلهما دون الحجاجين - وأشفاره - ما نبت على حتار العينين.
من الشعر - والحتار أطراف الجفون - ومقلتاه - العينان كلتاهما والحدقة السوداء المستدير في المقلتين - وإنسانا هما السواد في جوف الحدقة - والذباب نكيته صغيرة في إنسان العين ومنه البصر - ومآقيهما مجتمع جفون العينين من مقدومها ومن العيون نجلاء وكحلاء وشجراء ومحملقة وجاحظة وغائرة وزرقاء ومغربة وحوصاء وخوصاء - فأما النجلاء فالضخمة - والكحلاء الشديدة السواد - والشجراء التي ليست بشديدة السواد والمحملقة التي حول مقلتها بياض لم يخالط السواد - والجاحظة التي قد نبت - الغائرة الداخلة - والزرق بياض يكون في العينين أو أحدهما والمغربة الزرقاء التي ابيض أسفارها - والحوصاء ضاق مشقها غائرة كانت أو جاحظة - والخوصاء الغائرة العينين.
وأما سمومه فمارق عن صلابة العظم من جانب قصبة انفه ألي نواهقه وهي مجاري دموعه - ونواهقه العظمان الشاخصان في وجه اسفل من عينيه - وقصبة انفه ما بين خلقيائه إلى أرنبته ومارنه - وغرضاه ما انحدر من قصبة الأنف من جانبيها وفيهما عرق البهر - ومرسنه موضع الحكمة على أنفه - ومستطعمه ما بين سنه وأطراف جحافله وخيشومه ما بين أعلى نخرته من قصبة أنفه وما تحتها من خشارم رأسه - ونخرته أرنبته - ومنخراه وغرض منخريه مارق عن صلابة العظم مما فوق منخريه - ووترته فيما بين الأرنبة وأعلى الجحفلة ومنخره مخرج نفسه - وجحفلتاه ما تناول به العلف - وخنابته طرف الأرنبة من أعلاه بينها وبين النخرة.
والشعر الذي على اللحيين من أعلاهما وأسفلهما إذا كثر من الذكر فهو اللحية ولا يقال ذلك للأنثى - وشد قاه مشق فمه إلى منتهى حدا اللجام - وثناياه أول فمه - ثنيتان من اسفل فمه وثنيتان من أعلاه - ورباعياته أربع خلف الثنايا - رباعيتان من فوق ورباعيتان من اسفل - وقوارحه - أربع خلف رباعياته - وأنيابه أربعة خلف قوارحه وأضراسه ما كان من مؤخر لحيه واللحم الذي بين أسنانه عموره.
1 / 5
وقلته - ما بين لهواته إلى محنكة - ولهواته ما بين منقطع لسانه من أصله إلى منقطعة من أعلى فمه - ومحارته منفذ مخرج نفسه إلى خياشيمه - وأسلة اللسان طرفه - والصردان عرقان في اصل لسانه وماضغاه لحياه - وصبيا لحيه مجتمع لحيه من مقدمتها - وشجرة ما بين أعالي لحيته من معظمهما - ونكفتاه طرفا اللحيين الداخلان في أصول الأذنين - وعكدته اصل لسانه.
ومن الخيل مصفح وأجبه وأقنى وأخنس افطس - فكل شيء ارتفع من قصبة انفه من بين عينيه إلى أرنبته فهو قنى وكل هزمه كانت في هذا الموضع فهو خنس - والفطس ما دخل مما دون من سنة إلى أرنبته - والمصفح المعتدل قصبة الأنف المستوية بجبهته - والجبه شخوص الجبهة وارتفاعها عن قصبة الأنف.
ثم العنق ويقال الهادي والقليل فمن الأعناف قوداء وتلعاء وسطعاء ووقصاء ودناء وهنعاء وغلباء ومرهفة وملقفة فالقوداء التي طالت وصبت وانتصبت علابيها - والتلعاء التي طالت وانصبت وغلظ اصلها وجدل أعلاها - والوقصاء القصيرة - والغلباء القصيرة الغليظة - والدناء التي اطمأنت من اصلها - والهنعاء التي اطمأنت من وسطها المرهف الرقيقة - والملقفة القصيرة المستديرة المدمجة.
وفي العنق عرفه وشكيره وعرشاه وعلباواه وصليفة ولديداه وداياته ونخاعه وخرزته وخششاواه ومذمره ولبتاه - وسالفتاه ومذبحه وحنجرته وشواربه وبلعومه ومريئه ممدود وقصرته وجرانه ودسيعه ولبانه.
فأما عرفه فما نبت من الشعر في أعلى عنقه ما بين منسجه وقذا له.
ويقال للعرف السبيب - ما كان من العرف على المنسج فتلك العذرة - قال إذا كان العرف عافبا طويلا قيل انه لصا في السبيب قال أبو داود الأيادي.
أرعى أجمته وحدي ويؤنسني. ضافي السبيب أسيل الخد منسوب وشكيره الزغب الذي في اصل عرفه وناصيته - وعرشاه منبت العرف فوق العلباوين - وعلباواه عصبتان تحت العرشين وفوق الصليف جانبا عظم العنق - وفق العنق يقال لهن الدأيات - والنخاع في الجوف دايات العنق - ولديداه اللحم الشاخص على أعراض دأى العنق من خرزته إلى تريبته - وخرزته رأس الفهقة من أسفلها - وحنجرته طبقتان من أطباق الحلقوم مما يلي الغلصمة والمذبح بينهما - وخششاواه العظمان الشاخصان خلف أذنيه - ومذمره ما خلف خششاويه مما يلي العنق ولبتاه ما خلف مذمره إلى موضع القلادة وهي سالفته - ومذبحه منقطع رأسه من العنق من باطن - وشواربه موضع أوداجه حيث يودج - وقصرته ما خلف موضع القلادة من العنق - وبلعومه المريء وهو خلف الحلقوم - وجرانه ما اضطرب من جلد العنق من باطنه - ودسيعه - صفحتا العنق من اصلها وهي موضوعة التربية من الشاق ولبانه ما جرى عليه اللبب.
ثم ثبجه وهو من عجب ذنبه إلى عذرته وأعلى محافي ضلوعه ومتنه وصلبه - وفي ثبجه سراته وهي أعلاه وهي قراه ذلك ما بين مركب عنقه إلى عكوة ذنبه وفي سراته سيساؤه - ومنسجه وهو الحارك وهو الكاهل وفيه كاثبته وظهره وأسنانه وقر دودته وفقاره ومحاله وطباقه وصلبه وسناسنه ومتناه وسقراء وحقواه ومعقامه وقطاته وغرابه وعجزه وقينته.
فأما السيساء فمن اصل العنق إلى نصف الحارك - ومنسجه وهو حاركه وكاهله ما شخص بين فروع الكتفين من اصل العنق إلى مستوى الظهر - والكاثبة المنسج وما خلفه إلى ما بين يدي الفارس وظهره ما بين منتهى الحارك في الظهر إلى السقرين١ وصهوته الفارس وقردوته حد الفقار فإذا كان على القردودة خط اسود فهو جدة - والمحال فقار الظهر المفصلة - وبين كل فقرتين طبق ذلك كله الصلب - والفريدة المحالة التي تخرج من الصهوة التي تلى المعاقم.
وقد تنتأ من بعض الخيل - وسناسنه سنساسن العجز وهي جوانبه الشاخصة شبه الضلوع ثم تنقطع الضلوع - وأسنان الكاهل أطرافه ومتناه ما ابتدأ الصلب من اللحم والعصب - والسقران الدائرتان من الشعر عند مؤخر اللبد دون الحجبتين والوركين - والقطاة مقعد الردف خلف الفارس - والغراب ملتقى أعلى الوركين على العجز - والقينة النقرة بين الغراب والعجز فيها هزمة.
1 / 6
والعجب ما أرتفع عن عكوة الذنب - وجوشنة صدره وما انطبقت عليه أكتافه وعضداه إلى اسفل مرفقيه ما علا من ذلك وما بطن استقدم إلى اصل عنقه وفيه كتفاه - وفي كتفيه غضروفاهما ويقال له الغضروف أيضًا وعيراهما مغرضاهما وآخر ما هما فأما غضروفهما فأطراف الكتفين من أعاليهما مارق عن صلابة العظم - ومغرضاهما ملتقى الغرضوف وعظم الكتف المشاسة التي بيمنهما - وعيراهما ما ارتفع من وأوساط الكتفين من العظم - ومغرضاهما عصبتان في أطراف العيرين من أسافلهما - والآخران رؤوس الكتفين من قبل العضدين مما يلي الوابلة والمنكبان وهما حيث التقت رؤوس الكتفين والعضدين.
ثم العضدان وهما بين الكتفين والذراعين - وفي العضدين - الرسلان وهما الوابلتان وهما العضدان مما يلي الكتفين وفي أصول العضدين.
من أواسطهما الناهض والمردغة - فأما الناهض فاللحم الذي يلي العضد من أعلاها - والمردغة اللحم الذي يلي الناهض من وسط العضد إلى المرفق بين المراوغة والناهض غرو ثغرة نحره همزة فوق جؤجوه - وناحراه عرقان في النحر يودج منهما.
ثم الصدر - وصدره ما استقبلك من مقدمه ما بين منكبيه إلى منحره إلى غضون فهدته وفي صدره جنبه وجؤجوه وفهدتاه بركته فأما جنبه فأعلى غضون الفهدتين إلى أسافل المنكبين وهو يلي اللبان - وجؤجوه ما بين أعلى فهدتيه - وفهدتاه اللحم الناتئ في صدره ثم الذراعان وفي ذراعيه مرفقاهما وإبرتاهما وقبيحاهما وعظمتاهما وحبالهما وغرورهما وخصائلهما ورقمتهما وأبطناهما وأسلتاهما ومستدقهما ومكحلاهما فأما ذراعهما فما بين عضديه وركبته - ومرفقاهما وما بين رؤوس الذراعين - وقبيحاهما أعالي الذراعين مركبهما في العضدين - والإبرة شظية لاصقة بالذراع ليست منها - وعظمتاهما ما غلظ من أعالي الذراعين - وحبالهما العصب الظاهر على الذراعين وبينهما الغرور - وخصائلهما خصل اللحم.
بين كل خلصتين غر - والرقمتاق اللحمتان اللتان في باطن الذراعين لا تنبتان الشعر والإبطان عرقان في باطن الذراعين - واسلتاهما مادق من الذراعين من أسافلهما - والمستدق أسفل من الأسلة حيث عريت الذراع فوق الركبة - والمكحلان٣ عظمان شاخصان مما يلي باطن الذراعين مركبهما في الركبة.
ثم الركبة وهي موصل ما بين الذراع والوظيف وفي الركبتين رضفتاهما ورصيناهما وداغصتاهما دائرتهما ومأبضاهما - فأما رضفتاهما فعظمان مستديران فيهما عرض منقطعان من العظام - ورصيناهما أطراف العصب المركبة في رضفة الركبة - ودائرتاهما شحمتاعين الركبة - وعينا الركبة هزمتان تفصل بينهما الرضفة - والمأبضان متنا الوظيفتين.
ثم الوظيفان وهما ما تحت الركبتين إلى الجبتين وفيهما قيناهما وأشجعهما وعصبيهما وأباجلهما وشظاهما - ومضيغتاهما وزوائد هما وانسيهما وعجاتيا هما وقمعتاهما وثنتاهما وجبتاهما ورضفتاهما - فأما قيناهما فحرفا وظيفي اليدين - وأشجعاهما عظمان شخصان من حروف الوظيفين من باطنها - وعصبهما ما كان في باطن الوظيف إلى العجاية من المأبض واباجله عرقان بين العصب والشظا - وشظاه العصبتان اللتان بين الوظيفتين والأبجلين وهما مبتدأ وظيفي اليدين - والمضغية رؤوس الشظاتين من أعاليهما وأسالفهما - وزوائدهما من اسفل جانبي الشظاتين من وحشيهما - وانسيهما أطراف عصب متفرقة ليس فيها لحم والعجايتان باطن الجبتين - والقمعة رؤوس العجاية لا تنبت الشعر - والثنة الشعر النائس غفي العجاية فإذا لم يكن له ثنة فهو أمرد - والجبة ملتقى الوظيف وأعلى الحوشب - والرضفة عظم بين الحوشب والوظيف ملتقى الجبة ثم الرسغان وهما ما بين الجبتين والحافرين - وفي الرسغين الحوشبان والترجمتان والرضفة والمريط وأم القردان والحصيصة والأشعر.
فأما الحوشبان فعظما الرسغ - والبرجمتان رؤوس الحوشب في الرسغ والرضفة العظم المنقطع في جوف الحافر - والمريط ما بين الثنة وأم القردان ما بين آلية الحافر والمريط من باطن الرسغ - والأشعر ما انحدر على الحافر من الشعر والحصيصة ما فوق الأشعر مما أطاف بالحافر.
1 / 7
ثم الحافر - وفي الحافر الإطار والدخيس والضفدع والأخلق والسنبك والامعر والسليم والصحن والفتور والنسور والمنقل والحوامي والفجوة والنعر والدوابر والآلية - فأما لإطار فما طاف في الأشعر من أعلى الحافر إلى منتهى الاخلق - والدخيس عظيم اشتمل عليه الحافر وهو في جوفه - والضفدع عظم في جوفه الحافر في باطنه - والاخلق ظهر الحافر - والسنبك طرف الحافر.
والأمعر بين السليم وبين السنبك - والسليم بين الامعر وبين الصحن والصحن ما بين الفتور والسليم - والفتور ما كان في أطراف النسور والنسور ما ارتفع في باطن الحافر من أعلاه - والمنقل مجمع الحافر من باطنه ومركب النسور - والفجوة ما بين الحوامي - فالحوامي مآخير حوافره من جانبى الفجوة بينهما النسور - والنعر الفتق الذي في آلية الحافر - والد فأبرا على آلية الحافر من جانبي أم القردان - وآلية مؤخرا الحافر.
ومن الحوافر أرح وأب ولام ومصرور فأما الأرح فالذي انبطحت سنابكة وانتشرت نسوره.
قال عقبة بن مقدم التغلبي
فَعُم أرحُّ وقاح صائب سَلِط ... يشقى بسنُكبه الصمُّ الصياهيُب
وأما الوأب فهو المقعب الصلب الكثير الأخذ من الأرض.
قال عقبة بن سابق.
يخط الأرض خدّا ... بصُمُّلّ سَلِط وأب
وأما اللام فبين والمقعب والأرح - قال أبو داود الأيادي
سَلِط السنبك لام فصُّبه ... مُكرَب الأرساغ مهموك المعدَ
وأما المصر ورفهو المضموم الصغير - قال الشاعر
تتقى الأرض فعم صُلّب ... غيرٍ مصر ورو لأجدّ أرح.
باب آخر
وفيه كلكه وهو ما بين محزمه إلى ما مس الأرض منه إذا ربض والقص من الرهبة إلى مقطع اسفل الفهدتين.
والجوانح جوانح الزور وهي الضلوع التي ترتفع من الزور إلى الكاهل - وأول الجوانح الزور يقال لهما الراهشان - والجوانح ست ومحزمة ما خرج من اللبد من أسفله مما مس الحزائم.
والبلدة - فلكة من فلك الزورو وهي الثالثة - والرهابة آخر فلك الزورو تنقطع عندهما الجوانح وتفرق عندهما الضلوع وفيها غرضوف ناتئ.
ومركله حيث يصيب رجل الفارس - والصفحتان ما وقع باد الفارس عليه - وفريسته مرجع مرفقه إلى منتهى معدية من أسفلهما. والمعد المضيفة الشاخصة خلف الكتف.
والحصر ما ظهر من أعلى الجنب وهو ستة أضلاع.
والابهران وهما جلدتان شبه العصبيتن فيهما شرائح للحم رؤوسهما مركبة من جنبتي الزور من وسطه ثم يجريان إلى أعلى اسفل الضلوع حتى ينقطعا عند القصرين.
قال بشر بن خازم الازدي.
على كل ذي مَيعّة سابح ... يقَطع ذوا بهرَية الحِزاما
والقصريان وهما موضع الخلف بائنة عن الجنب ومركبهما في المحالة التي تسمى الفريدة - وإنما دعيت الفريدة لأنها وقعت بين فقار الظهر ومعاقبة العجز - والشراسيف أطراف الضلوع مع مغارضها وغراضيفها بها.
ثم جوفه - وفي جوفه وتينه وقلبه ونائطه وحيز ومه وكبده ورئته وحجابه وكليتاه وأعفاجه وقصبه ورمانته ومغرضه.
وفي القلب أذناه وعموده وحبته وسويداؤه وبياضه وغاشيته - وكبده الريكتان.
فأما الوتين فعرق أجوف مستبطن الفقار - والنائط عرق يأخذ من ملتقم الوتين والقلب.
وحيزومه ما دخل من الحلقوم في الحجاب حتى عدل من المريء وانحدر إلى الرئتين وهو أوسع الحلقوم وأعظمه.
وأما أذناه - فزعتان في أعلاه - وعموده وسطه - وحبته زنمة في جوفه من أعلاه إلى طرفه وهي سويداؤه - وبياضه ما اطاف بالعرق من أعلى القلب -.
وغاشيته جلده رقيقة عليه - والرئتان وهما السحر - والريكتان زمتان خارجة أطرافهما على طرف الكبد -.
والحجاب ما حل بين الرئتين والقلب وبين الاعفاج وسائر البطن وهو جلدة رقيقة ولحم - أعفاجه حشوة بطنه وهو قصبة.
وقال بعض الأعراب أن القصب شرائح حمر في صفاته كله إذ بدن الفرس واندلق بطنه تباعد ما بينهن وكان ما بينهن غرور إذا ضمر تدانين والتأمن وحتى يدون بعضهم من بعض - ورمانته هي التي في علفه - ومغرضه مقط الشراسيف على ظهر الكبد في منتهى الرهبة.
وفي البطن من ظاهر الصفاق والإطلاق والمنقب والكبد السفلى والسرة والمأنة والرهانة والمتم والحالبان والرفغ والقنب.
1 / 8
وفي قنبه جردانه وغرموله وفي جردانه احليلة وأسهراه وصفنه وحجزته وبنقيته وقلته وأطرته - فأما صفاته فما بين الجلد والاعفاج من بطنه وأما الإطلاق فجدد البطن - ومنقيه قدامه السرة حيث ينقب البيطار - وسرته وسط بطنه - ومأنته ورهانته السرة وما حولها الراهنة - وحالباه عرقان ظاهران اكتنفا السرة من جانبها - ورفغة ما بين عرض الاثنين والجردان إلى باطن الثفنة - وقنبه الذي فيه جردانه وهو غرموله فإذا أخرج الفرس جردانه قيل قد ودى يدى فإذا اشتد قيل اشتط فإذا أرخاه قيل انقبض وقد أقنب يقنب إقنابا مثله - وأسهر عرقان يصعدان من الأنثويين في جنبتي عرق الماء الذي يمذى منه.
والصوت الذي يسمع من البطن الفرس يقال له الخضيعة والضغيب والوقيب وإنما يكون من تقلقل الجردان في النقب قال الشاعر.
كأن خضيعةّ بطن الجواد ... وعوعةُ الذئب في الفدفد
وأما صفته فالجلد الذي بين العجان والخصيتين - وفي الفرس شاكلته وهو الجلد الذي بين الثفنة وعرض الخاصرة - وأقرانه الجلدة التي خرجت من رأس الثفنه - والموقف ما دخل من الوسط الشاكلة إلى منتهى الأطرة - والايطل الشاكلة وبنيقته الشعر المختلف وسط الموقف وقد يسمى الخرب - وقلته هزمة بين الحجبة والقصرى والمتن والاطرة - طرف الابهر في رأس الحجية ثم الوركان وهما ما بين حجبتيه وجاعرتيه وفيهما حجبتاه وهما حرقفتاه وثورتاه وصلاءه وخربتاه وتفاحتاه وعزيزاؤه وجاعرتاه والقحقح.
فأما حجبتاه فرؤس الوركين من أعاليهما - وثوارتاه خرقان في أوساط الوركين وهما خربتاه - وتفاحتاه رؤوس الفخذين في الوركين وصلاه ما بين وركيه - وعجب ذنبه مؤخر الوركين مما يلي الجاعرتين.
وعزيزاؤه ما بين عكوته وجاعرته - وجاعرتاه فروق بين الوركين من مآخيرهما - والقحقح ما أطاف بخورانه من جوانبه - ثم ذنبه وما تحت ذنبه ذنب عكوته وعسيبه وشيقه وهلبه وقمعته - فأما عكوته فاصله وعسيبه عظم الذنب - وشيقه شعره وهو هلبه - وقمعته طرفه واسفل من ذنب خورانه وسمه وحلقته وحتاره وسعدانته وعجانه - فأما خورانه قسم دبره وهو مخرج روثه - وحتاره وعصبه وهو شرج السم والسعدانة ما تقبض من حتاره - وعجناه وسمه إلى خصيته - وفي موضع عجان الذكر ظبية الأنثى وفي الظبية الملتقى والحتارة والمهبل والخاتم والمقررة والشريجة الثؤلول - فأما الظبية فالمشق وما حوله من اللحم المسترخي من نواحي كلها - وعجان والأنثى ما بين السعد انه إلى الملتقى والملتقى ملتقى العجان من أعلى الظبية.
والحتار شرج الظبية والمهبل مسلك الجردان إلى الرحم - والمقرة ملتقى القرنتين والخاتم الحلقة الدنيا فإذا فتحت الفرس ظبيتها وقبضتها فهو الأنماط وهو التبظى - والتؤلول مادق من ظاهر الظبية من أسفلها والشريجة العصبة التي تنعظ بها.
ثم الفخذان وفي الفخذين الكاذتان والفائلان والربلتان والندأه والغرور والخصائل والمأبضان والثفتان والقبيحان والعيران فأما الفخذان فما بين الوركين والساقين - والكاذتان ما سفل من الجاعرتين وهي مانتأ من اللحم في أعلى الفخذين - والفائلان ماسفل من الكاذتين إلى القريب من المأبضين وهما دائرتان الفخذين - والربلتان اللحم الذي في أعلى الفخذين - والندأتان الغر الذي يلي باطن الفائل والغرور الجدد التي بين الخصائل - والخصائل ما أماز من اللحم بعضه من بعض. والمأبضان موصل الفخذين في الساقين من ظاهرهما.
والثفنتان موصل الفخذين في الساقين من باطنهما والقبيحتان ملتقى الساقين في الفخذين مما يلي الثفتين.
ثم الساقين وفيهما حماتاهما وحبالهما ونسوانهما ووترتاهما وأيبساهما وكعباهما ومنجماهما وعرقوباهما وفي عرقويبيهما إبرتاهما.
فأما ساماه فما بين الكعبين والثفنتين - وحماتهما اللحم المجتمع في ظاهر الساقين من أعاليهما - وحبالهما عصبيهما - ونسواهما عرتان قد استبطنا الساقين الغامضان - ووترتاهما العصبتان اللتان بين رؤوس العرقوبين إلى المأبضين - وأيبساهما ما بين الحماتين وبين الكعبين مما ليس فيه لحم - وكعباهما ما بين الوظيفيين والساتين ومنجماهما عظمان شاخصان في باطن الكعبين - عرقوبا ما ضم ملتقى الوظيفيين والساقين مآخيرهما من العصب والعظم والإبرة عظم وترة العرقوب من أعلاه وهو عظم صغير وأصله لاصق بالكعب.
1 / 9
ومن العراقيب ادرم ومؤنف واقع - فأما الادرم فالذي خثمت إبرته - والمؤنف الذي حددت أبرته - والاقمع الذي عظم رأسه عرقوبه فم فلم يحدد ولم يدرم.
ثم وظيفاه وفيهما ظنبوبهما وعصبهما وجبتاهما وقمعناهما - وعجايتاهما وثنتاهما - فأما وظيفا رجليه فما بين كعبيه جبيته - وأما ظنبوباهما فمقدم الوظيفين ما عرى منه وحد - وعصبه ما كا في طول الوظيفين من مآخيرهما - وجبتاه الوظيفين والرسغين - عجايتاهما باطن الجبتين وهما رؤس العصب من أسفله - وثنتاه الشعر النائس في العجاية فإذا لم تكن له ثنة فهو أمرد - وفي رسغي الرجلين والحافرين مثل ما في رسغي اليدين وحافريهما.
وشوى الفرس ما تحت عرقوبيه وركبتيه - ونصوصه موصل ركبتيه - وجبته ملتقى ساقيه ووظيفي رجليه وهي معاقده - وملتقى كل عظمين منه حق ألا الظهران مناصله بينهما الطبق والأطباق.
كملت اسما خلق الفرس والحمد لله.
ومما يوصف من أمر الخيل وفحولها وإناثها من لدن تستودق إلى أن تنتج وحال أولادها إلى أن تنتهي أسنانها.
إذا كان الفرس لم يتبطن الإناث ولم ينزقط فهو الصريان فإذا نزا وكان لا يحسن قيل انه لعياء وإذا سأل الرجل صاحبه أن ينزى له فرسه قال اطرقني فرسك وهو طرق الفرس.
ومن الحصن سابغ وكمش وثبط وخفاف وزملق وقبيس ونزور فأما السابغ وهو الفخور فالطويل الجردان - والكمش القصير الجردان - والثبط الثقيل النزو - والخفاف السريع النزو والزملق السريع الماء وهو السريع الإراحة - والنزور وهو الصلود البطئ اللقاح - التي لا تكاد الفرس أن ترجع عنه فإذا اخرج الفرس جردانه وهو ذكره قيل ودى يدى فإذا اشتد قيل شظ وأشظ فإذا أعاده قيل اقنب يقنب اقنابا فإذا قطر منه ماء صاف ليس بالماء الأعظم قيل له الذنين - والصلود القليل الماء وساعة يخرج الجردان فهو النضى وإذا همت الفرس بالفحل وأرادت إن تستودق فأول ما تكون مباسرا ثم تستودق فتكون في ودقها شموسها ونوارا ومتفككة - والهدمة التي ساعة يأتيها الفحل تقره فأما المباسرة فالتي قد همت بالفحل قبل أن تستتم الوداق - والشموس التي تمنع الفحل في ودقها كله ولا تقر إلا بشكل والنوار التي قد استودقت وهي تشتهي الفحل وتعذمه وفي عذمها ضعف وقد تقر أحيانا بغير شكل - والمتفككة التي لا تمنع - وقال بعضهم المباسرة التي تباشر الفحل السفاد لاقحا كانت اوديتا ثم تمنعه إذا أراد إن يسمو عليها - فما دامت الفرس في وداقها فهو قرؤها وإقراؤهن مختلفة وأكثرهن التي قرؤها تسعة أيام وما دامت تسفد فهو قرؤها فإذا قطع عنها السفاد فهي سفود حتى تستتم منيتها ومنيتها عشرون يوما من آخرها سفدت ثم تبار بالفحل فإذا منعت الفحل فهي مقص وتكون مقصا حتى يستحق لقاحها وذلك إلى أربعين يومًا من قطع السفاد عنها.
ثم هي مرتج وما في رحمها يقال له الدعموص وهو يومئذ علقه ما كانت مرتجا - وذلك إلى أن يستكمل الأربعين - ثم يستبين خلته فيدعى الدودة وذلك بعد الأربعين إلى أن تستتم ثلاث اشهر - فإذا استتمت ثلاث اشهر دعي ما في بطنها السليل - وهي بعد الأربعين إلى أن يتم خلقه كله القارح حتى تشعر وإذا دع ما في بطنها السليل قيل لها مشعر وعقوق حتى ينفخ فيه الروح ويشرق ضرعه وذلك إلى خمسة اشهر ونصف.
ثم هي ما مع مركض فأما اركاضها فاستبانة ارتكاض ولدها في بطنها - وأما إلماعها فصفاء طرف ظبيتها ثم تكون مقربًا وذلك إذا قربته من نتاجها فاسترخى بطنها وانتهكت عزيزاؤها وانتهك صلاها - ويقال الماعها سواد ظبيتها فإذا ضربها المخاض وأحيت الخلوة والتنحي عن الأنيس وعن الافها فهي فارق فأن لم تفعل شيئا من ذلك فهي الخذول - فإذا قذت رحمها ودنى خروج السقى من ظبيتها وارتفاع عجب الذنب وعكونها فلم تحدره فهي مذاب وذلك حين يقع الولد إلى القحقح - فإذا خرج رئس السقي ويسمى السابياء فهي مطرف فإذا خرجت يد المهر جميعًا فهو الوجيه وان خرج شيء من خلفه قبل ذلك أو معه فهو الين - ويقع ولدها في السمحاق وهي جلدة مفرطة الرقة ملبسة جلده كله - وربما كان على رأسه جلدة وعلى أطراف يديه يقال لها الماسكة - ثم يتبعه الحولاء وهو الرأس السلى كله ثم يتبعه الحضير وهو الصاءة - قال أبو داود.
في كل منزلة وكل معرَّس ... سنحل تنجاله الزِجاج من الصلا
1 / 10
مهر يؤبَّن هالكا أو مهرة ... كل الفِلق سُلَّ من القِراب قد انحنى
وكأن سلة الجياد شقائق ... أو عُترُفانُ قد تحشحش الليلى
بكرت بأيديهم تَوَجَّسُ حرةُ ... نُفَساء شاخصة تلّفع بالسلى
يقفونها بالزاد وهي أثيرة ... معصوبة الحقوين من حذرا الخوا
وتدعى الفرس ساعة يخرج ولدها إلى أن يشدن - وشدونه وقوته وثباته - فريشا ولا تستودق حتى ينقي رحمها ويظهر طهور. رحمها بي سبع ليال من نتاجها إلى خمس عشرة وأقبل ما تكون الفرس للقاح إذا طهرت رحمها وهي فريش فأن رمت بما في بطنها وهو علقة إلى أن ينفخ فيه الروح فهو الازلاق فإذا نفخ فيه الروح فهو مسبغ إلى أن يدنوننا جها فإذا دنانتاجها وتم خلقه فأن رمت به على تلك الحال محض وأمه صجبهض قان خرج قبل استتمام عدتها فهي معجل وولدها وقد يعيش المعجل فأن خرج ميتا فهي معضل - وان خرج في تمما فذلك المنضج ووقت حملها أحد عشر شهرا من لدن يقطع عنها الفساد - فإذا ازدادت على أحد عشر قيل جرت وكلما جرت كان أقوى لولدها واكثر ما تجر الفرس بعد أحد عشر شهرا خمس عشر ليلة.
قال عوف بن الخرع
أتمَّت ولم تنقص من الحول ليلةُ ... فتمت ولا قاها غِذاء منِعّم
والمصنة من الخيل التي إذا دنا نتاجها ارتكاض ولدها وحركته في الخوران والصلا حتى يرتفع ذلك كله فتراه خارا وربما دفع السقى في بعض حركته حتى يرى سوداه من ظبيتها قلما تكون مصبنة إلا مذكرا.
الجنين ما أجنت رحمها - من لدن ترتج عليه إلى أن يخرج منها وهي النتوج.
وإذا لم يكن لتمام فطرحته من لدن تلقح إلى إن تضعه لتمام فهو خداج، وإذا خرجت ولدها في غير ما سكة ولا سلى فهو سليل - فإذا خرج في الماسكة فهو بقير.
قال الضبي) وهو شمعلة بن الأخضر (
ترى الشقراء ترفُل في سلاها ... وقد كان الدماء لها إزارا
وما دام ولدها ضعيف تحرك قوائمه فهو مطرغش فإذا اشتدوا استين فهو شادن وقد شدن - وتنبت ثنياته الخمسة أيام من منتجه إذا كانت أمه قد نضجت به وذلك إلى أن تستوفي أحد عشر شهرا فإذا لم تنضج به نبتتا في تسعة أيام - وتنبت رباعيته لشهرين وينبت قارحه فيما بين ثمانية اشهر إلى تسعة ولا يقع عليه اسم الفلو حتى يفتلى من أمه ثم هو فلو حتى يحول عليه الحول.
قال عوف بن الخرع التميمي
وحوليه مثل القناة يردُها ... رباطُ وفيها جُرأة وتقحُّم
وهو حولي حتى يتجاذع ويدنو من الاجذاع فهو متجاذع حتى يجذع وأول اجذاعه حين يستتم حوليه جميعا.
قال عوف بن الخرع.
فتم لها إجذاعها وكأنها ... رُدينية عند الثقاف تثقوَّم
وهو جذع حتى يحفر احفاره أن تتحرك الثنية التي من وراء رواضعه وهو يضم إلى الجذاع حتى تسقط ثنية ويقع عليه اسم الاحفار فيقال ثم يبدى وإبداؤه فيما بين ثلاثين شهرا إلى ستة وثلاثين شهرا وهو خروج ثنيته - فإذا طلعت فهو ثنى فلا يزال ثنيا يحفر للأرباع فهو كحال الثنى في الاحفار غير أنه ينسب.
إلى الأرباع فيقال قد احفر لرباعه - فإذا اسقط رباعيته وأبدا. الأخرى فهو رباع وبين إبداء ثنيته إلى إبداء رباعيته تسعة اشهر.
إلى الحول - والقارح كذلك - قال ابن الخرع.
فآبت تقود الخيل من كل جانب ... بقرَّان أو مما تُربِّب مَلهّم
رباعية كأنها جذع نخلة ... كما انقضَّ باز اكف الخدأ فتم
فلما تلاقى نابها ولجامها ... لست سنين فهي كبداء صِلدِم
والقارح كذلك ثم لا يطعن في سنة بعد القروح ولا ينقص حضره.
ولا يوضع من المضمار ثماني حجج - هذا لعامة الخيل، وعواليها وشياطينها يحتملن ذلك عشر سنين بعد القروح - ثم يوضع من المضمار وفيه بقية وملبس - ولا يسمى مذكيا حتى يذهب حضره وتنقطع مراهنته. فإذا كان كذلك فهو المذاكى والجميع المذاكى.
قال عمر بن معد كرب.
فقِرّنت الجياد مع المذاكى ... محببتين بالأبطال تَردى
فإذا عجز الفرس أن يحبس ريقه من الكبر فهو الماج فإذا ذهبت قوته وتحاتت أسنانه الطيع ألطع
أسماء الطير في الفرس
العصفور والهامة والذباب والصرد والفراشة واليعسوب والسمامة.
والناهض والصقر والقطاة والغراب والزر والخراب والنسر والزرق والسحأة - وكل هذا مفسر قس مواضعه من الفرس في الكتاب غير السحاة والخفاش.
دعاء الخيل
1 / 11
هاب وهابي وأو - وحي هل. وأرحب - فأما أو - فلا ينادى به إلا الخيل الرائدة التي ترفض به الخيل الرائدة التي ترفض وتنحى عن الافها فيويه بها لتريع إلى الافها فإذا كانت هلاو لم يكن قبلها حي فهو نهى وإبعاد ليس بدعاء - وأما أرحب فدعاء وزجر جميعا فإذا كان دعاء فهو ترحيب إلى السعة - وإذا كان زجر فهو إخراج إلى السعة - وهانهى وأما هاب وهابي وحي هلا فدعاء كله - ومن الأمر اقدم تأمره بالتقدم وقم تأمره بالقيام - واحد تأمره بالجد في مشيه أو حضره وأجذم.
قال رؤبة بن العجاج.
والخيل من نٍقر بها وِإجذام ... يُدمى الشكيمَ ازمُها بالابزام
قال عبد الله بن عجلان.
تسمع زجر الكماة وسطهُم ... قدم وآخَر وآرحب وها وهَبِ
قال الكلبي
يظلّ بين شطنين يزجره ... آخر وهاب وهلا يوقّرِه
طورا وطورا بالقناة يقسره
وقال طفيل الغنوي
وكادت تستطار فأرهبوها ... بأرحب وأقدمي وهلا وهابي
وقال الاخطل
نكُرّ بناتِ حَلاب عليهم ... ونزجرُهنَ بين هلا وهابى
وقال الجعدي
فطننا أنَّه قاتلُه ... فزجرناه وقلنا حيَّ هل
عيوب الخيل
مما يكون خلقه
المعروا والزعروا والسعف والخذا والزرق والحول والأغراب والصدف والفدع والمدش والحنف والإدرار - والتلقيف والكزم والدنن والكتف والقعس والبزخ والثجل والفرق والعصل والكشف والصبغ والشعل والشرج والصكك.
والحكل والقفد والقسط والرجز والإخطاف والهضم والزور والبدد - والجنف والرسح والفحج الفاحش والقران في الكعبين.
فأما المعر فذهاب شعر الناصية حتى لا يبقى منه شيء ولا ينبت قال امرؤ القيس
وناصية غماءَ كالفرح رسلة ... على خط شِمراخ له غيرا معرا
والزعرقلة الناصية - والسعف البياض يصيب الناصية - قال امرؤ القيس.
واركب في الدموع خيفانة ... كساوجهها سعَفِ منتشر.
والخذا استرخاء في أصول آذنها قبل الخدين - والزرق البياض يكون في العينين أوفى أحدهما - والحول لن يظهر البياض من مؤخر العين السواد من قبل المآقي - والمغرب الذي تبيض اشفار عينيه مع زورقهما - والدنن الذي اطمأنت عنقه من اصلها والكتف انفراج من أعلى الكتفين من غراضفيها مما يلي الكاهل والصدف تدنى المجابتين وتباعد الحافرين في التواء من الرسغين.
وكذلك خلقه التوجيه غير أن التوجيه اقل من الصدف - والفدع التواء الرسغ وإقباله على الحافر لا يكون القفد إلا في الرجل والقسط قصر الفخذ وانتصاب الساقين وقصر الوظيف وذلك ضعف والرجز اضطراب في رجله للثقل وللحضر إذا قام تضرب فخذه - قال آوس بن حجر.
هممت بخير ثم قصرّت دونه ... كما تنَهض الرجزاء شُدَّ عقالها
والرسح قلة لحم الجاعرتين والكاذتين والصلا - والخطاف لحوق ما خلف المحزم من بطنه - والهظم استقامة الضلوع ودخول أعليها والزور دخول إحدى الفهدتين وخروج الأخرى - والبدد بعد ما بين اليدين - والجنف دخول مغرض الزور من موضع المرفق وذلك ضعف من جناجنه عند ملتقى الجوانح.
ومن عيوب الخيل الحادثة التي ليست من خلقتها
الانتشار وتحرك الشظاة، والدخس، والزوائد، والعرن، والشقاق، والجرد، والمجل، والمشش، والعزل، والارتعاش، والخقاق في الأنثى - والبجر، والنملة.
فأما الانتشار فانتفاخ العصب للانتساب فتفتق وشائجه التي تلائم بينه وتحرك الشظاة كانتشار والعصب غير أن الفرس لانتشار العصب اشد احتمالا منه لتحرك الشظاة فإذا امسخت من طرفها فأن امسخها ينزع لأتعاب الفرس نفسه في حضرة رأس العصبة من موضعها.
قال عقلمة بن عبدة.
لا في شظاها ولا أرساغها عنت ... ولا السنابك أفناهنَّ تقليم
1 / 12
والدخس ما كان في أطرة حافره مطيفا برأس الحوشب فوق الرضفة إلى الأشعر من ماء أو عصب فذلك كله الدخس وربما أصابه المبضع فاعنت ذلك منه حتى يعظم ويزداد وقد يصيبه الدخس من غيره مبضعة، والزوائد أطراف رؤوس العصب تفترق عند العجاية - والعرن جسوفي رسغ رجله للشيء يصيبه في أرساغه، والجرد كل ما حدث في كعبة بن مشش أو تزيد من رضف الكعب أو انتفاخ من عصبه الذي يلتئم به وهو من عرض الكعب من ظاهر وباطن، والمجل أنفاق من العصبة الني في أسفل العرقوب - والمشش كل ما شخص في شيء من العظم حتى يكون له حجم يوجد مسه وهو عنت يصيب العظم فيتراخى ذلك المكان حتى ينتفخ ويكون شبه المشاش ليس له صلابة العظم الصحيح عظم قمعة العرقوب والسرطان داء يأخذ في الرسغ حتى يعنت الفرس ويقلب حافره - والعزل أن يعدل ذنبه في أحد شقيه عادة يعتادها ليست بخلقية وقد يكون زمانا ليس بأعزل ثم يعزل ويكون اعزل ثم يدعى ذلك.
قال امرؤ القيس.
ضليع إذ أستدبرته سدّ فرجه ... يضاف فُوّيق الأرض ليس بأعزل
والارتهاش اقبل من وحشي حافره وضعف في يده إذا خطا صك بعرض حافر إحدى يديه عرض عجاية الأخرى وربما أدماها قال عبد الرحمن بن شنيف الضبي
ضخم الجُزارة غير مُرتهش ... صافي الأديم كطُرَّة البُرد
وأما الخقاق ونصوت يكون في ظبية الأنثى من رخاوة خلقها وارتفاع ملتقاها وانحدار حجزنها فإذا تحركت العنق أو غيرها احتشت رحمها الريح فصوتت لذلك - والبجر أن تكون الواهنة ليست بمتلئة فيعظم ما والاها من الجلد السرة لوصول ما في البطن إلى الجلد فذلك في موضع السرة يدعى البجر وفي غير موضعه من البطن يدعى الفتق.
ومما يستدل به جودة الفرس وجودة خلقة هو مجلل بما ظهر من جلالة
هرت شد قيه وكثرة ريقه ورحب منخريه وبعد مدى طرفه وطموح بصره وشدة نظره وشدة ذانيه وبعد ما بين عينيه وبعد عينيه من لهزمته وبعد ما بين لحييه من أعاديهما وبعد ناصيته من حاركه واشرف حاركه من تحت جاده وتأنيفه واستثخاره في ظهر وقربه من قطاته وبعد حاركه من منكبيه وبعدما بين منكبيه وبعد مرفقيه منن ركبتيه وقرب ركبتيه من جبتيه وقرب مابين ركبتيه وقرب جبته من الشاعره وبعد منكبيه من ثفنتيه وبعد ما بين حجبيتيه واشرف قطاته وعرض فائليه وعظم ربلتيه إذا كان جله مشمرا وقصر ساقيه وعرضهما وعطفهما وعظام حماتيهما وانبتارهما وعرى يبسيهما وصمع كعبه وتأنيف وعرقوبيه من فأئليه وبعدهما من الأرض واكرب أرساغه كلها وتمكنها وظمأ فصوصه وعظام حوافره وشدتها.
ومما يستدل به على عتق الفرس وهو مجلل بما ظهر منه من جلالة
رقة جحافله وأرنبته ورقة اشاعره ورقه ما ظهر من تحت جلاله من جلده.
ومما يستدل به على جودة الفرس وهو معنق
يستدل على ذلك أن تفرست في عنقه ولم تأمل عظامه بتدافعه في عنقه ولينه واطراد متنه وتمكنه وشنج نساه وتأبض رجليه وشهومته ولينه وان ترى معاقده كلها من نصوصه وفقار ظهره في تمطه وعنقه والتفاته لينة إلا انه يكره لين كعبيه ولينهما التواؤهما إذا مشى - والجسأة أن ترى موضع ما وصفت من اللين جاسا فإذا ألان تدافع في عنقه وإطاره متنه - والتمكن أن يكون ما ولى الأرض من حوافره آخذا نصيبه من موطئ وتكون أرساغه ليست بالحاذية ولا اللينة - ويعرف شنج نساه وشدة كعبيه بتأبض رجليه إذا مشى ومكنها على الأرض ويستحب ذلك من لانقباض رجليه وشدة ضرحه بهما قال الشاعر - وهو يحمل عل أبي داود الأيادي.
إذا قيد قحّم من قاده ... وولّت علابُّيه واجلَعَب
كهز الرُدينى بين الأكف ... جرى في الأنابيب ثم اضطرب
وقال آخر يحمل على أبي داود
إذا قيد قحّم من قاد ... تخاله رمحا إذا ما أضطرد
ومما يستدل به على جودة الفرس وهو محضر
وهو أبين من هذين جميعًا أن رأيته يحضر فتفرست في حضره الجودة أن تراه قد سمى بها دية أو اثبت رأسه واجتمعت قوائمه وكأن يديه في قرن ورجليه في قرن وبسط يديه حتى لا يجد مزيدا في غير علو من يديه حتى لا يجد مزيدا - للحاق وحتى كأن حافريه دفعا في رفغيه يملخ بيديه ويضرب برجليه في اجتماع كأنما يرفع بهما قائمة واحدة واشتد وقعه لها في حضره ولم يختلط والجواد الكامل الخلق والجرى وذلك إذا اشتدت نفسه ورحب منخراه وبهما يصير مع كمال خلقه وحسن آخذه.
1 / 13
قال في ذلك الأحمر بن محرث.
تدارك مسعاتي وركضي بطِرفة ... سَبوحة إذا أعطُيتها الجري تسبحُ
ضروٍح برجليها سبوح بصدرها ... كأن سنا نارٍ بدت لك تلمح
تلّعب في أقراها حين ترتمى ... حوافُرها وإلا معزُ المتفِلّح
قال أبو يوسف إلا معز الأرض الصلبة ذات الحصى والمنفلح المتشقق.
وقال الشاعر وقد يحمل على أبي داود
سحبت صح الفجر ذميمة ... قرونَ اليدين شديدة الضراحْ
إذا شاء فأرسه ضمْة ... كما ضم بازٍ إليه الجناحْ
وقال أيضا
ضروح الحماتين سبْط الذراع ... إذا ما انتحاه خَبار وثْب
وإذا اشتد خلق الفرس اجتمعت قوائمه إذا احضروا أن لم تنتشر وأن كان ذاٌ أو لذا أو تمطا غير أن افضل اخذ الحصن وأكمله التمعط وذلك لتمام لينه وتسريح يديه وأفضل اخذ الإناث النقز والافر وذلك لاجتماع القوائم لا تتفرق ولا تنباع يكون حضرها واحد في اجتماع والدليل على شدة الخلق وحسنه من الذكر والأنثى اجتماع القوائم في الحضر على ما وصفت - والدليل على خبث الخلق من الذكر والأنثى تفرق القوائم وانتشارها في الحضر وإذا كان حسن الخلق شديد النفس حسن الصفة رحب المتنفس ثم لم يصبر فذلك من قطع أو علة باطنة ويعرف ذلك منه إذا تحرك بسقوط نفسه وفترته وكلال ضرسه وانهما جسمه واختلاط قوائمه إذا أعنق بمد التحريك وتركه التمعك وذلك من العجز عن نفسه وقد يقرب الفرس فيأخذ الأخذ الحسن.
فإذا كان الغالب عليه محاسن خلقه ثم أحضر اخذ هذا الأخذ ووصف هذه الصفة من الجري في حسن الأخذ.
وإذا كان الغالب عليه رداءة خلقه فان أخذه ربما اغتفر خلقه فأحسن التقريب وأخذا أخذا حسنا تجتمع فيه قوائمه ويبسط ضبيعه ويسمو بهاديه وتنكفت رجلاه فإذا احضر خانه رداءة خلقه فيضعف عن الحضر فتطمئن عنقه وتنتشر قوائمه وتقترب من الأرض وتنبطح فمشوار هذا الضرب من الخيل الحضر.
وإذا كان الفرس منشال الخلق قبيحه فانه يسئ الأخذ في التقريب والحضر وان أعنق انبسط نساه واسترخت رجلاه وذلك من استرخاء حباله ونساه وسوء خلقه ويقبح طلله في الجلال فيكون على غير ما وصفت وان كان عرياء قائما فتأمل عظامه على ما وصفت.
وان أردت أن تنظر إلى جرى الفرس لتعتبر به جودته فلا تعتبرون بشيء من الجري إلا بأعلى التقريب وأدنى الحضر على ما وصفت فأن سواهما من الجري يختلط على صاحبه ولا يستدل به على جودته وذلك انه رفع عن التقريب فأجتمع واحزأل وقصر عن الحضر فلم يضطر إلى قبيح خلقه وحسنه فتلك حال تحسن فيها كل فرس - قال المرار والعدوى
صفة الثعلب أدنى جريه ... وهو أن يركُض فيعفو راَّشِر
وقال أيضا
هجنا به نطويه تحت جلاله ... فغلامنا يعدو كعد والثعلب
وقال امرؤ القيس.
له أيطلا ظبي وسقا نعامة ... وارخاء سِرحان تقريب تتفل
صفة ما يستدل به على ذراعة الفرس إذا كان محضرا
تعرف ذراعة الفرس إذا كيل بفرس قد عرفة ذراعته أن تنظر إلى قدره وترطيح قوائمه إذا احضر فان كان كل فرج مما بين آثار قوائمه في الأرض ثنتى عشر قدما فهو الذريع الذي ليس من الخيل شي أذرع منه فأن زاد على ذلك فهو الذي لا يقدر على مثله في ذراعة - وإن كان قدر سبعة أقدام أو اقل فهو بطيء وأن كان قدره ما بين سبعة أقدام إلى اثنتي عشر قدما فهو وسط في الذراعة ولا تعتبرون باختلاطه وكثرة تحريكه قوائمه ورئسه وسرعة مرة في المرءآة حتى يخيل إلى الناظر انه سريع لما يرى من اختلاطه وترى الفرس المتمعط يمر لآتيها كأنه في المراءاة أبطأ من المختلط في انتشار قوائمه واستعانته برأسه وبطأ حافره - وقد يكون الفرس الصبور ذريعا ويكون صبور إلا ذراعة له ويكون ذريعا إلا صبر له ويكون لا ذراعة له ولا صبر - كل هذا يكون في الخيل.
فأما الصبور الذريع فالكامل الخلق ألحن الصفة الشديد النفس الرحب المتنفس.
1 / 14
وأما الصبور الذي ليس الذريع فالذي ليس بالسرج اليدين ولم تفرط قوائمه في الطول ولم يخنس بها ضعف يخذله ولا يخذله ولا فخذه في العظم وإلا ذرعه في الطول والعبالة وهما حسنتان ولم يبلغ بهما ذلك عف فيخذله وتجتمع إذا احضر وإلا تنتشر قوائمه وهو شنج النسا شديد النفس رحيب المتنفس فذلك يصبر ولا يبلغ قدر الذريع في الجري - فأن لان تمكن وطالت قوائمه وعنقه وذراعاه وعظمت فخذاه كان اذرع له ولا يزداد من هذه الخصال شيئا إلا ازدادت ذراعته على قدر ذلك - فأن تمت فيه هذه الخصال كلها ذراعته وكلما افرط سائر خلقه كان اذرع له صبر وأملك الأشياء بهن الصبر.
وأفضلهن الصبور الذريع الذي يذرع الخيل - وصفة الذريع الذي لا صبر له من الخيل التي تطول عنقه وذراعاه وتعظم فخذا وتطول قوائمه وتلين ولا يساعده بقية خلقه إذا احتاج إلى الصبر - يكون شديد الخلق ليس بشديد النفس ولا يصبر أو يكون شديد الخلق ليس بشج النسا ولا شديد الكعب فإذا احتاج إلى الصبر عند طول الجري استرخت رجلاه فلم تنقبضا له ولم يشتد ضرحه بهما فلا يصبر - وصفة ملا صبر له ولا ذراعة فهو المنشال الخلق القبيحة الصفة الساقط النفس الضيق المتنفس المسترخي الأنساء هذه الخصال لا تكون واحدة منها في فرس إلا خذلته عن الصبر - فإذا اشتدة خلقه وشنج حسنة صفته ولا بدله من رحب تنفسه فإذا ضاق منخراه فأن الحيلة فيه شقهما لئلا يتراد نفسه فيجوفه حتى يقطعه وإذا كان شديد الخلق رحب المتنفس ليس بالشديد النفس أنرى النزوة أو الثنيتين لتشتد نفسه ويخرج فوائده ويستدل على شدة نفس الفرس بشهومته إذا هجته وطموح بصره وشدة نظره وبعد مدى طرفه وحدته، وإذا تفرست في فرس فلا تعجلن بالمقالة حتى تنظر إليه في حالاته كلها ثم تنظر إليه قائما تأمل عظامه عظما عظما ثم تنظر إليه معنقا ومحضرا فأن من الخيل ما يكون قائما حسن العظام فإذا العنق تغيرت عظامها عن حالها التي كانت عليها وهو قائم وزالت عن مواضعها وماجت وذلك من رخاوة مركبها - وقد يكون الفرس حسنا معنقا فإذا تقرب تغير عن حاله معنقا - ومنها ما يكون مقربا حسنًا فإذا احضر تغير عن حاله مقربا فان تم عندك على ما وصفت لك من هيئة في عظامه وتقريبه وحضره فهو الجواد الأفق - ولا يعد الرجل فائلا) مخطئا (حتى ينظر إليه في خلاله كلها وحالاته فأن اخطأ بعد ذلك فهو فائل غير فارس ولا تفرسن في هجين ولا خارج من ماء ولا مستن ولا مهر صغير يرضع - فأما صفة الخارج من الماء فأنه تطمئن شعرته وتلصق بجلده ويعلو لحمه وتتر عظامه وتظمأ فصوصه ويسهل وجهه ويحسن منه ما كان قبيحًا قبل ذلك.
وأما المستن فأنه يتشرف وينتصب وتبدو غروره وتعلو رؤوس عظامه ويكتار بذنبه وينصب أذنيه ويسمو طرفه ويلعب في سننه ويستبقى نفسه فلا يتعبها ولا يبقى من حضر لفضل ما فيه من الجري على غير حاله ساكنًا وقائما صعنقا ومتعبا - وأما لمهر الصغير الذي يرضع فأنه يتغير، يقبح منه ما كان حسنا ويحسن منه ما كان قبيحا يكون فيه من العظام ما يستحب قصره أو طوله أو عرضه أو رحبه وما يكره طوله أو عرضه أو قصره فيقبح من الحسن ويحسن منه القبيح أو يزداد قبحا أو حسنا فأما الفراسة فيه على الظن ما يرى من خلقه إلا في الحالة التي هو فيها من تفضيله على ما هو في سنه من المهارة في الحالة تلك أدنى ما يتفرس فيه إذا تجثن وغلظ وركبه لحم العلف وذهب عنه لحم الرضاع.
وأبين الفراسة في المهر أن تفرس في أخذه الجري إذا أخذا فأنه يأخذ على صفته التي خلق عليها وإليها يؤول فإذا احسن الأخذ على ما وصفت فهو جواد - وربما تغير اخذ أحدهما إذا ركب حتى يقبح آخذه ولا يكون إلا من ضعف فيه لم يبلغ مدى قوته فربما لم يجر جذعا وجرى رباعيا وربما لم يجر رباعيا وجرى قارحا حتى تجتمع له قوته فهي في ذلك تختلف، ويعرف ضعف الضعيف منها بتلويه تحت فارسه وعجزه وفترته إذا نزل عنه صاحبه وهو حسن العظام يصدق آخذه قبل ذلك.
صفة العتق
1 / 15
يستدل على عتق الفرس برقة جحافله وأرنبته وعرض منخريه وعرى نواهقه وسمومه ورقة جفونه وأعلى أذنيه وما ظهر منها ورفة سالفته أدميه ولين أشعريه وشعر ركبته، وأبين من ذلك كله لين شكير ناصيته وعرفه وصفة جامعه لا واستغنى بعضها عن بعض ولا يوجد جميع ما وصفت في فرس غير أن الفرس إذا تم فيه بعض ما وصف لحق بالجياد بعد أن يكون عتيقا وما تم من خلقه بعد ذلك فهو إذا اشتدت نفسه ورحب متنفسه ومنخراه وجوفه وطالت عنقه واشتد ركبها في كاهله واشتد حقوه وعظمت فخذاه وشنج نساه وعظمت فصوصه واشتدت حوافره لحق بجياد الخيل المراهنة أما رحب جوفه فلتراد النفس فيه ولتلجا فيه عن رئتيه وقلبه أنه إذا ضاق ذلك الموضع منه ربا وانتفخت الرئتان فأن لم يجد متفسحا من الجوف ضغطا القلب حتى يكربه ذلك ويقطعه ورحب منخراه لسهولة مخرج نفسه في جوفه فيربو لذلك وأما عنقه فيتساند ليها إذا احضر.
وأما فخذاه فيعتمد عليهما وعليهما يكون عظم مؤونة الجري وأما حقوه فمعلق وركبته ورجليه في صلبه ونساه يقبض له رجليه ليشتد ضرخه بهما - وأما فصوصه حوافره فدعائمه التي يعتمد عليها وتمامه شدة الخلق ورحب المتنفس وشدة النفس لا يصلح واحد منهما إلا بصاحبه، أن كان شديد النفس ولم يشتد خلقه حتى يحمل نفسه لم ينتفع بشدة نفسه وان كان شديد الخلف ليس بشديد النفس لم يصبر من البعد الحد لأن نفسه له ولو تم خلقه ونفسه ولم يرحب منخراه وجوفه لم يصبر من البعد أنه إذا تراد نفسه في جوفه بهره وكربه حتى يقطعه وأن كان رحيب المنخرين حسن الجوف من المقدمة ليس. بالرحيب ولا المظموم شديد الضم اغتفر ضيق جوفه.
وإذا كان رحيب الإهاب ملحوب المتن احتمل ذلك ربوه حتى يعرق فيخرج منه فيحتمل من ذلك ما يجتمل الرحيب الجوف برحب أهابه والحب متنه فأن ضاق جوفه ولم يلحب متنه فأنه ينهر وينقطع - فأن ضاق منخراه مع ذلك واتعب جهده الربو الكرب حتى يقوم فأن زيد على ذلك كان قمنا أن يموت إلا أن يكون هشا فيريح لسرعة عرقه ولا يكاد يصبر - وأن كان ليس بالطويل العنق وهي عريضة مفرعة العلابي لم يخنس بها قصر فاحش اغتفرها بإفراغ علابيه وشخوص حاركه وتأنيفه واستخاره في ظهره مع عرض كتفيه وطولهما وغموضهما من أعليهما وشدة صدره وقصر عضديه لطف زوره من موضع مرفقيه وطول ذراعيه - وقد يغتفر قصر ذراعيه بطول عصبه وتمكن رسغيه وجودة ما فوقهما من عضديه وكتفيه وكاهله وصدره وكذلك حموشتها إذا كانتا طويلتين والقصيرة العلباء البادية الغرور افضل من الطويلة الحمشة إذا طال عصبهما وتمكنت أراساغهما وقد يغفر قصرهما وحموشتهما بجودة ما فوقهما وما تحتها من عظامه وإذا كان ليس بالمفرط الفخذين وهما حسنتان ولم يبلغ بهما ذلك نقصان ولإذهاب لحم فاحش اغتفر ما فيهما إذا كان قصير الساقين عريضهما أصمع الكعبين شنج الانساء طويل وظيفي الرجلين وعرض الساقين أولى بهما من قصرهما ويغتفر قصر وظيفي للرجلين إذا جاء ما فوقهما فعرضت ساقاه وعظمت فخذاه وطالت وكثر لحمها لا يغتفر انقطاع حقوه إلا أن يكون حسن اللحم وليس بالمفرط فيغتفر ذلك منه بقصر ظهره وعرض فقرته وقصر قصرييه وشدة معاقمه وسمن صلبه في عجزه وشخوص قطاته وشدة ما كان اسفل من ذلك من رجله ولا يغتفر عظم فصوصه ورخاوتها وإن كان شديد الخلق حتى تنحطم أو تفسد حوافره فتنصدع أو تتشظى أو تخفى فامنعاه من أن يبلغ ما يراد منه من الجرى ولا يغتفر ضعف نفسه وسقوطها ولا رخاوة نسوية وحباله ولا ضيق نفسه ولا سوء خلقه.
صفة ما يخالف الذكر فيه الأنثى
كل شيء يستحب للجودة في الأنثى يستحب للذكر الأطول الصيام وقلة الربوض وقلة اللحم اللهزمة والشفة والجهل حركة أو لم تحرك ولا يكره منها بعض الجسأة في ظهرها وقران الكعبين فيكره ذلك كله من الذكر إلا الشهومة والحدة إذا حرك وكثرة النوم وقد كانت العرب تقول) أبغنيه ذكرا نووما أو أنثى صوومًا (والصيام طول القيام.
وقال أبو زيد الطائي في القرن وهو القران في الكعبين.
كل سمحاء كالقناة قرون ... وطويل القرا هزيم الذكاء
1 / 16
ولا خير في شيء من الجسأة في القوائم للذكر والأنثى وهي اشد احتمالا لما كان في مقدمهما مما يكره للجودة من الذكر ولا غنى بهما عن جودة أرجلهما ويستحب من الأنثى قصر العجز وقرب ما بين كعبيها ويكره تباعد ما بين رجليها الآن الأنثى إذا اتسع عجانها ورحب مهبلها استرخت رجلها فأدركها الضعف واحتشت الريح فأدركه الخور في ركيها ويستحب فيها الافر والنقر في حضرها ألا تحشى وألا تستقدما كأخذ الذكر لأنها إذا استقدمت رجلها كان اسع لفتورها فلذلك استحب ضيق ذلك منها ولا يستحب ذلك من الذكر.
صفة ما يحضر من الخيل من غير ضمر
من الخيل ما يحضر عن غير ضمر ولا صنعة ولم يوصف خلقه فأن يكن منها ما يحض غايته على غير ضمر ولا صنعة ولا تيسير فالذي يرحب منخراه وجوفه فيفرطان ويرحب أهابه حتى كأنه يكون أهاب كلب أو ضبي يموج فوق للحمه ويلحب متناه وتنتشر قصرياه فتتجافيان عن كليتيه ويهرت شدقاه ويكثر ريقه ويرحب سحره ويلحق صفاته ويشتد فذلك بالحرى أن يجري على غير ضمر ولا صنعة.
ويحتمل الشحم لتمام متنفسه ورحب مواضع الربو منه وذلك بعد أن لا يكون مودعا ويكون قد اخذ منه أياما حتى يلحق بطنه ويستوكع للركض ويرحب منخراه وجوفه وجلده) ولحب متنه ونشوز قصرييه عن كليتيه اكمل ما وصفته وأما كثرة ريقه ورحب شدقيه وسرعة عرقه فعون له وع ما وصفت لك ولا بد له من لحوق بطنه وشدة صفاته إذا احضر فتعنته وتقطعه فلا تلحق له رجلاه إلا استرخى صفاقة فيمنعه من الجري ولابد له من أن يحرك يجري لأن المودع يتغير وليصير الحال دعته فيحرك بالركض حتى يلحق صفاته ويسوكع للجري فتذهب عنه الدعة - وقد رأينا والوحش والكلاب وهي مما يحضر على غير ضمر ولا صنعة فإذا لفت ربت فانقطعت دون ما كانت تحضر للدعة وكذلك سائر الخلق إذا أودع فلذلك رأت أن يحرك أياما وان لم يبلغ به غاية الضمر لتمام رحب مواضع الربو منه.
وإنما يربى الفرس شيئان الدعة والشحم فإذا رحب منه ما وصفت احتمل الشحم وإذا حرك أياما احتمل الدعة وذلك بع أن يتم فيه ما وصفت من خلقه التي يكون بها جواد صبورا.
ويستحب من الخيل أن يكون الفرس عتيقا وعريقا جسما معروف الآباء والأمهات منسوبا سليما من الهجنة ما شابه من العروق من غير العراب والدليل على ذلك ما قالت العرب في أشعارهم.
قال عقلمة بن عبدة أخو بني ربيعة بن مالك بن زيد
وقد أقود أمام الحي سلهبة ... يَهدي فيها نسُب في الحي معلوم
وقال يزيد بن عمر الحنفي
قد أروح أمام الحي يحملني ... ضافي السبيب أسيلُ الخد منسوب
وقال أبو داود الأيدي.
أرعى أجمتّه وحدي ويؤنسني ... نهدُا المراكل صلت الخدّ منسوب
ماء جواد عتيق غير مؤَتشب ... تضمنته له جرادء سُرحوب
وقال النابغة.
فيهم بنات العسجدي ولاحَقَ ... وُرْقَّامرا كلها من المِضمار
أسماء الخيل
العسجدي فرس كان لبنى أسد ولاحق فرس كان لغنى قال طفيل بن سعد الغنوى
بنات الوجيهَّ والغُراب ولاحقٍ ... وأعوج تنمى نسبه المتنسب
والوجه والغراب ولاحق خيل كانت لغنى معروفة منسوبة ومذهب أيضًا كان فرس لغنى - قال شاعر.
وخيل كأمثال السراح مصونة ... ذخائر ما أبقى الغرابُ ومُذهَب
واعوج فرس كان لكندة ثم صار لبني سليم ثم خرج منهم إلى بني هلال بن عامر بن صعصعة - اخبرني بذلك رجل من بني عباس ابن مرداس السامى ذكر انه كان في الأصل لملك من ملوك كندة غازا سليما يوم علاف فقتلوه واخذوا فرسه اعوج قال ثم خرج منا إلى بني هلال فذكرته الشعراء ونسبته إليه خيولها.
قال طرفة
اعوجيات طول شُزّب ... دورك الصنعةُ فيها والضمُر
وقال جرير.
إن الجياد يبّين حول قِبابنا ... من آل أعوج والذي العَقَّال
قال النابغة الجعدي.
وعنا جيج جياد صُنعُ ... نسل فيّاض من آل سبل
وفياض وسبل فرسان كانا لبني جعدة وكان لهم أيضًا فرس يقال له قسامة.
قال النابغة الجعدي.
أغرقسا ميار رباعي جانب ... وقارح جنب سُلَّ اقرح أشقرا
فكانت هذه الخيل فياض وسبل وقسامة لبني جعدة وكان ولآل المندر اللخميين فرس يقال له الصريح وهو الأصل وقد ذكرته العرب في أشعارها ونسبت إليها خيولها - قال شاعر
1 / 17
نقود إليه بنات الصريح ... يطرحن بالفلوات المِهار.
وقال عقبة التغلبي.
أُخذت من مهّلب وصريح ... فنمى عتقها ومن حَلاب
وحلاب فرس لبني تغلب - قال الاخطل.
نكر بنات حلاب عليهم ... ونْرجرهُنَّ بين هلا وهابي
وكان لبني تَغلب فرس يقال له الضعيف.
قال الشمردل اليربوعي.
وافحلا ثلاثة سُمّيِنا ... مناهبا والضيف والحرونا
وقال عقبة التغلبي.
والرياحي ابن وقعة والضيف بقايا نزائع ونجاب.
افحل الخيل كلهن جواد ... من جياد عتيقة الأنساب
فكل هؤلاء من الشعراء العرب قد ذكر العريق المنسوب من الخيل ونسب وفرسه إلى ما يعرف من الخيل وذلك تصداق أن افضل الخيل العريق المعروف الأباء والأمهات السليم من الهجنة فإذا كان الفرس مجهولا يجرى بلا عرق يعرف ولا نسب في الخيل قيل له خارجي إذا كان جوادا.
قال طفيل الغنوي.
وعارضتها رهوا على متتابع ... شديد القصرى خارجيّ مجنّب
ما تستحب العرب في الخيل
تستحب أن تكون ناصية الفرس شديدة السواد وتستحب لينهاولين شكيرها وطمأنينة عصفورها والشكير ما أطاف بنمبت ناصيته من الزغب، والعصفور منبت وذلك كله للحسن الألين ناصيته ولين شكيرها فأن ذلك مما يستدل به على عتقه وهو أبين شاهد في الفرس على عتقه يجده تحت يديه كأنه السخام من لينه فأن وجد فيه خشونة فانه لم يسلم من هجينه شأنه من العروق من غير العراب وكره المعروفي الفرس والزعر، والسفى، والسعف في الناصية للقبح.
قال بن مقبل العجلاني.
ذعرت به العين مستوزيا ... شكير جحافله قد كَتن
كتن أي لزج - وقال أيضًا.
كأن نقاعة خطمية ... على حدّ مِرسنه إذرُسن
وطول عنقه وعنقه ما بين ناصية إلى عذرته وعذراته ما كان على كاهل من شعر عرفه وذلك لحسنها وشدتها وحاجة الحامي إليها والذكر أحوج إليها ممن الأنثى - قال امرؤ القيس.
يراد على فأس اللِجام كأنما ... يراد به مرقاة جِذع مجذب
وقال الطماع العقلي.
كأن هاديَه جذع برابية ... من نخل مِذود في باقي من الشذَب
وقال عقبة بن مكدم.
في تليٍل كأنه جذعُ نخل ... متمهِلّ مشذّب الأكراب
ودقة مذبحه ومذبحه مقطع رأسه من باطنه وذلك للحسن.
قال اعشى بن قيس بن ثعلبة.
سَلسِ مقلده أسيل خدُّعه مَرِعُ جنابه
وقال عقبة بن مكدم.
وترى معقِد القلادة منها ... سَلِسا ذا ذوائب وسِباب
ودقة سالفته سالفته مادق من أعلى عنقه إلى قذاله خلف خششائه وخششاؤه والعظمان الشاخصان خلف أذنيه وذلك للحسن ويستدل به على العتق.
قال امرؤ القيس.
وسالفة كسَحوق الِلّيا ... ن أضرم فيه الغوىَُ السُعرُ
وافراع علابية وشدة مراكبها في كاهله وعلبا واه عصبتان تحت العرشين، وعرشاه منبت عرفه وذلك اشد لوصل العنق في الكاهل أن تفرع علابية إلى الكاهل إذا شخص فلا يكون فيه هزمة.
قال عقبة سابق.
يهزّ العنقّ الأجر ... دفى مستأ مَن الشِعْب
وقال أيضا
من الحارك مخشوشا ... بجوف مُجفرَرحب
وقد يكون مصبوب العلابي وهو شديد مركب العنق في الكاهل.
قال أبو داود.
ومُنيف غّوج اللبان يرى منه بأعلى علبائه أدبار
وقال الشاعر) ويحمل على أبى داود الأيادي.
إذا قِيَد قَّحم من قادة ... وولت علابُّية واجلعب
وعرضهما واضطراب جرأته وذلك لافراع علابية وانحدار رجرانه.
وذلك لشدة العنق وجراته ما فوق مريئه وحلقومه من جلد ممن باطن عنقه وذلك ارحب لمخرج نفسه وقد شبه بجران الثور.
قال أبو داود الأيدي.
يعلو بفارسه منه إلى سَنَد ... عال وفيه إذا ماجَّد تصويب
وقال يزيد بن عمر والحنفي.
محّنب مثل تيس الربل محتفر ... بالقصرين على الحشاء مصبوب.
وأشراف هاديه - وهاديه عنقه وذلك لتشدته وللحسن.
قال زهير.
وملجمُنا ما إن ينالُ فذا لَه ... ولا قدماه الأرضَ إلا أنا ملُه
وقال شاعر الأنصار
كأن هاديها إذ قام ملجمها ... قعُوعلى بكرة زوراَء منصوبُ
وقال طفيل الغنوي.
تنيف إذا اقورَّت من القود وانطوت ... بهاد رفيع يقهر الخيلَ صهلبٍ
وقال يزيد بن عمر الحنفي.
1 / 18
يبذَُ ملجَمه هادٍ له تَلِع ... كاته من جُذوع الغِين مشذوبُ
فإذا كان العنق لم يكن فيها دنن ولا هنع، والدنن طمأنينة العنق، والهنع هزمة تكون في وسط العنق وذلك ضعف فيها مع القبح.
قال غيلان الربعى الراجز.
محدد المنكب غير اهنعا ... إلى قرا أيم وهادٍ أتلعا
ولا يكون فيها تلقيف ولا وقص ولا إرهاف وتمت والتلقيف استدارة العنق وقصرها وكره ذلك للضعف والقبح - والوقص قصر العنق وكره ذلك للضعف والقبح - والإرهاف رقة العلابي وقلة لحم العنق والعرشين وذلك - والأنثى اشد له احتمالا من الذكر - واشرف منسجه واستئخاره في ظهره وتعنيفه وعريه - ومنسجه حاركه - وحاركه ما شخص فوق فروع كتفه من الأسنان في أعلى محال حاركه إلى الأصل عنقه ومستوى ظهره وذلك للشدة والحسن.
قال امرؤ القيس.
له حارك فعُم أشَُم ملائم ... كما لاحَك القيُن الغبيطَ المضبَّرا
قال أيضًا
له كفل كلد عص لَّبده الندى ... إلى حارك مثل الرتاج المضبَّب
وقال أبو داود الأيادي.
أَرِب الهر فادعت له ... مشرف الحارك مأمون الكد
وافراع كتفيه في حاركه وغموضهما فيه من أعاليهما - وافراعهما ارتفاعهما في حاركه.
قال أبو داود الأيادي.
كتفاها كما يركّب قيُن ... قَتبا في احنائه تشميم
وقال أبو النجم.
طار عن المهر نسيل ينسله ... عن مفرع الكتفين حٍرّ عطله
وقال أبو داود الايادي.
رَهِل الصدر أُفرعت كتفاه ... في محان طبا قُهُّن قصار.
وعرضهما وغموضهما من قبل ماء والى الجنب منهما وخروج عير يهما واخرميهما من قبل رؤوس المنكبين - وعيراهما ما ارتفع من أواسط الكتفين - واخراجهما رؤوس الكتفين من قبل العضدين.
قال عدي بن زيد
كتفاها كما يشعب قَين ... قتبا فوق الاقَتاب
وعريهما قلة لحمهما وتأنيبهما حدتهما فإذا كانا كذلك بعد ما بين منكبيه ورحاب لبانه وما بين جوانحه - ويستحب ذلك لشدة التئام رؤوس العضدين في الكتفين - وأما غموض أعاليهما فيستحب لشدة شعب الكاهل وغموض رصائع الجوانح وتدانيها فيه لئلا تتجافى أعلى الكتفين لأن لصوق أعلى الكتفين بأسفل الكاهل اشد لهما من أن تنفرجا وعرض الكتف أولى بهما.
قال عقبة بن سابق.
وآض أعلى اللحم منهَ ضَّوعا ... محدد المنكب غير اهنعا
ودخول بركته في نحره من حيث انضمت الفهدتان من أعاليهما إلى اللذين دون العضدين إلى غضون الذراعين باطنهما.
قال عمرو بن معدى كرب.
في مركلين ومنكبين وحارك ... في بركة كرحى الثفِال مقدّمه
قال أبو داود الأيادي.
جُرشُعا أعظُمه جُرفته ... نابئ البركة في غير بدد
وقال الأعشى
مستقدمُ البركةَ عبْل الشوى ... كفتُ إذا عض بفاس اللحام.
وخروج جؤجؤه وفهدتيه وعرضهما من أسفلها - وجؤجؤه ملتقى. فهديته من أسفلهما إلى أعاليهما - وفهدتاه اللحم الناتئ في صدوره.
قال امرؤ القيس.
وخّد أسيلٍ كالسِنان وبركة ... كجؤجؤ هَيق زِفُّه قد تمَّورا
قال عقبة بن مكدم.
ولها بِركة كجؤجؤ هَيق ... ولبانُ مضرَّج بالخضاب.
وقال ابن عسلة الشيباني.
صَّبحته صاحبي كالسِيد معتدل ... كأن جؤجؤه مداُك أصداف
وعرض بلدته وبلدته منقطعة الفهدين من أسفلهما إلى عضديه.
قال النابغة الجعدى.
في مِرفقيه تقارُب وله ... بلدُة نحر كجبأة الخزّم
ورهل صدره وصدره بركته جؤجؤه وذلك اشد لصدره أسرع لمنكبيه - قال أبو داود الأيادي
إذا اسُتقبِلَ إتلاب منيفا ... رَهِل الصدر مُفرِعا طَّيارا
وقال شاعر
سلس مقّلدة طويلة خدّه ... وهل اللبان حديد رأس المنكب
وقصر عضديه وذلك ليخرج منكباه ويدخل رفاقه وجؤجؤه وفهدتاه لأنها قصرت رفعت مركب الكتف وفيها واتبعتها الذراع فدخلت وإذا طالت رفعت رأس الذراع حتى تخرج مرفقاه وذلك اشد لتفرق يديه واضعف لها وعضداه العظمان اللذان بين كتفيه وذراعيه - قال أبو داود الأيادي.
قصير الجناجن حابى الضلوع ... طويل الذراع قصير العضد
1 / 19
ورخاوة مردغته وعظم ناهضه وتعتر لحمه ومردغته اللحم الذي في أصول العضدين من خلفهما مما يلي الفريصة وناهضة خصيلة العضد المنتبرة وما عظمت واعترت فهو خير له وكثرة غضون ما بين العضدين والفهدتين وباطن الذراعين والإبطين من الجلد وذلك اسرح ليديه وابسط لضبعيه إذا جرى.
قال أبو داود.
نبيل النواهض والمنكبين ... حديد الاخارم نابي العُقد
وقال أيضا في ذلك.
كأن الغضون من الفهدتين ... إلى بلدة الزَّور حُبْك العُقَد
ولطف زوره من المواضع المرفقين وعريه ولصص مرفقيه إلى زوره وحدتهما وزوره وقصة وجناجنه وجوانحه ومرفقاه مآخير رؤوس الذراعين ملتقى العضدين وذلك ليكون أقوى ليديه واجمع لآخذه بهما وتستحب حدتهما ليكون اشد لوصل الذراعين في العضدين.
قال عبد الرحمن بن حسان.
طويل الذراع له مِرَفق ... ألصُّ إلى الزَور لمُ يفَتل
وقال النابغة الجعدى.
في مرفقيه تجانُفُ وله ... بلدةُ نحرٍ كجبأة الَخزَم
وقال أبو داود.
المرفقان له بما احتملا ... كدعائم عُرِضتْ لها الخَشُب
وقال شاعر من طيء.
فجاءت به داخَل المرفقين ... ضَخم الجآشيش والمنكِب
وانحدار قصه، ما بين الرهبة إلى منقطع اسفل الفهدتين والرهابة فلك الزور تنقطع عندها الجوارح وتفرق عندها الضلوع وفيها غرضوف نأتي وذلك اسبغ لضلوعه وأتم فأخذه وانحدار القص على الرئتين والقلب يستحب لمتنفسه. قال شاعر
فحشاه لا حُق في بطنه ... وأسَّف القصُّ منه للركب
وطول ذراعيه وعبالتهما ما بين عضديه وركبتيه وعبالتهما غلظهما، وعظم عظمتيهما، وغرورهما وعظمتاهما وعظمناهما واغلظ من أعالي الدراعين - والغرور ما بين الحبال وهي طرائق تفصل بين الخصائل.
قال شاعر.
كأن غُرور ما استقبلت مه ... دبيب الُرْقشِ في الرمال الهِيام
وقال الحارثي.
إذا انشَّق أعلى لحمها وبَدتْ لها ... غُرور كآثار السياط فوالقُه
وعرضهما إذا استعرضتها وعرى ما فوق الركبتين منهما، ولوصق جلدهما بهما وذلك لشدتهما وقدرته على الأخذ بهما إذا اخذ الجري وبعد قدرهما.
وقال أبو النجم
رُكّبن في كأسِية عَوارِ ... في غير ما بَيضٍ ولا انتشار
ولطافة ركبتيه وشدة سمومهما وإكراب اسرهما وقرب ما بينهما وركبتاه وصل ما بين ذراعيه ووظيفية وذلك لشدتهما وقلة فتورهما لأنهما وصل فإذا كانتا كذلك كان أبطأ لفتورهما.
قال عدى بن يزيد.
ومنجرد كالسِيد شُذِب لحُمه ... آمينِ الُفصوص ساهم الوجه ذي خال
وقال الأنصاري
وفي القطاة نشوز لم يكن حدّبا ... وفى معاقمها مسدُو تلحيب
قال علقمة بن عبدة
كثير سواد اللحم مادام بادنا ... وفي الضُّمر ممشوق القوائم شوذَبِ
وقصر وظيفي يديه وعرضهما وحدب قينيهما - ووضيفاه ما بين ركبتيه وجبتيه، وقيناهما الظنبو بان وهما مقاديم وظيفي اليدين.
قال دكين الفقيمي.
مسقف عظم الذراع أحَدبُه ... مستولج رأس الوظيف مُكرُبه
وقال امرؤ القيس
لها حافر مثل قعب الوليد ... رُكّب فيه وظيف عَجِر
وقال عقبه بن مكدم.
رَكّبت في قوائم عَجرات ... سلطات شديدة آلاء كراب
ولصوق جلدهما بهما وقلة حشوهما وفرش عصبهما وعرضه وعبالتهما وغموض أشا جمعهما وغموض شظاهما. ولزوقه بباطن الوظيفين.
قال عمر بن شأس
مُدمّج سابغ الضلوع طويل الشخص عبل الشوى مُمرُّ الأعالي
وقال عبد الرحمن بن حسان
كا وظفة الفاِلج المَوصلي ... لا هو رْيَض ولم يُرحَل
وقال أبو داود.
عَبل الشوى عَتِد كذِلق ... الزَ ُّج محضير مُباعد
) وغموض اشاجعهما وغموض شظاهما ولزوقه بباطن الوظيفين وأشاجعهما عظمان شاخصان من حرفي الوظيفتين من باطنهما - وشظاهما ما بين وظيفي اليدين وبين العصب وذلك لشدته وسرعته وقرب ستبكه من الأرض إذا جرى وكره ارتفاع الركبة من الأرض لطموح يديه وعلوهما إذا جرى.
قال امرؤ القيس
سليم الشظا عبل الشوى شنج النَّسا ... كتيس ظباء اُلحّلب الغدواني
ولطافة جبته وتحمصها - وجبته ملتقى الوظفين وأعلى الحوشب.
وقال العقيلى
يخطو على مَحِصات غيرِ فاترة ... شمّ السنابك لمُ تقَلب ولمَ تَرب
1 / 20