ख्याल के विचार
خواطر الخيال وإملاء الوجدان
शैलियों
اجتاحت الأيام هؤلاء الطغام، وخلف من بعدهم خلف كريم، هذبه الزمن فمجد هؤلاء النوابغ وخلد ذكرهم، ونشر آثارهم حتى عمت أركان الأرض وأصبحت نموذج الكمال، ومثال الجمال والجلال، وأضحت رفات هؤلاء النوابغ تقول في رموسها: «بوركت أيها الزمن الحكيم، والمنصف البار الكريم!» (3) الزهرة والشيطان الجميل
بعدا أيها الشيطان الجميل! بعدا أيها الفتان الخائن! بعدا أيها الممثل المائن! بعدا أيتها الأفعى التي لان ملمسها وفي أنيابها العطب! بعدا أيتها الكأس التي يلذ للشارب أولها ويقتله آخرها! بعدا أيها النمر الملتحف بجلد المهاة! بعدا يا من يصبغ فؤاده بالرياء والسواد كما يصبغ وجهه بالحمرة والبياض! بعدا يا من كلامه كالعسل وفعله كالأسل! بعدا يا خضراء الدمن ونكد الزمن! بعدا أيها السراب الغرور! بعدا يا جرثومة الشرور!
بلوتك ففررت منك فرار الآبق، حاولت افتناني آونة بجمالك، وطورا بسحرك، وتارة بحولك، وأخرى بحيلك، فما طلت مني طائلا، ولا نلت مني نيلا، ورجعت بصفقة المغبون! وكدت تأكل سبابتك من غيظ وجنون.
لو كنت صادقا في حبك، شريفا في خلالك؛ لكنت ملكا كريما يبث الهناءة أنى سار، يريح القلوب، ويزيح الكروب، وينسي المصائب، وينشط الإنسان على الكدح في دنياه بهمة لا تعرف الملل، وقلب ملؤه الآمال.
هبطت من مقام الملائكة إلى حظائر الأنعام بمحض إرادتك، مفضلا الملذات البهيمية على الملذات الشريفة النفسية، فتمرغت في حمأة الموبقات، بعدما كنت محلقا فوق أزاهير الجنات.
اقتربي مني أيتها الزهرة البديعة فأنت عندي خير من هذا الشيطان الجميل، أنت روحي وريحاني! يفتنني مرآك، وتنعشني رؤياك، أنت لي في وحدتي خير أنيس وأدنى وأخلص جليس! أنت نموذج الجمال! أنت مثال اللطف والبهاء!
لا تخشي مني لمسا يذهب بنضارتك، أو هجرا يقضي على رشاقتك؛ فإنني نعم الوفي الأمين والمخلص البار.
لست من غلاظ القلوب والأكباد الذين يقطعون عنقك دون رحمة ليزينوا بك صدورا قبحتها الشرور، ويثبتوك بإبرهم دون شفقة لئلا تفلتي من العذاب، وسرعان ما تموتين فيطرحونك تحت أقدامهم، وما حملوك حبا فيك بل طلبا للزينة ومأربة لا حفاوة.
إنني أحبك وأغار عليك من النسيم فلربما استرق من شذاك وحمله لقوم لا يستحقون إلا ريح السموم، أو ساق إليك من جراثيمه ما يؤذيك فأحميك في مكنون الحجرات وأخصك بالزلال البارد ولو لم يكن عندي منه غير ما ينقع الغلة، إنني أقنع بمقعد خشن وأوثرك بثمين البلور المزخرف بصفائح النضار، إنني أجلب أصلك من مشارق الأرض ومغاربها بثمن غال، وأخدمك بنفسي وأخصك باحترامي وإجلالي فأنت بهجة النفوس، وريحانة القلوب، ونعيم الدنيا والآخرة.
أنت نعيمي وهناءتي، أنت عزائي في بلائي، أنت جليسي في وحدتي، أنت أنيسي في وحشتي، أنت سلواني في همومي وأحزاني.
अज्ञात पृष्ठ