खवातिर हिमार
خواطر حمار: مذكرات فلسفية وأخلاقية على لسان حمار
शैलियों
فضحك جانون وقال: كأنك تحسبين أن مجرد وجود حمار لك يكفي للظفر والفوز بالجائزة! وتضاحك رفاقه جميعا.
فقالت هي: كيف تظن أن يكون لي حمار؟ وهل أنا أستطيع أن أطعمه وأن أدفع ثمنه؟
أما أنا فلما رأيتهم يتكلمون هكذا عن الحمير، وسمعت كلام الأم ترانشيه وتمنيها أن يكون لها حمار لتفوز بالجائزة؛ ملت إليها وأعجبني منها أن عليها سيما اللطافة وحسن الخلق، فخطر في بالي أن أعمل لكي تفوز هي بالساعة الفضية.
وكنت قد تعودت الجري السريع في الغابة، وقطعت في السير أشواطا بعيدة لكي أستدفئ بالجري من شدة البرد، ولذلك استطعت أن أكون قادرا على الجري، وعلى الاستمرار فيه والصبر عليه كالحصان.
وقلت في نفسي: سنرى ولنجرب، وإنني إذا لم أظفر بالجائزة فلا أخسر شيئا، وإذا ربحت فقد ساعدت الأم ترانشيه على الحصول على الساعة التي أظهرت رغبة في الفوز بها.
ولذلك تقدمت بخطوات معتدلة ووقفت بجانب الحمار الأخير، وزهوت وانتفخت كبرا ونهقت بحدة.
فاحتد أندريه وقال مغتاظا: ألا تريد أن تنتهي من هذا النغم الذي لا يطرب أيها الحمار القذر؟ إنك لست نظيف الشعر، ولا تستطيع الجري، وإنك لا صاحب لك.
فكدت أختنق من الغيظ، ولكني لم أتحرك ولم أغادر مكاني، وصار بعضهم يضحك وبعضهم يغضب، ثم تشاجروا حين صاحت الأم ترانشيه: إذا لم يكن لهذا الحمار صاحب فإنه سيكون له صاحبة، وأنا قد عرفته الآن فهو كديشون، حمار المسكينة مدموازيل باولين، فإنهم طردوه منذ غابت عن المنزل، ولم يكن له فيه من يرحمه، وأنا أظن أنه قد قضى طول هذا الشتاء في الغابة لأنه لم يره أحد منذ وفاة تلك الطفلة.
ولذلك أنا آخذه منذ اليوم في خدمتي، وهو سيجري اليوم في السباق لأجلي.
ولما سمعوا هذا القول صاحوا من كل جانب: إذا كان هذا كديشون، فإننا قد سمعنا كثيرا عن شهرته وفراهته.
अज्ञात पृष्ठ